حزب الله في ميزان الألمان.. شبكة دعم خلفية وتحايل تنظيمي
3 أعوام مرت على حظر حزب الله اللبناني بالكامل في ألمانيا وتصنيفه تنظيما إرهابيا، لكن عين الاستخبارات الألمانية لا تزال ترصد تحركاته.
وقال أحدث تقرير للمكتب الاتحادي لهيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، إن "المنظمات الإرهابية مثل حزب الله تملك أتباعا في ألمانيا. وتتنوع أنشطته في الأراضي الألمانية من التعبير عن التعاطف والأنشطة الدعائية إلى أنشطة التمويل أو جمع الأموال".
ووفق التقرير ذاته الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، فإن الهدف الأساسي لأنشطة حزب الله الحالية في ألمانيا، هو تعزيز ودعم تنظيم الحزب الأساسي في خارج ألمانيا، وبالتحديد في لبنان.
التقرير قال أيضا: "في ألمانيا، لا يتم تنظيم أنشطة حزب الله في أي منظمة مظلية أو أي هيكل كبير يحمل اسم التنظيم. لكن أتباع حزب الله يحافظون على التماسك التنظيمي عبر النشاط في جمعيات صغيرة ومساجد شيعية، وعبر أنشطة مثل تنفيذ الاحتفالات الدينية وأنشطة التأثير على الأطفال والشباب".
ومضى قائلا: "تم إثبات وجود دعم ملموس لمليشيات حزب الله في لبنان، انطلاقا من الأراضي الألمانية، لاسيما من خلال جمع التبرعات في ألمانيا وتحويلها للمليشيات في الأراضي اللبنانية".
وفي موضع آخر، قال التقرير "في ألمانيا، يقوم أنصار حزب الله بزراعة التماسك التنظيمي والأيديولوجي في جمعيات المساجد المحلية التي يتم تمويلها بشكل أساسي من خلال التبرعات".
وتابع: "ووفق حكم لمحكمة ألمانية في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، فإن فكرة حزب الله موجهة بشكل عام ضد فكرة التفاهم الدولي، بغض النظر عما إذا كان يبدو التنظيم كهيكل سياسي أو اجتماعي أو إرهابي".
وذكر التقرير أن عدد العناصر الرئيسية النشطة لتنظيم حزب الله الإرهابي في ألمانيا، يبلغ 1250 عنصرا، يحاولون الالتفاف على الحظر المفروض على التنظيم في الأراضي الألمانية.
وبقدر ما تحاول المليشيات الالتفاف على الحظر، تعمل هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ألمانيا، على مراقبة أنشطة الأفراد المحسوبين على التنظيم الإرهابي في جميع ولايات ألمانيا، ورصد ألاعيبه.
وكان تقرير سابق لفرع هيئة حماية الدستور في ولاية برلين صدر قبل أشهر، ذكر أنه نادرا ما يتصرف أنصار حزب الله بشكل علني في ألمانيا، في إشارة إلى أن الحزب الإرهابي يتبع نمط السرية في أنشطته.
لكن التقرير حذر من أن بعض الجمعيات المرتبطة بحزب الله حصلت على إرشادات قانونية في الفترة التي سبقت صدور قرار الحظر، عن كيفية إخفاء توجهاتها ومواجهة أي قرار محتمل بالحظر.
ووفق التقرير، فإن الجمعيات والمساجد المحسوبة على حزب الله اتخذت عددا من القرارات لمواجهة الحظر المفروض عليها من السلطات الألمانية بعد الحصول على إرشادات تضمنت أن تعلن الجمعيات تكريس أنشطتها للدعوة للمذهب الشيعي فقط، والنأي عن حزب الله، ووضع إدارتها في أيدي شباب ولدوا في ألمانيا ويحملون جنسيتها، فيما يتراجع المديرون السابقون إلى الخلفية.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ حاول الحزب الإرهابي إيجاد أي ثغرة من أجل النشاط في ألمانيا، وجني ملايين اليوروهات من التبرعات كما كان يحدث في السابق.
فيما كشف تقرير صحفي صدر في الربع الأول من 2022، عن محاولات تأسيس عناصر مرتبطة بحزب الله جمعية ثقافية تدير مسجدا للشيعة، في مدينة باد أوينهاوزن غربي ألمانيا، لكن السلطات الأمنية كانت لها بالمرصاد.
وبحسب صحيفة "نويه فيستفلشه" الألمانية، فإن عناصر مرتبطة بالحزب تدير تلك الجمعية، على غرار الجمعيات الدينية التي كانت المليشيات اللبنانية تجني من ورائها أموالا من التبرعات بالملايين، تذهب في النهاية لتمويل أنشطة عسكرية، في المنطقة تنفيذا لأجندة إيرانية توسعية.
بيد أن الصحيفة لفتت إلى أن هيئة حماية الدستور رصدت هذا التحرك، ووضعت الجمعية والعناصر التي تديرها تحت الرقابة.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA= جزيرة ام اند امز