الحديدة تتأهب للتحرير.. 15 يوما قلبت موازين القوى في اليمن
المعارك تضمنت عمليات نوعية لقوات التحالف لم تتوقعها مليشيات الحوثي الإرهابية، ما ساهم في تعزيز تقدمها نحو تخليص اليمن من وصاية إيران
قبل 15 يوما.. وتحديدا في 14 مايو/ أيار الجاري أعلن قائد قوات التحالف العربي في الساحل الغربي لليمن بدء التحالف -بإسناد بحري وبري وجوي إماراتي- عمليات عسكرية واسعة وكبيرة باتجاه مدينة الحديدة أهم وآخر محافظات اليمن المحتلة من قبل مليشيات الحوثي على سواحل اليمن.
وشكلت تلك العملية تحولا دراماتيكيا في المشهد الميداني في اليمن منذ انطلاق عمليات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الداعم للشرعية في اليمن بالنظر إلى قدرتها على جمع الألوية والقوات اليمنية في خندق واحد، إضافة إلى طبيعة العمليات وتأثيرها الكبير في تغيير المشهد الميداني وقلب موازين القوى في الساحل الغربي لليمن.
وضمت العمليات العسكرية التي أعلن عنها قائد قوات التحالف العربي في الساحل الغربي قوات المقاومة اليمنية بجميع أنواعها وفئاتها إضافة إلى المشاركة الفاعلة للقوات السودانية.
وسطرت قوات التحالف العربي والمقاومة بفئاتها كافة بطولات ملحمية خلال الـ 15 يوما الماضية وفق تحركات مدروسة سعت لتأمين الساحل الغربي كاملا قبل توجيه القوات باتجاه الحديدة خصوصا في المناطق والمدن المحيطة بتعز وعلى طول الساحل الغربي المؤدي إلى الحديدة.
كذلك فقد تضمنت عمليات نوعية ومفاجئة لم تتوقعها مليشيات الحوثي الإرهابية، مما ساهم في تعزيز تقدم القوات نحو تخليص اليمن من الاحتلال الحوثي والوصاية الإيرانية.
واعتمدت العمليات على فتح أكبر عدد من الجبهات في آن واحد متبعة أساليب عسكرية نوعية عمدت إلى عزل المليشيات الإرهابية وقطع طرق إمدادها، مما أدى إلى انهيارات واسعة في صفوف المليشيات الإرهابية وفرار أعداد كبيرة منها تاركة خلفها عتادها العسكري وخسائرها على مستوى الأفراد.
وأقر عبد الملك الحوثي زعيم مليشيات الحوثي الإيرانية في خطاب متلفز بالهزائم المتلاحقة التي منيت بها مليشياته في الساحل الغربي لليمن، كاشفا عن حالة من الارتباك والهلع في صفوف مسلحيه الذين ناشدهم بعدم الفرار من الجبهات.
ودعا زعيم مليشيات الحوثي لاستخدام المدنيين والزج بهم للقتال في الحديدة، مستجديا قبائل اليمن إلى عدم الانفضاض من حوله في ظل خسائره.
وبالعودة إلى ما قبل الرابع عشر من مايو الجاري –تاريخ الإعلان عن بدء عمليات تحرير الحديدة– فقد شكل استهداف القيادات الحوثية عمليات نوعية من القوات الجوية للتحالف العربي موجهة ضربات موجعة ساهمت في فقدان المليشيات لقياداتها البارزة، إضافة إلى تأثير تلك العمليات في انهيار معنويات المليشيات الإرهابية.
واصطادت عمليات نوعية للتحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن قائمة طويلة من قيادات مليشيا الحوثي شملت صالح الصماد الذي ترأس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للتابع للمليشيات جراء غارة استهدفته في محافظة الحديدة، والعميد المنشق محمود النقيب الذي تولى رئاسة أركان حرب المنطقة العسكرية السابعة، إضافة إلى الإرهابي "أبو الفضل" مشرف مليشيا الحوثي الإيرانية في الساحل الغربي مع عدد من مرافقيه.
وانعكست تلك العمليات النوعية للتحالف العربي بشكل فوري على معنويات المليشيات حيث بدأت أعداد كبيرة من مسلحيها في تسليم أنفسهم إلى قوات الشرعية اليمنية، فيما تساقط العشرات من المنتسبين للمليشيات الإرهابية في مختلف الوجهات، لتتحول العملية إلى إحدى أبرز محطات تحرير اليمن من اغتصاب المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران.
وفي موازاة ذلك سجلت فئات المقاومة اليمنية أروع البطولات موجهة ضربات موجعة ومفاجئة لمليشيات الحوثي في مدن الساحل الغربي لتخلص المدن اليمنية الواحدة تلو الأخرى وسط تأييد رسمي وشعبي.
واليوم وبعد مرور ما يناهز الـ 15 يوما من العمليات باتت قوات المقاومة اليمنية على بعد كيلومترات بسيطة عن قلب مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي والذي يشكل تحريره تطويقا كاملا للمليشيات الإرهابية في صعدة وصنعاء.
وتواصل قوات المقاومة اليمنية بمشاركة القوات السودانية العاملة ضمن التحالف العربي وبإسناد جوي وبري وبحري من القوات الإماراتية تقدمها شمالا بالتزامن مع استمرار زخم العمليات في أكثر من اتجاه حتى تحقق أهدافها النهائية.
في مقابل ذلك، دعا محافظ الحديدة الحسن طاهر أبناء الحديدة للانتفاض في وجه هذه المليشيات الحوثية الإجرامية، مؤكدا أن مليشيات الحوثي جثمت على صدور أبناء الحديدة واليمن لسنوات عدة، وآن أوان التخلص منهم وتحرير الحديدة منهم.
ودعا طاهر أبناء القبائل من المغرر بهم إلى ترك السلاح والانحياز للمقاومة، مثمنا دور دولة الإمارات في إسناد عمليات تحرير الحديدة وموجها رسائل الدعم لقوات المقاومة التهامية والجنوبية والوطنية اليمنية لمواصلة تقدمها نحو الحديدة.
وتتأهب الحديدة الآن لتحريرها من الاحتلال الحوثي والنفوذ الإيراني بعد أن استخدمتها المليشيات الإرهابية كأبرز نقاط تهريب الأسلحة والصواريخ الإيرانية التي استخدمت طوال الأعوام السابقة في تهديد أمن المنطقة وتهديد الملاحة البحرية الدولية، إضافة إلى استخدام تلك الأسلحة في تهديد الأمن القومي السعودي تنفيذا لمخطط شيطاني استهدف المملكة وشعبها ومقدساتها.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg
جزيرة ام اند امز