تاريخ شجرة الكريسماس.. من جذور الحضارات إلى رمز عالمي للأعياد
تُعد شجرة الكريسماس رمزًا للاحتفال برأس السنة وعيد الميلاد، وهي موجودة في منازل كثيرة حول العالم. ولكن ما قصة هذه الشجرة وكيف أصبحت جزءًا أساسيًا من هذه الاحتفال.
تُعتبر شجرة الكريسماس رمزًا عالميًا للاحتفال برأس السنة وعيد الميلاد، حيث تُزين بها المنازل والميادين الرئيسية في مختلف أنحاء العالم، لكن هل تساءلت يومًا عن أصل هذا التقليد العريق؟ وكيف تطورت شجرة الكريسماس لتصل إلى شكلها الحالي الذي نعرفه اليوم؟ في هذا التقرير، سنكشف عن جذور شجرة الكريسماس وتاريخها الغني عبر الثقافات المختلفة.
الرمزية القديمة لشجرة الكريسماس:
قبل أن تصبح شجرة الكريسماس رمزًا للاحتفال بالمسيحية، كانت لها جذور عميقة في الثقافات القديمة، حيث كانت تُعتبر رمزًا للحياة والخصوبة.
شجرة الكريسماس في مصر القديمة:
في الحضارة المصرية القديمة، كان الناس يزينون منازلهم بأغصان النخيل خلال الاحتفالات بالانقلاب الشتوي، كان هذا رمزًا لانتصار الحياة على الموت وعودة الخصوبة إلى الأرض. وقد اعتقد المصريون أن الأشجار دائمة الخضرة تمثل تجسيدًا للحياة الأبدية.
شجرة الكريسماس عند شعوب شمال أوروبا:
وفق موقع Ancient Origins فقد اعتقد الفايكنج أن الأشجار دائمة الخضرة كانت مقدسة للإله بالدر، كما كانت القبائل الجرمانية والكلتية تستخدم هذه الأشجار في طقوسها الدينية، حيث اعتبرت رمزًا للخصوبة والتجدد، كانت تلك الأشجار موطنًا للأرواح والجنيات، وتُعتبر جزءًا من الثقافة الروحية لهذه الشعوب.
ظهور شجرة الكريسماس في أوروبا
تُعد ألمانيا مهد شجرة عيد الميلاد كما نعرفها اليوم. ففي القرن السادس عشر، بدأ المسيحيون بجلب الأشجار المزخرفة إلى منازلهم، حيث كانت تُزين بالشموع والمكسرات. ووفق موقع History فيُعتقد أن الأسطورة التي تربط مارتن لوثر بإضافة الشموع إلى الشجرة ساهمت في تعزيز هذا التقليد، رغم أن هذه الممارسة تطورت تدريجيًا.
دخلت شجرة الكريسماس إلى الثقافة البريطانية بشكل كبير بفضل الملكة فيكتوريا. كانت صورها مع عائلتها حول شجرة مزينة في عيد الميلاد تُظهر أجواء احتفالية مبهجة. وفي عام 1848، نشرت مجلة "أخبار لندن المصورة" صورة للعائلة المالكة حول شجرة مزينة، مما ألهم العديد من الأسر لتقليد هذا الأسلوب.
شجرة الميلاد في أمريكا "نيويورك"
وجد معظم الأمريكيين في القرن التاسع عشر أشجار عيد الميلاد غريبة، وحتى أواخر أربعينيات القرن التاسع عشر، كانت أشجار عيد الميلاد تعتبر رموزاً وثنية ولم يقبلها معظم الأمريكيين.
واستمر هذا الاستهجان حتى تدفق المهاجرون الألمان والأيرلنديون على أمريكا لتنتشر أشجار الكريسماس.
شجرة الميلاد في نيويورك
وجد معظم الأمريكيين في القرن التاسع عشر أشجار عيد الميلاد غريبة، وحتى أواخر أربعينيات القرن التاسع عشر، كانت أشجار عيد الميلاد تعتبر رموزاً وثنية ولم يقبلها معظم الأمريكيين، واستمر هذا الاستهجان حتى تدفق المهاجرون الألمان والأيرلنديون على أمريكا لتنتشر أشجار الكريسماس.
تعد شجرة مركز روكفلر في نيويورك أشهر شجرة ميلاد ويعود تاريخها إلى عصر الكساد الكبير، وتم وضع أول شجرة في المركز عام 1931، وكانت صغيرة غير مزخرفة.
بعد ذلك بعامين، وُضعت هناك شجرة أخرى، هذه المرة بأضواء، والآن تزخر شجرة مركز روكفلر العملاقة بأكثر من 25000 مصباح لعيد الميلاد، وكثيرًا ما تظهر في أفلام هوليوود ويقام عندها احتفال سنوي يحضره آلاف في رأس العام الجديد.
تطور الشجرة وتنوع الزينة
شجرة الكريسماس تطرورت مع مرور الزمن ووفق موقع " National Geographic" فقد شملت هذه التطورات ما يلي:
الرمزية المسيحية:
مع مرور الوقت، اكتسبت شجرة الكريسماس دلالات مسيحية، النجمة التي تُوضع على قمة الشجرة تمثل نجمة بيت لحم التي قادت المجوس إلى المسيح، بينما تمثل الشجرة ذاتها شجرة الحياة التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس، هذا التحول أضاف عمقًا روحيًا للرمزية المرتبطة بالشجرة.
التنوع الثقافي:
تختلف زينة شجرة الكريسماس من ثقافة إلى أخرى، في بعض البلدان، تُزين الشجرة بالتفاح والحلويات، التي ترمز إلى الخصوبة والبركة، بينما يُستخدم في أماكن أخرى الزينة المصنوعة يدويًا لتعكس التراث المحلي والدلالات الثقافية، في بعض الثقافات، تُعلق الجوارب أو الأكياس على الشجرة لوضع الهدايا فيها، وهو تقليد يعود إلى أسطورة القديس نيكولاس الذي كان يُعرف بإعطاء الهدايا للمحتاجين.
شجرة الكريسماس في العصر الحديث
اليوم، أصبحت شجرة الكريسماس رمزًا عالميًا للتجمع العائلي والاحتفال، بغض النظر عن الديانة، وظهرت في العصر الحديث اتجاهات جديدة في تزيين الشجرة، حيث يستعمل الكثيرون الأضواء الملونة وأشكال الزينة المتنوعة المستوحاة من الثقافات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، زاد الوعي بأهمية الاستدامة، مما أدى إلى شيوع استخدام الأشجار الصناعية أو الطبيعية القابلة لإعادة التدوير
الرمزية المعاصرة لشجرة الكريسماس:
تتجاوز رمزية شجرة الكريسماس اليوم حدود الاحتفالات الدينية لتصبح رمزًا للأمل والتجدد والترابط الأسري، تجمع الشجرة الأشخاص معًا وتذكرهم بأهمية العطاء والمحبة، كما تعكس الفرح والاحتفال، وتساهم في خلق أجواء مبهجة خلال فصل الشتاء، حيث تعتبر جزءًا أساسيًا من الاحتفالات في العديد من الثقافات حول العالم
aXA6IDMuMTM3LjIxNi43NyA= جزيرة ام اند امز