نزيف القيادات يعمق جراح «حزب الله».. اختراق جديد؟
اختراق تلو آخر، يعمق جراح "حزب الله" الذي يتعرض لضربات إسرائيلية متواصلة منذ الشهر الماضي.
فبعد الاختراق الأكبر الذي أسفر عن مقتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، لم يسلم خليفته المحتمل هاشم صفي الدين من الاستهداف الإسرائيلي خلال حضوره اجتماعا لكبار قيادات الحزب في مخبأ تحت الأرض بالضاحية الجنوبية لبيروت.
استهداف هاشم صفي الدين الذي لم يعرف مصيره بعد، يمثل أحدث حلقة من الاختراقات الواضحة التي يعاني منها الحزب.
والأربعاء الماضي، كشفت وكالة رويترز تفاصيل جديدة عن كواليس الأيام الأخيرة في حياة نصر الله، وتميط اللثام عما حدث بالغرف المغلقة قبل مقتل رأس حزب الله وحليف إيران.
ونقلت "رويترز" عن ثلاثة مصادر إيرانية قولها إن مرشد إيران علي خامنئي حذر حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وطلب منه الخروج من لبنان قبل أيام من مقتله في غارة إسرائيلية.
كما أبلغ خامنئي نصر الله بأنه قلق للغاية في الوقت الحالي من اختراق إسرائيلي لأعلى الطبقات الحكومية في طهران.
وأشار مصدر إيراني إلى تقارير استخباراتية تفيد بأن إسرائيل لديها عملاء داخل حزب الله اللبناني.
وفيما يلي تستعرض "العين الإخبارية" قائمة بقادة حزب الله الذين استهدفتهم إسرائيل عبر اختراقات مختلفة.
هاشم صفي الدين
قريب نصر الله وخليفته المحتمل يبلغ من العمر (60 عاما) ويشغل منصب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية كان هو المستهدف من الغارات الإسرائيلية التي ضربت بيروت ليل الخميس - الجمعة.
وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية 12 إنه تم استخدام عشرات الأطنان من القنابل في الهجمات، وبعضها اخترقت المخابئ.
وأضافت : "وبحسب التقارير الواردة في لبنان، فقد أسقطت عشرات الأطنان من القنابل في الهجمات الليلة، بعضها مخترق للمخابئ، على غرار تلك التي استخدمت للقضاء على نصر الله قبل نحو أسبوع".
حسن نصر الله
غارة جوية إسرائيلية يوم 27 سبتمبر/ أيلول الماضي على معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، أدت إلى مقتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الذي ظل في منصبه منذ عام 1992.
ورغم أنّ نصر الله الذي فارق الحياة عن عمر ناهز 64 عاما عاش حياته مختبئا لتجنّب الاستهداف، إلا أنه كان يتمتع بنفوذ كبير في لبنان.
انتُخب نصر الله أمينا عاما لحزب الله في العام 1992 عندما كان في الـ 32 من عمره، بعدما قتلت مروحية إسرائيلية سلفه عباس الموسوي.
ويمثل مقتل نصر الله الضربة الأكثر قوة التي يتلقاها الحزب منذ بدء الحرب في غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
فؤاد شكر الله
في 30 يوليو/تموز الماضي، ونتيجة اختراق أمني تمكنت إسرائيل من اغتيال فؤاد شكر القيادي العسكري البارز بحزب الله.
قتل فؤاد شكر الذي يُعد من الجيل المؤسس لحزب الله وأحد أبرز قادته العسكريين، في ضربة استهدفت الضاحية الجنوبية، حمل حزب الله إسرائيل مسؤوليتها، في 30 يوليو/تموز الماضي.
ويصنف شكر أو "الحاج محسن" بأنه رئيس أركان والرجل الثاني في الحزب، كما كان يعمل في أعلى هيئة عسكرية لحزب الله، وهي مجلس الجهاد.
