الهيب هوب.. وسيلة أبناء عدن لنسيان آلام الحرب
تجلى دور شباب عدن للتأكيد أن مدينتهم ستبقى حاضنةً لكل المواهب مثلما كان مبدعو العرب يلجؤون إليها كي تنطلق إبداعاتهم وتجوب العالم
ثمة وجه آخر تمتلكه مدينة عدن، جنوبي اليمن، يتوارى خلف أخبار النزاعات والحوادث الأمنية التي سيطرت على المدينة، وباتت سمةً ملازمةً لها في الآونة الأخيرة.
نخبةٌ من الشباب العدني أخذت على عاتقها إماطة اللثام عن ذلك الوجه الذي عُرفت به المدينة عبر التاريخ، كقبلةٍ للفن والثقافة، ومهدٍ للإبداع والتميز، وكانت ذات يومٍ سبّاقةً في شتى مجالات الحضارة والتنوير، وهو ما أراد شباب عدن إحياءه من جديد، ونجحوا في هذه المهمة من خلال إقامة بطولة ومسابقة الهيب هوب، والتي تشهدها المدينة للمرة الأولى، رغم ما تعيشه من آلام الحروب والصراعات.
وكشف مدير المسرح المستضيف للبطولة، محمد عبدالكريم لـ"العين الإخبارية"، أن طاقم (we can) في اتحاد (دانسر عدن) أقاموا بطولة الهيب هوب بمشاركة 30 شابا، بعد دورة تعريفية بالقوانين واللوائح.
ولفت مدير مسرح البطولة إلى أن المرحلة الأولى من البطولة، والتي دشنت الأسبوع الماضي، حققت نجاحًا جماهيريًا لافتًا فاق التوقعات، ونالت العروض المقدمة من المتسابقين إعجاب جميع الحاضرين.
واستمرت المرحلة الأولى من البطولة، خلال الأيام الماضية، وسيتم الإعلان عن الفائزين نهاية الأسبوع الجاري، وعددهم 20 متسابقًا، بحسب عبدالكريم.
وأكد أنه سيتم الإعلان أيضًا عن موقع البطولة في مرحلتها الثانية في الأسبوع نفسه، منوهًا إلى أن دور نصف النهائيات سيُلعب بنظام المقابلة الثنائية وخروج المغلوب، على أن يتأهل 10 متسابقين إلى النهائيات.
وحرص محمد عبدالكريم على الحديث عن هدف البطولة الرئيسي والمتمثل في أن هذه الفعالية وُجدت لانتشال مدينة عدن من عوالم الأحزان والدمار، إلى عالم مشرق ملئ بالحب والإبداع والتميز، عبر جهود شبابها الموهوبين.
يذكر أن البطولة ساهمت في دعمها ورعايتها عدد من المؤسسات والشركات الأهلية في عدن، حيث استضافت عدد من تلك المؤسسات تجارب الأداء والدورة التنظيمة.
كما يُشار إلى أن مدير البطولة وصاحب فكرتها سعيد إيهاب، حرص على توفير فنانين شباب من عدن لإنتاج موسيقى خاصة بالبطولة، وفواصل فنية وطربية، تقدمها الفنانة الصاعدة أماني عصام، والفنان الشاب أحمد مأمون.
ووفرت البطولة حكامًا متخصصين في فن الهيب هوب، من النجوم الشباب في مدينة عدن، على رأسهم ياسر ميوزك، معتز هرهرة، محمد محضار، ومحمد صلاح.
في هذه المرة تجلى دور شباب عدن واضحًا للتأكيد على أن مدينتهم ستبقى حاضنةً لكل المواهب والمبدعين، تمامًا مثلما كان مبدعو اليمن والعرب يلجؤون إلى المدينة كي تنطلق إبداعاتهم ومواهبهم وتجوب العالم.
aXA6IDE4LjIxNy4yMzcuMTY5IA==
جزيرة ام اند امز