اكتشاف مبانٍ سكنية مغمورة بالرمال في موقع كستيليا الأثري بتونس (خاص)
أعلنت السلطات التونسية عن اكتشاف مبانٍ سكنية أثرية بجوار الكنيسة المسيحية في موقع "كستيليا" الأثري بمحافظة توزر، جنوب غرب البلاد.
وفي بيان صدر الأحد، أفاد المعهد الوطني للتراث (حكومي) بأنه أجرى حفريات أثرية خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في الموقع، الذي تبلغ مساحته حوالي هكتار.
وذكر أن الحفريات في كستيليا بدأت منذ عام 2017، وأسفرت عن اكتشاف كنيسة مسيحية تعود إلى الحقبة الرومانية المتأخرة (نهاية القرن الرابع إلى القرن السابع الميلادي)، وتبلغ مساحتها 140 مترًا مربعًا وارتفاعها حوالي 3.5 متر. كما تم العثور على قطع خزفية، مثل أوانٍ فخارية وقناديل، تعود إلى نفس الفترة.
وأشار البيان إلى أن التصميم الهندسي للكنيسة يتشابه مع تصميم الكنائس الرومانية الأفريقية، حيث تتألف من 3 أروقة وغرفتين بجوار المحراب، ويحتوي الرواق الأوسط على المحراب والمعبد.
منذ عام 2019، استمرت الحفريات في الموقع، مما أدى إلى اكتشاف عدة مبانٍ سكنية بجوار الكنيسة من الجهتين الشمالية والجنوبية الغربية.
تضمنت هذه المباني مخزنًا لحفظ المواد الغذائية ومنطقة مخصصة للطبخ. وفي أكتوبر من هذا العام، تم إطلاق حفرية جديدة كشفت عن جدران تعود لمبانٍ مجاورة للكنيسة، بُنيت بمواد محلية.
تُعتبر كنيسة كستيليا من أهم المعالم المسيحية الأثرية في جنوب تونس، حيث تسهم في الحفاظ على التراث الروماني التاريخي والحضاري للمنطقة.
وقال مراد الشتوي، ممثل المعهد بمحافظة توزر، إن الموقع الأثري، الذي يقع على بعد 6 كيلومترات من مدينة توزر ويطل على شط الجريد، يعكس ثراء المنطقة التاريخي والحضاري.
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن الحفريات الأثرية في كستيليا تمت تحت إشراف المعهد الوطني للتراث في الفترة من 1 إلى 15 أكتوبر/ تشرين الأول، وشملت المباني السكنية المغمورة بالرمال المحيطة بالكنيسة.
وأضاف أن الموقع اكتُشف لأول مرة في عام 2000، وتمت أول حفرية للتعرف على طبيعته في عام 2017، وأن الحفريات ستستمر في السنوات المقبلة للكشف عن كامل المنطقة السكنية المجاورة.