كاريكاتير مفخخ.. "ذراع هتلر" يعطل "حكومة شولتز" على "طريق سريع"
في كاريكاتير مفخخ، عاد جوزيف غوبلز، وزير إعلام أدولف هتلر، للسياسة الألمانية من بوابة "الطرق السريعة"، على وقع تخبط في الحكومة الحالية.
وبعد مفاوضات ماراثونية استمرت أكثر من 20 ساعة، خلال الأيام الماضية، نجحت حكومة المستشار أولاف شولتز في التوصل لتوافق بين أحزابها، في نقاط خلاف رئيسية، منها بناء طرق سريعة كان يضغط من أجلها فولكر ويسينغ وزير النقل.
- رغم وفاته.. هتلر يحرم مشجعا من ملاعب كرة القدم
- من نابليون إلى هتلر.. "الجنرال الأبيض" سلاح روسيا الذي لا يُقهر
ومع الانفراجة في أزمات الائتلاف الحاكم، خرجت الصحيفة اليومية اليسارية "تاز"، الأربعاء، بصورة كاريكاتيرية لفولكر ويسينج (52 عاما).
وتظهر الصورة وزير النقل والسياسي بالحزب الديمقراطي الحر (عضو الائتلاف الحاكم) كوزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز، أحد أهم الرجال في ديكتاتورية أدولف هتلر في الفترة بين 1933 و1945.
وفي الكاريكاتير، يرتدي ويسينغ معطفًا داكنًا وقميصًا بنيًا ورباطًا للذراع، مثل تلك التي كان يرتديها غوبلز في ظهوره الرسمي وقت الديكتاتورية النازية.
وبدلاً من الصليب المعقوف "شعار النازية"، تم وضع علامة الطريق السريع على رابطة الذراع التي ارتداها ويسينغ في الكاريكاتير.
وكتبت الصحيفة على الكاريكاتير: "نحن الجيل الأخير - نحن عالقون في كل طريق سريع".
وبعد انتقادات كبيرة، حذفت صحيفة تاس الصورة التي وصفتها صحيفة بيلد الألمانية بـ"الفضيحة"، من على حساباتها بـ"تويتر".
ووفق بيلد، أثار الكاريكاتير كثيرا من الانتقادات على "تويتر" من مواطنين عاديين وسياسيين، في ظل رفض الأغلبية العظمى من الألمان أي إسقاط يمس فترة الديكتاتورية النازية.
وعلى سبيل المثال، كتب السياسي في الحزب الديمقراطي الحر، توبياس هوش: "صحيفة تاز استدعت الرايخ الثالث والمحرقة من خلال إظهار فولكر ويسينغ في صورة غوبلز.. هذا مقزز وحقير وخسيس".
بينما فوجئت فرانزيسكا براندمان (28 عامًا)، رئيسة شبيبة الحزب الديمقراطي الحر، بالكاريكاتير، وكتبت في صدمة "من ينشر شيئًا كهذا؟ من يحب شيئًا كهذا؟ من يشارك هذا؟ يا للعار.. يا لها من هاوية في الخطاب الديمقراطي في البلاد".
صحيفة تاز تراجعت أمام الانتقادات، وقالت في رد على سؤال لـ"بيلد"، إن الكاريكاتير أخطأ الغرض منه والمتمثل في انتقاد سياسة الحزب الديمقراطي الحر، عبر استدعاء المقارنة غير الضرورية مع النازية.
وتابعت: "يجب أن يتحسب المرء بشكل عام في تلميحات الاشتراكية القومية (الأيدلوجية النازية) واستخدام الرموز النازية.. إن جلب أعضاء الحكومة الفيدرالية إلى أوساط المجرمين النازيين بهذه الطريقة أمر غير محبب".
لكن ما حرك أزمة الكاريكاتير إلى أوساط الحكومة وأحزابها الثلاثة؛ الاشتراكي الديمقراطي والخضر والديمقراطي الحر، هو إعجاب سايمون زوك، مدير مكتب وزير الاقتصاد، روبرت هابيك "من حزب الخضر"، بالكاريكاتير قبل حذفه من "تويتر".
وحاول زوك المنحدر أيضا من حزب الخضر احتواء الأمر، وقال "لقد اعتذرت بالفعل عن ذلك.. لم تكن المقارنة واضحة بالنسبة لي على الفور".
لكن لم يتضح على الفوز حجم الضرر الذي أحدثه تصرف زوك على العلاقة بين الخضر والديمقراطي الحر، وتماسك الحكومة الحالية بعد ساعات فقط من التوصل لتوافق صعب بين أحزابها الثلاثة جنبها الانهيار مؤقتا.