بين الجمهوريين.. لا مكان لمن ينتقد ترامب
مع تزايد هيمنة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الحزب الجمهوري يبدو أنه لم يعد هناك مكان داخل الحزب لأي شخص لا يؤيّد مرشح الرئاسة أو يفكر فقط في انتقاده.
ومن بين السياسيين الذين يواجهون مأزقا كبيرا داخل الحزب الجمهوري بسبب انتقاده لترامب هو لاري هوجان الذي شغل منصب حاكم ولاية ماريلاند ذات الأغلبية الديمقراطية لمدة ثماني سنوات.
لعب هوجان دورا فريدا في السياسة الأمريكية مع نجاحه بالفوز بولاية ثانية على رأس الولاية التي صوّتت لصالح الرئيس الديمقراطي جو بايدن في 2020 ولصالح الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بالعام نفسه.
والآن يسعى هوجان للترشح لانتخابات مجلس الشيوخ عن الولاية الزرقاء التي حقق فيها شعبية كبيرة، وهو ما يعني فرصة كبيرة لاقتناص المقعد من الديمقراطيين، وهذا الأمر الذي كان يفترض أن يُسعد الحزب الجمهوري.
الخطأ القاتل
لكن هوجان ارتكب الخطأ الذي لا يُسمح لأي جمهوري بفعله، وهو انتقاد ترامب حتى لو كان ذلك بشكل غير مباشر، وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وكان هوجان قد انتقد ترامب من قبل، إذ كتب مقالًا للصحيفة انتقد فيه طريقة تعامل الرئيس السابق مع جائحة كورونا في 2020.
والأسبوع الماضي، أدانت هيئة المحلفين ترامب في جميع التهم الجنائية البالغ عددها 34 في القضية المعروفة باسم "أموال الصمت" المتعلقة بتزوير سجلات لإخفاء قيامه بدفع أموال قبل انتخابات 2016 لممثلة أفلام إباحية مقابل صمتها عن علاقتهما.
وتعليقا على الحكم، رفض هوجان الانتقادات الشديدة التي أطلقها ترامب وحلفاؤه لإدانة الرئيس السابق.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي يقول: "في هذه اللحظة المنقسمة بشكل خطير من تاريخنا، يجب على جميع القادة بغض النظر عن الحزب ألا يصبوا الزيت على النار بمزيد من الحزبية السامة.. يجب علينا أن نعيد التأكيد على ما جعل هذه الأمة عظيمة: سيادة القانون".
وهذه التصريحات أثارت غضب أنصار ترامب ومن بينهم لارا زوجة إريك نجل ترامب التي ظهرت في برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأحد الماضي، وقالت "لا أؤيد ما قاله.. أعتقد أنه أمر مثير للسخرية".
وأضافت أن هوجان "لا يستحق احترام أي شخص في الحزب الجمهوري في هذه المرحلة، وبصراحة تامة، أي شخص في أمريكا، إذا كان هذا هو ما تشعر به". وتابعت "هذا أمر مزعج للغاية لسماع ذلك".
المثير في الأمر أن لارا هي أيضًا الرئيس المشارك للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، وهي اللجنة التي من المفترض أنها ملتزمة بالعمل لضمان فوز هوجان في انتخابات مجلس الشيوخ.
وعندما ضغطت عليها محاورتها بشأن ما إذا كانت تعليقات هوجان تعني أنه لن يتلقى الدعم، قالت لارا ترامب "سأعود إليك بشأن جميع التفاصيل المالية".
لارا ترامب لم تشغل منصبها منذ فترة طويلة ووصلت إليه باعتبارها مدافعة عن والد زوجها، وبالتالي فهي غير متمرسة على الفصل بين الدفاع الحماسي عن ترامب وحماية الاحتياجات المؤسسية للحزب.
والشهر الماضي، قالت لوكالة أسوشيتد برس: "هدفي الأول هو التأكد من أن دونالد ترامب هو الرئيس السابع والأربعون".
انعكاس
هذه التصريحات إنما هي انعكاس إلى حد كبير لكيفية رد فعل الحزب الجمهوري على نطاق أوسع على هيمنة دونالد ترامب المستمرة في السياسة الجمهورية.
ولا يزال هناك جمهوريون متشككون في ترامب، ويصوتون ضده في الانتخابات التمهيدية الرئاسية ويقولون لمنظمي استطلاعات الرأي إما أنهم لن يصوتوا له في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وإما أنهم قلقون من القيام بذلك.
ووفق استطلاع أجرته شبكة "فوكس نيوز" مؤخرا، فإن ربع الجمهوريين قالوا إنهم يعتزمون التصويت لصالح ترامب بسبب معارضتهم لبايدن.
وعقب إدانته، أجرت شركة "يوغوف" استطلاعًا لصالح شبكة "سي بي إس" تضمن سؤالاً حول ضرورة بقاء الجمهوريين موالين لترامب.
فقال 4 من كل 5 جمهوريين إنه من المهم إلى حد ما بالنسبة لهم أن يفعلوا ذلك، بما في ذلك أكثر من الثلثين الذين اعتبروا أنه مهم للغاية، في حين قال عدد أقل بكثير أنه ليس مهما.
وبالنسبة لهوجان، فإنه ينظر إليه على أنه "ليس جمهوريا حقيقيا"، ومنذ فترة طويلة عرف ترامب كلمة "جمهوري" بأنها "مخلص لترامب"، لذلك يستخدم مصطلح "RINO" أو الجمهوري بالاسم فقط كوصف لمنتقديه.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز