مخرج هوليودي كبير: السينما تحولت لمدينة ملاهٍ
المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي خرج بتصريح صادم أمام الصحفيين قائلا إن السينما ماتت وتحولت لمدينة ملاهٍ
في انتظار خروج فيلمه الجديد "الصمت" والذي أقام له عرض خاص في الفاتيكان أمام البابا، صرح المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي أمام الصحفيين بعد انتهاء العرض بأنه يعتقد بأن "السينما ماتت".
تصريح سكورسيزي ينصب على السينما الأمريكية المسيطرة على تيار السينما في العالم، موضحاً: "نعم السينما ماتت، السينما كما عرفتها في حياتي وتربيت عليها ماتت اليوم".
كان هذا تصريح صادم من قبل المخرج الكبير ولكنه يوضح وجهة نظره قائلاً: "كانت السينما دائماً مؤثراً هاماً على الخبرة الحياتية، والمعبرة عن مجموعة من القيم والمواقف من الحياة، هذا مؤكد. لكن ما الذي يمكن لنا أن نستقيه من خبرة أو موقف من الحياة عندما تتحول السينما لمدينة ملاهٍ؟ ".
وتابع: "من الممكن أن يكون حكمي هذا نابع من سني، فقد أصبحت عجوزاً، لكن الشاشة الفضية في الخمسينيات هي مصنع للحلم، مكان للتحليق مع شخصيات حقيقية مجسدة، فقد كانت تسمح لنا بالرحلة مع الويسترن الأمريكي، وحتى لورنس العرب، وكذلك مع هيتشكوك وفيلمه الذاتي ذو الأجواء النفسية "فيرتيجو".
قد تكون وجهة نظر سكورسيزي متسقه مع عمره، ولكنها تلفت الانتباه إلى اختفاء تلك النوعية من السينما، التي أشار إليها في تصريحه الصادم.
ويكفي القيام بجولة في دور العرض، لتكتشف أن الأفلام التي تنجح وتحقق أعلى الأرباح بعيدة كل البعد عن كونها عملاً فنياً راقياً، فقد أصبحت مثل الوجبات الجاهزة التي يتم استهلاكها من الجميع، دون أن يكون لها أي قيمة غذائية، طبعاً دون الحديث عن أضرار تلك الوجبات الصحية.
فلو نظرنا إلي قائمة الأفلام التي تحقق نجاح في عام 2016 سنجد أفلام مثل: (كابتن أمريكا- الحرب الأهلية)، (العثور على دوري)، (زووتوبيا)، (كتاب الأدغال)، (باتمان ضد سوبر مان)، (الفريق الانتحاري)، (دكتور سترانج)، وأغليها أفلام للأطفال أو إنتاج ضخم من قبل استوديوهات هوليود، مأخوذة عن قصص "الكوميكس" الشعبية.
وعندما نبحث عن فيلم ليس فيلما للأطفال ولا جزء ثان من فيلم سبق له النجاح، ولا فيلم مأخوذ عن الكوميكس، سنجد في المركز 34 من ناحية الإيرادات فيلم (Sully) من بطولة توم هانكس عن قائد طائرة الركاب الأمريكية الذي أنقذ ركابها من حادثة.
هل عرفتم الآن السر وراء تصريح سكورسيزي، الذي حرص في النهاية على توضيح الأسباب التي قادت إلى هذا الوضع غير المرضي بالنسبة له، قائلا: "السينما لعبت دورا مهما في تشكيل حياتنا، لكن الجيل الجديد لا يدرك أهميه هذا".
وأضاف: "بالطبع تأثير السينما في تشكيل وجدان الجيل الجديد تراجع أمام وسائط أخرى مثل ألعاب الفيديو، ومواقع التواصل الاجتماعي".