ناقل الحركة الأوتوماتيكي.. قصة الاختراع الذي غير تاريخ قيادة السيارات

بعد أن كانت تعتبر الخيار الأقل جودة من قبل عشاق السيارات والشاحنات في بداية ظهور الصناعة، أصبحت نواقل الحركة الأوتوماتيكية شائعة على نطاق العالم، حيث تقدم أداء لا يضاهيه ناقل الحركة اليدوي.
وأصبح بين العديد من المركبات الحديثة فئات تتاح فقط بعلبة تروس أوتوماتيكية، وفي معظم الحالات، تكون أكثر كفاءةً وأقل تكلفةً من نواقل الحركة اليدوية عند مُراعاة تآكل الأجزاء المتحركة.
ولكن كيف وصلنا إلى هنا؟، يُقدم موقع Advance Adapters نظرةً موجزةً على تاريخ نواقل الحركة الأوتوماتيكية وكيف تطورت من مجرد ابتكار إلى معيار جديد في صناعة السيارات.
من اخترع ناقل الحركة الأوتوماتيكي؟
ويُنسب البعض اختراع ناقل الحركة الأوتوماتيكي إلى مهندس البخار الكندي ألفريد هورنر مونرو، الذي سُجِّلت براءة اختراع تصميمه عام 1923.
ومع ذلك، كان أول ظهور لناقل حركة من هذا النوع عام 1904، في صورة بدائية للغاية، من تصميم الأخوان ستورتيفانت من بوسطن، وكان مزودًا بتروس أمامية عالية ومنخفضة مع أوزان ذبذبة تُغيّر السرعة بناءً على سرعة دوران المحرك.
وبغض النظر عن تاريخ الظهور الأول للناقل، كانت أجهزة كلا المخترعين مُعيبة وبداية وينقصها العديد من التحديث في ذلك الوقت، ولم يكن ناقل حركة الاخوان "ستورتيفانت" قادرًا على تحمل قوى التغيير السريع في التروس، وبالتالي كان يتعطل كثيرًا.
أما ناقل الحركة "مونرو"، فكان يعمل بالهواء المضغوط، وبالتالي لم يكن لديه مصدر طاقة مناسب للاستخدام التجاري.
أول ناقل حركة أوتوماتيكي هيدروليكي
وفي عام 1923، طوّر المخترعان البرازيليان خوسيه براز أراريب وفرناندو ليهلي ليموس أول نموذج أولي لعلبة تروس أوتوماتيكية تستخدم الضغط الهيدروليكي الناتج عن السوائل.
وباع الثنائي النموذج الأولي لشركة جنرال موتورز، التي أدرجت التصميم في ناقل الحركة "هيدراماتيك"، وطُرح هذا النموذج في طراز عام 1940، ويُعتبر أول ناقل حركة أوتوماتيكي صالح للاستخدام وأحد أعظم الإنجازات في تاريخ السيارات.
وشهدت التكنولوجيا الهيدروليكية مزيدًا من التطوير والتحسين على مدار السنوات التالية، وفي عام ١٩٤٧، أطلقت شركة "باك" ناقل الحركة "دينافلو"، الذي استبدل وصلة السوائل بمحول عزم الدوران.
ثم في خمسينيات القرن الماضي، ابتكرت شركة "بورغ وارنر" أول ناقل حركة أوتوماتيكي ثلاثي السرعات.
وازدادت شعبية نواقل الحركة رباعية السرعات المزودة بميزة زيادة السرعة (Overdrive) خلال أوائل ثمانينيات القرن الماضي، ويمكن أن تصل سرعات النواقل الأوتوماتيكية الحديثة إلى 10 سرعات.
وفي السنوات الأخيرة، تم تكييف نواقل الحركة المتغيرة باستمرار (CVTs) على نطاق واسع في المركبات.
وابتكر ميلتون ريفز هذه النواقل لأول مرة عام 1879، وهي تستبدل التروس الثابتة بحزام وبكرات متغيرة العرض، مما يسمح بنسب تروس شبه لا نهائية.
ناقلات الحركة الأوتوماتيكية الإلكترونية
ولا تزال بعض علب التروس الأوتوماتيكية تستخدم وحدات تحكم هيدروميكانيكية مع صمامات خانق، ومعدلات تفريغ، ومنظمات، وطرق أخرى.
ولكن منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ازداد عدد السيارات المزودة بنواقل حركة إلكترونية، وفي هذه الأنظمة، تتحكم ملفات لولبية كهربائية في القوابض والأشرطة.
ويتم تشغيل هذه الملفات اللولبية بدورها إما بواسطة وحدة التحكم في المحرك أو وحدة التحكم في ناقل الحركة.
وأتاح هذا تطوير أنظمة تحكم أكثر تطورًا، وبدلاً من مجرد تتبع موضع الخانق وسرعته كما هو الحال في الأنظمة الميكانيكية، تستطيع وحدات تحكم ناقل الحركة الإلكترونية أيضًا تتبع سرعة المحرك والكبح.
وبالتالي، يمكن لناقلات الحركة تغيير السرعات بدقة أكبر لتحقيق أقصى قدر من القوة وعزم الدوران والكفاءة، كما أنها تتكيف مع ظروف القيادة الشائعة، مثل خفض السرعة عند القيادة على منحدر شديد الانحدار.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMiA=
جزيرة ام اند امز