جهود تونسية لاستعادة 12 ألف قطعة أثرية من الحقبة القرطاجية من أمريكا (خاص)

أعلنت السلطات التونسية أن البلاد ستستعيد نحو 11,795 قطعة أثرية تعود إلى الحقبة القرطاجية من الولايات المتحدة الأمريكية، منها 3,460 قطعة ذهبية.

وفي بيان صادر عن المعهد الوطني للتراث، أوضح أن التنسيق جارٍ لإتمام هذا المشروع بين المعهد وجامعة جورجيا الأمريكية، والذي يتضمن توقيع اتفاقية لاستعادة القطع الأثرية التي تم شحنها إلى الولايات المتحدة في الثمانينيات ضمن بعثات أثرية دولية لحماية الموقع الأثري بقرطاج.

يجري المعهد حاليًا التنسيق مع جامعة جورجيا لاسترجاع هذه القطع الأثرية، التي تتجاوز 11,795 قطعة، بما في ذلك 3,460 قطعة نقدية.

كما أشار البيان إلى أن المعهد يسعى لاسترجاع القطع الأثرية التي تم تصديرها مؤقتًا بين عامي 1980 و1997 لدراستها وإجراء تحاليل مخبرية عليها، ضمن مشروع مشترك مع "يونسكو" يهدف إلى إنقاذ موقع قرطاج الأثري، بمشاركة دول أوروبية وأمريكية في حملات البحوث والدراسات الأثرية.

من جانبه، أشاد الباحث في التراث، الحبيب عبيد، بجهود السلطات لاستعادة هذه القطع الأثرية التي تعود إلى الحقبة القرطاجية (814 قبل الميلاد - 146 قبل الميلاد). وأكد أن العدد الكبير من القطع المستردة يدل على ثراء التراث الأثري والتاريخي لتونس.

كما أوضح أن مدينة قرطاج تُعتبر من المواقع الأثرية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 1979، وقد مضى نحو 40 عامًا على شحن هذه القطع الأثرية إلى الولايات المتحدة في الثمانينيات، وقد حان الوقت لاستعادتها.

وأشار إلى أن النظام الذي تم اعتماده في تلك الفترة ساهم في تسهيل عمليات تهريب الآثار، بسبب ضعف الإطار التشريعي وعدم كفاية جوانبه الردعية.

وأكد أن استعادة هذه القطع الأثرية الثمينة سيمكن من استغلالها في مجالات الثقافة والمعارض، مشددًا على أن التراث ليس للتجارة أو البيع بل هو ملك ثقافي.

تضم تونس أيضًا 9 مواقع أخرى مدرجة على قائمة التراث العالمي، مثل الموقع الأثري بقرطاج، والمدرج الأثري الروماني بالجم، ومدينة تونس العتيقة، ومدينة كركوان البونية الأثرية، ومدينة القيروان التاريخية، ومدينة سوسة العتيقة المحاطة برباط، وموقع دقة الأثري، الذي يمثل أفضل مدينة رومانية محفوظة في شمال أفريقيا، بالإضافة إلى جزيرة جربة ومحمية إشكل الطبيعية.

يذكر أن مؤرخين في تونس أشاروا إلى أن العديد من المواقع الأثرية تعرضت للنهب وتهريب محتوياتها خلال فترة الاستعمار الفرنسي.