مَن يدخلها يكبر 30 عاما فجأة.. أو يذهب دون رجعة.. إنها قلعة "هوسكا"، التي تحيطها أساطير الرعب وقصص الخرافة.
قيل يسكنها الجن والشياطين والأشباح والكائنات الغريبة، التي لم نسمع بها من قبل.. يُطلق عليها اسم "بوابة الجحيم" أو "مدخل العالم السُّفْلي".
بدأت قصة "هوسكا" في القرن الثالث عشر بدولة التشيك، حيث تشير الأساطير إلى بنائها بين عامي 1253 و1278 ميلادية.. وتقع القلعة على بعد ساعة من شمال العاصمة التشيكية، براغ.
بعض القصص تروي أنها قلعة حربية تم بناؤها كمركز إداري للملك لحماية البلد، إلا أن الفولكلور التشيكي يؤكد حقيقة بناء هذه القلعة بهدف سد الفجوة فيما يسمى "الحجر الجيري".. حيث اعتقد السكان المحليون أن هذه الفجوة كانت بمثابة البوابة إلى "الجحيم"، حيث تخرج الشياطين والجن لتتغذى على الأرواح البشرية في الخارج وتجرّهم معها إلى الهاوية.
كانوا يعتقدون أن هذه البوابة هي الفاصل بين عالم الإنس وعالم الجن.. لهذا قرروا سدّها من خلال بناء قلعة "هوسكا".
تظهر القلعة من الخارج على أنها حقيقية ذات شبابيك وأبواب، لكنها من الداخل تَظهر بعكس ذلك تماما.. فعند دخولها يكتشف الفرد أنها مجرد شكل وهمي من الخارج.. لا يوجد داخلها أي مظاهر للحياة، فلا مصدر مياه أو صرف صحي، كذلك لا نجد أي سلالم من الفناء للطوابق العليا.. فقط تحتوي من الداخل على عدد ضخم من الرسومات الغريبة، لتؤكد للعالم أنها من أغرب وأخطر الأماكن على وجه الأرض.
هذه الرسومات المخيفة تُظهر جانبا واحدا، وهو الصراع بين الإنس وبعض الكائنات الغريبة، وفي الغالب تنتهي قصص هذه الرسومات بانتصار الإنسان.
تقول الأساطير إن هذه الرسومات ترجع لكنيسة "رئيس الملائكة"، التي تم بناؤها داخل القلعة من أجل تزويد السكان بالدروس والتعاليم الدينية.
لكن بعد مرور سنوات عديدة، بحث علماء كثيرون عن القصة الحقيقية وراء هذه القلعة.. لتأخذ التفاصيل منعطفا آخر، حيث يظهر عنصر الصدمة المنتظر في جميع قصص الرعب والإثارة، والمتمثل في وجود مجموعة كبيرة جدا من الهياكل العظمية داخل القلعة.. هذه الهياكل لأشخاص غير معروفين، وحتى الآن لم يتم اكتشاف سبب دخولهم "بوابة الجحيم".
يرجع سبب تسمية قلعة هوسكا بـ"بوابة الجحيم" إلى تصميمها، حيث توجد فجوة كبيرة تعلو القلعة.. لم يستطع أحد حتى الآن اكتشاف عمق هذه الفجوة، وما سبب حفرها.. فلا يوجد أي طريق واضح لنزول الفجوة إلا عن طريق الحبال.. ولكن عند الاقتراب منها، قد تسمع أصواتا مخيفة كأنها أصوات تستنجد بالعالم الخارجي أو أصوات كائنات غريبة غير مفهومة.
تشير الأساطير إلى أن سكان المنطقة كانوا يرون كائنات غريبة تخرج من هذه الفجوة ليلا، وكانت تهجم على السكان المحيطين بالقلعة.. لكن بعد فترة من الزمن، أصبحت تلك الكائنات ذات الأشكال الغريبة والمخيفة تظهر نهارًا وليلا.. ويقال إن هذه الكائنات هي تلك الموضحة في الرسومات الموجودة على جدران القلعة.
وقيل إن السجناء المحكوم عليهم بالإعدام كانت لهم فرصة للنجاة من حبل المشنقة والحصول على عفو كامل حال موافقتهم على نزول الفجوة واكتشاف ما بداخلها.
أول مَن وافق على هذا الشرط هو شاب يافع يتمتع بصحة جيدة، لكنه في غضون ثوانٍ معدودة من دخوله الفجوة اشتد صراخه من هول المشهد.. لينجو ويخرج، ولكن بشعر أبيض كمَن تقدمت به السنُّ فجأة.
الغريب في الأمر، أن كل مَن حاول دخول الفجوة، سواء من المساجين أو العلماء والمستكشفين، ينتهي به الأمر إلى الاختفاء تماما، أو يخرج أكبر من سنّه بثلاثين سنة.
لا يتوقف تاريخ القلعة عند هذا الحد من الحكايات المرعبة، إذ يُقال إن هذه الفجوة تلتهم أي شيء يُقذف داخلها.. الأمر الذي أبطل العديد من المحاولات لسدّها.
إلى الآن، لا يوجد أي تفسير لكل هذه الظواهر الغريبة المرتبطة بالقلعة وحكاياتها.. لكن أغلب العلماء والمستكشفين أكدوا حقيقة واحدة، وهي أن قلعة "هوسكا" مسكونة بالجن والشياطين والكائنات الغريبة، وهذا نتيجة سماع أصوات مخيفة أثناء الأبحاث والدراسات الاستكشافية لها، والتي أجريت على هذا المكان.. كما أن بعضهم كان يشعر بوجود كائنات خفية حولهم أثناء عملية البحث، تحديدًا كلما زاد الاقتراب من مكان الفجوة، لكنها كائنات لم تكن مرئية للجميع.
بعثة ألمانية كانت بين أشهر مُستكشفي سر القلعة، وكانت مكونة من علماء تنجيم أرسلهم هتلر، الذي عُرف بشغفه لاكتشاف خفايا عالم الجن وما تحت الأرض.. وتم إخفاء جميع الدراسات، التي أجريت عليها آنذاك، لكن التاريخ يذكر أن الهياكل العظمية الموجودة بالقلعة ترجع لجثث جنود ألمان.
قصة قلعة "هوسكا" وغيرها، مما يلامس الأساطير والخرافة، تعيدنا إلى الطرح القائل بالضعف البشري ومحدودية الإنسان، بمعنى أن العقل حين يعجز عن وضع تفسير علمي ومنطقي لأي شيء يبدأ في اختلاق الأساطير حوله، كتلك الحكاية التي راجت كثيرًا بأن الجن هم مَن بَنوا أهرامات مصر، لذا فإن البشرية ستبقى -مهما تقدمت في العلم والتكنولوجيا- تتعلق بخيالها وقدرتها على صنع أسطورة أو سر، كهذا السر المجهول إلى الآن وراء قلعة "هوسكا".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة