جزيرة بالي مهجورة 24 ساعة.. أسرار "يوم الصمت"

شهدت إندونيسيا الخميس عطلة رسمية بمناسبة الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج.
وإندونيسيا هي أكبر دولة إسلامية في العالم، وغالبية سكانها البالغ تعدادهم أكثر من 260 مليون نسمة مسلمون، والأحد، 14 مارس/آذار، تشهد البلاد عطلة رسمية أخرى للاحتفال بالعام الهندوسي الجديد، الذي تقيم له جزيرة بالي طقوسا خاصة.
والعام الهندوسي (ساكا)، وفق التقويم المتبع في بالي متأخر عن العام الميلادي بــ78 عاما، وسوف يكون العام الهندوسي الجديد هو عام 1943، لذلك فإن بدايته تختلف بالنسبة للعام الميلادي، فقد كانت 25 مارس/آذار العام الماضي، وسوف تكون 3 مارس العام المقبل.
ويشكل الهندوس نحو 5ر83% من عدد سكان جزيرة بالي، ويبلغ عددهم قرابة 4 ملايين نسمة، ويوم الصمت والسكون (نيبي) هو يوم مهم للغاية بالنسبة للهندوس في بالي، ويشهد احتفالا خاصا فريدا في نوعه، وهو من أبرز طقوس بداية العام، إذ يلتزم سكان بالي بداية من الساعة السادسة من صباح هذا اليوم وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، بعدم استخدام النار، والتقليل من الإضاءة، وعدم الذهاب إلى العمل أو ممارسة أي نشاط، والامتناع عن الخروج والسفر، وأيضا الحرمان من أي تسلية أو ترفيه، ويصوم العديد من الهندوس في بالي أيضًا طوال "يوم الصمت"، بينما يتجنب آخرون التحدث.
وتبدأ طقوس الاحتفال بـ"يوم الصمت" قبل مجيئه بثلاثة أيام تقريبا، وتبلغ ذروتها في اليوم الأخير من العام الهندوسي والذي يعرف بيوم التضحيات الكبرى، ويكون هدف سكان بالي في هذا اليوم هو طرد كل الأرواح الشريرة الموجودة في الجزيرة، بعمل تماثيل لوحوش ضخمة ذات أشكال مرعبة، وهي وحوش مصنوعة من الورق، تمثل الأرواح الشريرة التي يريدون التخلص منها، وعندما يحل المساء في ذلك اليوم تشهد الجزيرة مواكب كرنفالية يحمل فيها الباليون المشاعل المضيئة ودمى الوحوش، ويتوجهون إلى الشاطئ لحرقها.
ومن طقوس ما قبل "يوم الصمت" أيضا التوجه إلى المعابد للصلاة والدعاء، وكذلك استخدام كل ما هو ممكن من الأدوات سواء في الشوارع أو المنازل لإصدار قدر هائل من الضوضاء لطرد الأرواح الشريرة.
وفي "يوم الصمت" تصبح بالي جزيرة مهجورة، لا يدخلها أحد، ولا يخرج منها أحد، حيث يتم إغلاق محطات انطلاق العبارات البحرية وكذلك المطار الوحيد في الجزيرة، ويتم الحد من خدمات الإنترنت.
ولا يقتصر الأمر على الباليين معتنقي الهندوسية وحدهم، فكل من في قرى الجزيرة من غير الهندوس، والسائحين، ملتزمون بمراعاة طقوس يوم الصمت، ولكنهم يتمتعون ببعض الحرية داخل الفنادق التي يقيمون فيها.
ولا يجرؤ أحد على التواجد في الشوارع في ذلك اليوم، فهناك رجال شرطة مكلفون بمراقبة هذا الأمر، وهم الوحيدون المسموح لهم بالتواجد في الشارع، بالإضافة إلى خدمات الأمن الأخرى والإسعاف والإطفاء.
من ناحية أخرى، يقال إن أتباع الديانة الهندوسية في بالي يعتقدون أن "يوم الصمت" يصادف نزول الأرواح الشريرة على الأرض، لذلك فإنهم يلتزمون الصمت ليوحوا لتلك الأرواح بخلو الجزيرة من السكان، كما أنهم يعتبرونه يوما للتأمل وتطهير الروح من التلوث السمعي والبصري.
ومع انتهاء ساعات "يوم الصمت"، يدب النشاط في بالي مرة أخرى، وتشهد شوارعها حركة غير عادية للأفراد والمركبات.
ومن العادات المتبعة بعد يوم الصمت زيارة الأصدقاء والجيران، وتجمع أفراد الأسر في بيت العائلة الكبير، ليطلب كل منهم الصفح من الآخر عما بدر منه في العام السابق، ويقومون بتناول مختلف أنواع الفاكهة، كما أنهم يتزينون بأفضل، وأحدث الملابس، ثم يتجهون بعد ذلك إلى البحار حيث يسبحون لغسل ذنوبهم.
ومن المعروف أن جزيرة بالي هي من أهم مدن إندونيسيا السياحية والثقافية، وتتمتع بتاريخ عريق ومناظر طبيعية خلابة، وتم تصنيفها ضمن أجمل مدن العالم السياحية.
وتضم بالي عددا من الجزر الأصغر حجما، وقرى ريفية، وتشتهر بمزارع الأرز المتدرجة، والكهوف والجبال البركانية، والشلالات الصخرية، والشواطئ الرملية والصخرية الرائعة.
ويوجد في جزيرة بالي عدد من المعابد الهندوسية والبوذية الأثرية التي يرجع تاريخها إلى القرون الميلادية الأولى، بالإضافة إلى مجموعة من المروج والمتنزهات الترفيهية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTA4IA== جزيرة ام اند امز