وتولى شكر، وهو على غرار بقية قادة حزب الله غير معروف إعلاميا، مهام "قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان" ضد إسرائيل، منذ بدء التصعيد بعد يوم على اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
علي كركي
قُتل علي كركي الذي يعدّ ثالث قيادة عسكرية في حزب الله، في نفس الغارة التي استهدفت نصر الله، بعد أن نجا كركي الذي كان يشغل مهام قائد جبهة الجنوب في الحزب من غارة استهدفته قبلها بأيام.
وقال حزب الله في بيان نعيه لكركي إنه "كان مسؤولاً بشكل مباشر وميداني عن قيادة جبهة الجنوب بكافة محاورها ووحداتها" منذ أن بدأ حزب الله الاشتباكات مع إسرائيل قبل نحو عام.
إبراهيم عقيل
أعلنت إسرائيل في 20 سبتمبر/أيلول الماضي مقتل إبراهيم عقيل بغارة شنّتها على ضاحية بيروت الجنوبية.
واستهدف عقيل بينما كان يقود اجتماعا لقادة قوة الرضوان، ما أسفر عن مقتل 16 منهم على الأقل بحسب حزب الله.
وعقيل غير المعروف إعلاميا، كان يعد وفق مصدر مقرب من الحزب الرجل الثاني عسكريا بعد شكر.
وتولى قيادة قوة الرضوان، وحدات النخبة في حزب الله، التي تعد رأس حربة حزب الله في القتال البري والعمليات الهجومية، وتشارك وحداتها الصاروخية في قصف مواقع عسكرية اسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل نحو عام.
أحمد وهبي
كان قائدا لقوات الرضوان حتى بداية العام الجاري، ولعب دورا حاسما في تطوير المجموعة منذ تأسيسها قبل ما يقرب من عقدين من الزمان، قُتل إلى جانب عقيل في غارة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت أصابت مبنى ودمرته.
إبراهيم قبيسي
أعلن حزب الله في 25 سبتمبر/أيلول الماضي أنّ أحد قادته العسكريين، إبراهيم قبيسي، قُتل في غارة إسرائيلية استهدفته قرب بيروت.
وانضمّ قبيسي إلى حزب الله منذ تأسيسه في العام 1982، وشغل مناصب عسكرية مهمّة من ضمنها قيادة وحدة بدر المسؤولة عن منطقة شمال نهر الليطاني، إحدى مناطق عمليات حزب الله الثلاث في جنوب لبنان.
وفي نبذة عن حياته، قال حزب الله إن قبيسي تدرّج في المسؤوليات التنظيمية وقاد عددا من التشكيلات الصاروخية، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
محمد سرور
قتل محمد سرور، قائد القوة الجوية في حزب الله منذ العام 2020، في غارة جوية في 26 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقال مصدر مقرّب من حزب الله إنّ سرور درس الرياضيات، وكان من بين عدد من كبار المستشارين الذين أرسلهم حزب الله إلى اليمن لتدريب مليشيات الحوثي.
كذلك لعب سرور دورا رئيسيا في تدخل حزب الله منذ العام 2013 في سوريا.
نبيل قاووق
قتل نبيل قاووق العضو في المجلس المركزي لحزب الله والمسؤول عن الأمن في الحزب، في 28 سبتمبر/أيلول الماضي في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال حزب الله عن قاووق، في نعيه له إنه "تولى العديد من المسؤوليات التنظيمية في وحدات حزب الله المختلفة" وكان "جديرا بالأمانة التي حملها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه كان مقربا من كبار قادة الحزب الذي انضم إليه في الثمانينيات وشغل عدة مناصب عليا فيه.
وسام الطويل
فقدت قوة الرضوان عددا من قادتها أبرزهم وسام الطويل الذي قتل في يناير/ كانون الثاني الماضي باستهداف سيارته في جنوب لبنان.
كما فقد حزب الله منذ بدء التصعيد اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث في جنوب لبنان، وهما محمّد نعمة ناصر الذي قتل بغارة اسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة صور في 3 يوليو/تموز، وطالب عبدالله الذي قتل في ضربة على منزل كان داخله في بلدة جويا في 11 يونيو/ حزيران.