صالون هدى وهاني أبو أسعد.. قصة مخرج اعتاد إثارة الجدل

أعاد فيلم صالون هدى، وما صاحبه من اتهامات بالإباحية، تسليط الضوء على مخرجه "هاني أبو أسعد" المثير للجدل.

ويناقش هاني أبو سعد، خلال الفيلم، الذي تولى أيضا تأليفه، فكرة استغلال سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأساليب قذرة من أجل تجنيد إسقاط بعض الفلسطينيات في وحل العمالة.

• صالون هدى.. قصة الفيلم الفلسطيني المتهم بالإباحية (فيديو)
  

والفيلم الذي تلقى تمويلا هولنديا، عرض قبل أشهر في مهرجان تورنتو السينمائي، إلا أن الجدل اشتعل بعد عرضه في مهرجان بيروت لسينما المرأة، إلى جانب تسريبه عبر الإنترنت.

وصالون هدى هو ثالث أفلام هاني أبو أسعد التي تثير الجدل، حيث قدم عام 2005، فيلم "الجنة الآن"، الذي تناول قضية "الاستشهاديات" الفلسطينيات، وطرح خلاله رؤية مختلفة عن السائدة فلسطينيا، وهو ما أثار انتقادات شعبية واسعة.

ورغم أن العمل حقق نجاحا فنيا قويا، حيث فاز بجوائز "جولدن جلوب" ومهرجان برلين للسينما العالمية وجائزة الفيلم الأوروبي، بالإضافة إلى ترشحه لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، فإن ذلك لم يمنع تعرضه لهجوم معاكس من الطرف الآخر، إذ اتهم البعض المخرج بالاعتراف بالعمليات التي توصف لدى الغرب بالانتحارية ومنحها طابعا إنسانيا لتمريرها وقبولها مجتمعيا.

وبعد 8 سنوات، عاد أبو أسعد، الذي يحمل أيضا الجنسية الهولندية، ليثير الجدل من جديد من خلال فيلم "عمر" عام 2013، الذي يقدم كذلك رؤية مختلفة حول المقاومة الفلسطينية، ويتناول الجانب الشخصي من حياة المقاوم، بما في ذلك العلاقات العاطفية، والخيانات والنساء، وهو ما أثار أيضا هجوما عنيفا ضده في فلسطين.

ويرفض هاني أبو أسعد الانتقادات الموجهة لأفلامه، ويقول: "أنا مع المقاومة قلبا وقالبا، لكن هذا لا يمنع أننا قد أختلف معهم فكريا، فالاختلاف لا يعني الرفض، ولا سبيل لرفض الاحتلال سوى بالمقاومة، حتى ولو بفيلم أو كلمة".

وحصل هاني أبو أسعد على العديد من الجوائز العالمية أهمها "جولدن جلوب" عام 2006 عن فيلمه "الجنة الآن" الذي رشح أيضا عنه لجائزة "الأوسكار" أفضل فيلم أجنبي.

وخاض أبو أسعد تجربة العمل في هوليوود من خلال فيلم "جبل بيننا"، الذي لعبت بطولته كيت وينسلت وإدريس آلبا، مشيرا إلى أنّ لديه مشروعات لأفلام أخرى، لكن "كورونا عطلت كل المشروعات. ولدي أعمال أفلام أتطلع للبدء بها خلال 2022".

فيلم "صالون هدى" من تأليف وإخراج هاني أبو أسعد، وبطولة منال عوض، ميساء عبد الهادي، علي سليمان، كامل الباشا، عمر أبو عامر، وسامر بشارات.

وتدور أحداث "صالون هدى" حول ريم الأم الشابة المتزوجة من رجل غيور، والتي تذهب إلى صالون تجميل في بيت لحم، ولكن هذه الزيارة العادية تتحول إلى مأساة عندما تنجح هدى صاحبة صالون التجميل في تخدير ريم وتصويرها في وضع مخل مع شاب آخر، وتبدأ في ابتزازها بهدف تجنيدها لدى مخابرات سلطات الاحتلال.

ورغم أن الفيلم لم يتم عرضه في دور السينما، إلا أن بعض المشاهد الحميمية التي تضمنها أحدثت صدمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بمنعه واتهام المخرج والمؤلف هاني أبو أسعد بالترويج للإباحية، فيما نالت بطلتا الفيلم منال عوض وميساء عبد الهادي القدر الأكبر من غضب الجمهور، بسبب مشاهدهما الجريئة.

ويحمل إعلان فيلم "صالون هدى" إشارة إلى تصنيفه للبالغين فقط بسبب احتوائه على مشاهد غير مناسبة للأطفال وللمشاهدة العائلية. لكن ذلك لم يمنع رابطة الفنانين الفلسطينيين من مطالبة الجهات المختصة بمنع عرض الفيلم نهائيا، ومحاسبة جميع المشاركين فيه، من إنتاج وإخراج وتمثيل، ومساءلتهم قانونيا.