تاريخ المياه على المريخ.. قصة تستكملها بيانات مسبار الأمل (خاص)
يمثل مسبار الأمل الإماراتي مهمة علمية غير مسبوقة يعول عليها الخبراء والمتخصصون في مجال الفضاء آمالا عريضة لفهم المزيد عن المياه بكوكب المريخ.
وبينما توجد مهام فضائية سبقته إلى المريخ، إلا أن طبيعة مهمة مسبار الأمل المتعلقة بالغلاف الجوي للمريخ، ستوفر العديد من البيانات التي ينتظرها الخبراء.
أحد البيانات التي ينتظرها الخبراء من المسبار، تلك التي تتعلق بـ"دورة المياه على الكوكب"، والتي ستكون مفيدة في استكمال البحث الذي بدأه شريهاري سانكاراسوبرامانيان ورفاقه بمركز الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة بجامعة واشنطن في سانت لويس، حول عملية التحليل الكهربائي للماء الملحي بكوكب المريخ.
ونشر سانكاراسوبرامانيان ورفاقه بحثا بدورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمية أوف ساينس" عن عملية تحليل كهربائي أقل تعقيدا وأقل تكلفة للماء الملحي بالمريخ، يمكن من خلالها إخراج الأكسجين والهيدروجين بشكل مباشر من المياه المالحة.
ويحتوي المريخ على الماء، ولكن معظمه مالح وبارد، مما يعقد استخدامه للشرب أو تقسيمه إلى أكسجين وهيدروجين باستخدام الطرق التقليدية، ويتناول البحث التحدي المتمثل في استخدام المياه المالحة الموجودة على المريخ للحصول على الموارد الأساسية مثل الأكسجين والوقود، حيث قام سانكاراسوبرامانيان ورفاقه بتطوير نظام جديد يمكنه استخراج الأكسجين والهيدروجين مباشرة من مياه المريخ المالحة دون الحاجة إلى إزالة الملح أولاً، وهذا يجعل العملية أبسط وأكثر كفاءة، حتى في بيئة المريخ الباردة القاسية، واختبر الفريق نظامهم في ظل ظروف تحاكي المريخ وأظهر أنه يعمل في درجات حرارة التجمد.
وإذا كان سانكاراسوبرامانيان ورفاقه قد توصلوا لآلية التحليل الكهربائي للماء الملحي على المريخ، فإنهم بحاجة إلى تحديد مناطق المريخ ذات الموارد المائية الأكبر، حيث يمكن نشر هذه التقنية للتحليل الكهربائي، وهذا هو المجال الذي ستفيد فيه بيانات "مسبار الأمل"، بحسب تصريحات سانكاراسوبرامانيان للعين الإخبارية.
ويقول: "أنا مهتم بشكل خاص بما يجده المسبار فيما يتعلق بدورة المياه على المريخ، ويمكن أن يساعد هذا بشكل مباشر في تحديد مناطق المريخ ذات الموارد المائية الأكبر".
وينتظر فريق بحثي آخر قاده كون وانج، من قسم علوم الأرض والكواكب بمركز ماكدونيل لعلوم الفضاء، بجامعة واشنطن، معلومات عن المياه أيضا.
واستكشف هذا الفريق البحثي في دراسة نشرتها دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس"، سبب فقدان المريخ مياهه، وقام الفريق البحثي بقيادة وانج، بتحليل النيازك المريخية باستخدام نظائر البوتاسيوم كمتتبع للمياه والعناصر المتطايرة الأخرى، واكتشفوا أن المريخ فقد المزيد من الماء والعناصر المتطايرة أثناء تكوينه مقارنة بالأرض، لكنه احتفظ بكميات أكبر من الأجسام الأصغر مثل القمر أو الكويكبات، ويُظهر هذا ارتباطا واضحا بين حجم الكوكب وقدرته على الاحتفاظ بالمياه.
ويقول وانج لـ"العين الإخبارية": "البيانات الخاصة بنا عن المياه تم جمعها من المعلومات المتحجرة في المريخ المبكر، بينما يقوم مسبار الأمل بدراسة المريخ الحالي ويساعد في الكشف عن المواد المتطايرة بما في ذلك الماء في الغلاف الجوي الحالي وعلى السطح، ومن خلال الجمع بين المعرفة المكتسبة من مسبار الأمل وتلك المستمدة من النيازك المريخية، يمكننا تجميع تاريخ تطور الماء على المريخ منذ تكوينه حتى الوقت الحاضر".