هيلاري عرّابة الفوضى باليمن.. هكذا مُنحت "نوبل" لكرمان
رسائل متبادلة من موظفي الأمريكية أظهرت فرحتهم بحصول اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام
لم يكن هدف الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون إلى اليمن مطلع 2011 نزع فتيل الاضطرابات التي بدأت تلوح بالأفق حينذاك، بل إدخال البلد الفقير في موجة فوضى لا تزال تعصف به حتى الآن بعد مرور 10 سنوات.
حلّت كلينتون بشكل مفاجئ على صنعاء 11 يناير/كانون الثاني 2011، في زيارة مفاجئة هي الأولى لمسؤول أمريكي رفيع منذ 20 عاما، وتحديدا الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأسبق لليمن عام 1990، ومنذ ذلك التاريخ، كانت عاصفة الخراب تحل أيضا بالمدن اليمنية.
كان اليمن حينها يعاني من أزمة سياسية محدودة وتراشقا إعلاميا بين الأحزاب، لكن اللقاء الغامض الذي جمع كلينتون، مع الإخوانية توكل كرمان، في مقر السفارة الأمريكية بصنعاء، أدخل البلد في موجة اضطرابات ما يسمى بالربيع العربي.
ووفقا لمصادر سياسية يمنية لـ"العين الإخبارية"، فقد كان من المفترض أن تلتقي كلينتون حينها بقادة الأحزاب وقيادات بحكومة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، لنزع فتيل التوتر المحدود، لكن انتقال توكل كرمان المفاجئ من السفارة الأمريكية الواقعة في حي "شيراتون"، إلى ساحة الاحتجاجات، كشف بشكل واضح أن زيارة الوزيرة الأمريكية كان الهدف منها تأجيج الوضع وليس إخماد التوترات.
كانت توكل كرمان حينها مجرد فتاة إخوانية مغمورة تضع النقاب على وجهها ولا يظهر منها سوى أعينها، لكن اللقاء الغامض بالسفارة الأمريكية فتح أعينها، ووضع لها خارطة طريق لقيادة الاحتجاجات في ما يسمى بالربيع العربي بعد وعود بمنحها منصب وزيرة الخارجية اليمنية في حال تمت الإطاحة بحكومة صالح.
طيلة أشهر الاحتجاجات، التي بدأت بعد شهر على وجه التحديد من زيارة كلينتون لصنعاء، كانت الخطة تقتضي تسليط الأضواء على توكل كرمان كقائدة للثورة، وبمساندة وسائل الإعلام الإخوانية وعلى رأسها الجزيرة، كان يتم التغاضي عن المجازر التي تتسبب بها كرمان عندما تدفع بمئات الشباب للصدام مع أجهزة الشرطة، وتغيب عن الصفوف الأولى.
وجراء الدعم الكبير المقدم من الإدارة الديمقراطية الأمريكية حينذاك، لم ينته العام 2011 إلا وتوكل كرمان قد فازت بجائزة نوبل للسلام، ليتحقق حلم هيلاري كلينتون، والذي كشفت عنه الإيميلات التي تم رفع الغطاء عنها خلال الساعات الماضية.
وأظهرت رسائل متبادلة من موظفي الخارجية التابعين لهيلاري كلينتون، فرحتهم بحصول اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام عام 2011.
وبحسب نص الرساله، التي وجهت لهيلاري، "هذا خبر عظيم! أنا متأكد أنك سعيدة جداً"، في موقف يكشف خيوط مؤامرة الديمقراطيين على اليمن ونشر الخراب بداخله.
ووفقا لخبراء، فقد كان من الواضح أن قرار منح كرمان جائزة نوبل للسلام، قد تم الاتفاق عليه خلال زيارة هيلاري كلينتون إلى صنعاء قبل شهر من بدء الاحتجاجات الشعبية في ما يعرف بالربيع العربي، وذلك بشرائها عبر أموال قطرية.
توسع العلاقات
عقب تتويج توكل كرمان بالجائزة المشبوهة، كانت كلينتون تستقبل هذه المرة توكل كرمان في مقر الخارجية الأمريكية أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2011، رفقة زوجها القيادي الإخواني، محمد إسماعيل النهمي.
وأعلنت كلينتون حينها ترحيبها بكرمان وزعمت أن منحها الجائزة، هو اعتراف بإنجازاتها والتزامها بالديمقراطية وحقوق الإنسان، في تغاضي تام عن حمام الدم الذي خلفته الناشطة الإخوانية بصنعاء والعشرات من شباب الاحتجاجات الذين دخلوا في إعاقات دائمة.
وأفصحت كلينتون بشكل صريح عن دعمها لمسيرة الفوضى باليمن، وقالت إنها تدعم حقوق النساء والرجال اليمنيين في اختيار قادتهم ومستقبلهم، في تحريض واضح على الحكومات الشرعية.
وفي المقابل، ذهبت توكل كرمان، في كلمة مقتضبة رفقة كلينتون، بسرد عدد من المغالطات للواقع اليمني، حيث أعلنت أن نظام صالح قد انتهى، رغم أن المبادرة الخليجية التي نظمت المرحلة الانتقالية بعد العام 2011، نصت على حكومة توافق وطني ضمنت وجود نظام صالح بـ50 بالمائة من الحكومة اللاحقة.
تبادل أدوار
لم تتوقف العلاقة المشبوهة بين الإدارة الديمقراطية الأمريكية وتنظيم الإخوان عند ذلك، ففي أواخر سبتمبر/أيلول 2016، أعلنت كرمان دعمها للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في معركة الانتخابات الرئاسية، وقالت إن العالم سيكون أفضل وأجمل في ظل قيادة إمراة.
كما تواصلت رسائل الغزل بين الجانبين، حيث بعثت كرمان بعدة رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى الإدارة الديمقراطية حينذاك، تعدهم فيها بـ"العمل معا في بناء العالم"، وتحويل اليمن إلى مكان استراتيجي للأمن عالميا.
وبعد 10 أعوام من الزيارة المشؤومة لهيلاري كلينتون إلى صنعاء، والوعود التي أطلقتها كرمان، لم يتحول اليمن سوى إلى مكان استراتيجي للاضطرابات، بعد انزلاق البلاد في انقلاب وحرب مستعرة أدخلت حتى الآن 20 مليون نسمة تحت خط الفقر، وشردت 4 ملايين نسمة داخليا وخارجيا.
وذكر خبراء يمنيون، أن نشر إيميلات كلينتون، هي مناسبة هامة لإطلاق حملة بسحب الجائزة من الإخوانية توكل كرمان، بعد انكشاف كذبة نوبل للسلام.
وقال المحامي والناشط السياسي اليمني، محمد علي علاو، في سلسلة تغريدات عبر تويتر، إن فضيحة الإيميلات، تؤكد أن هيلاري هي من رشحت كرمان لجائزة نوبل وأنشأت لها لوبي خاص لدعمها.
وأشار علاو، في سلسلة تغريدات على تويتر، أن الإيميلات، دليل إضافي يؤكد صحة أن قطر تم تكليفها بدفع قيمة جائزة نوبل من لوبي خاص في إطار تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة.
وأضاف الناشط اليمني "نناشد إدارة جائزة نوبل بعد انكشاف كذبة استحقاق توكل كرمان للجائزة وكشف من يقف خلفها، بإسقاط الجائزة عنها لأنها لا تستحقها ،فالحقيقة أنها داعية حرب لم تنجز في حياتها أي مشروع سلام غير مزيدا من التحريض على الدماء والدمار والدموع والقتل".
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4xNjEg
جزيرة ام اند امز