هدوء يسبق العاصفة؟ وقف هجمات حزب الله على إسرائيل يثير تساؤلات
بعد عدة أيام من التصعيد المكثف للنيران على طرفي الحدود الإسرائيلية واللبنانية، أثار وقف حزب الله هجماته الصاروخية على شمالي تل أبيب، تساؤلات حول الأسباب.
وقف الهجمات المفاجئ هذا تزامن مع حلول عيد الأضحى، ووصول المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستاين إلى إسرائيل ولبنان.
وقال موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي، الثلاثاء: «يعتقد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله قد قلص نطاق الهجمات على الجبهة الداخلية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة بسبب عيد الأضحى، ولا يمكن استخلاص أي استنتاجات أخرى من ذلك».
تساؤلات
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل مهاجمة أهداف في جنوب لبنان، بغض النظر عن نطاق عمليات حزب الله، لكنّ الموقع تساءل: هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟
وبعد زيارة استمرت يوما كاملا لإسرائيل في إطار جهوده لمنع تدهور الوضع إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وصل المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستاين إلى بيروت يوم الثلاثاء.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: «التقى هوكستاين في إسرائيل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرئيس يتسحاق هرتسوغ، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وزعيم المعارضة في الكنيست يائير لابيد، والوزير السابق بيني غانتس، وحذر في اجتماعاته من احتمال أن تؤدي الحرب مع حزب الله إلى هجوم إيراني واسع النطاق على إسرائيل من النوع الذي سيكون من الصعب على أنظمة الدفاع الإسرائيلية صده، متزامنا مع احتمال نيران واسعة النطاق من قبل حزب الله من لبنان».
وأشارت إلى أنه «تتزامن زيارة هوكستاين مع عطلة عيد الأضحى، وهي واحدة من أهم الأعياد في العالم الإسلامي، وبسبب العطلة، لم تنطلق صفارات الإنذار في شمال إسرائيل منذ صباح الإثنين وحتى المساء».
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن المبعوث الأمريكي «يأمل استغلال فترة التوقف في تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لمحاولة وضع إطار لاتفاق وقف إطلاق النار في المستقبل بين الجانبين، لكنه أوضح لكل من التقى معه في إسرائيل أنه لا يمكن تنفيذ مثل هذا الاتفاق إلا بعد إعلان وقف إطلاق النار الرسمي في غزة».
اتفاق منفصل
وتابعت: «وأضاف هوكشتاين أنه طالما استمر القتال في القطاع، فلن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق منفصل بين إسرائيل وحزب الله. كان هذا هو موقف حزب الله منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولا يعتقد مسؤولو إدارة بايدن أنه من المتوقع أن يتغير».
وذكرت أن هوكستاين «يأمل أنه إذا تم إنجاز العملية البرية الإسرائيلية في رفح خلال أسبوعين أو ثلاثة، فإن ذلك سيؤدي أيضًا إلى خفض حدة النيران بين إسرائيل وحزب الله في الشمال، إن مثل هذا السيناريو لن يضع حدا للقتال، لكنه سيمنع انتشاره إلى حرب كاملة ويجعل من الممكن إحراز تقدم أكبر في جهوده لتحديد إطار لاتفاق مستقبلي بين الجانبين، بما في ذلك ترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان بالاتفاق».
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن هوكستاين كان -أيضًا- في إسرائيل في شهري مارس/آذار وديسمبر/كانون الأول الماضيين. وكان الهدف من الزيارتين أيضاً منع تصعيد كبير في القتال في الشمال ودراسة إمكانية التوصل إلى اتفاق يعيد الهدوء إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وسمع كبار الإسرائيليين الذين التقوا معه في زياراته السابقة تقييمات مماثلة منه حول الارتباط بين الحرب في غزة واحتمال انتهاء القتال في الشمال.
واستدركت: لكن بحسب أحد الإسرائيليين، يبدو هوكستاين هذه المرة أكثر قلقا من احتمال تدهور المواجهة بين الجانبين إلى حرب واسعة النطاق من النوع الذي من شأنه أن يحدث دمارًا هائلاً على جانبي الحدود.