"فالكون".. شغف يمني يقوده لابتكار أول سيارة محلية الصنع (صور)
تدرج الشاب اليمني غازي عبده الشرماني، في اختراعاته حتى قادته لإنتاج سيارة باتت حديث الناس والمجتمع في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
شغف الابتكار لازم غازي منذ الطفولة ورافقه طيلة حياته، فخريج دبلوم التكييف والتبريد عام 2015، عمل على التخصص في هذا المجال وكان له العديد من الابتكارات ذات الصلة، والمرتبطة بالسيارات تحديدًا.
غير أن لا شيء قفز بغازي إلى مصاف الشهرة سوى السيارة ”فالكون” التي جابت شوارع مدينة عدن مؤخرًا وجذبت إليها مسؤولي الحكومة اليمنية قبل المواطنين، وهي سيارة متكاملة بمظهر أنيق.
"العين الإخبارية" التقت المخترع اليمني غازي، الذي تحدث عن تفاصيل اختراعه، وكيفية صناعته، وطموحه في تطويرها، بالإضافة إلى تفاعل المواطنين مع السيارة "فالكون" ذات الشكل الجذاب.
مواصفات الابتكار وتصنيعه
يقول غازي الشرماني إن المواد المستخدمة في السيارة ”فالكون”، عبارة عن محرك "ماتيز"، 3 بستون، 300 سي سي، وهي تعمل على البنزين وبنظام اقتصادي، وذات نظام أوتوماتيكي لنقل الحركة.
وما يميز "فالكون" بحسب غازي أن قطع غيارها رخيصة ومتوفرة، وتكلفتها أقل، بحيث يكون المواطن قادرا على شرائها، والمداومة على صيانتها بكل سهولة، وهذه المواصفات هي إحدى شروط الصناعة النموذجية.
ويضيف: "استفدت من تعاون محال بيع قطع الغيار المستخدمة (التشليح) في تصنيع السيارة، فقد فتحوا لي الأبواب ودعموا طموحاتي، وهذا يؤكد طبيعة اليمنيين في مساعدة أصحاب الطموح، والوقوف إلى جانبهم".
استخدامات فالكون
غازي كشف عن إمكانية قيادة السيارة لمسافات بعيدة كما يمكن استخدامها للسفر؛ لأن محركها "ماتيز" 3 بستون مخصص للسفر والمسافات البعيدة، لكن فقط تحتاج إلى استكمال أبوابها وتغطيتها بحيث تصبح مهيأة لذلك، وهذا ما يسعى لتحقيقه في الإصدار التالي من السيارة، بحسب تأكيداته.
ويشير إلى أنها حاليًا تمثل سيارة ترفيهية، أو سيارة سبورت؛ كونها خفيفة ودون أبواب، وحتى إن مظهرها الحالي الشبيه بـ"الصقر" أعجب الناس، وهذا كان سبب تسميتها بـ"فالكون"، لكن في حالة استخدامها للسفر من الممكن عمل تغطية للأبواب وتركيب تكييف، وهي قابلة للتحديث.
وأكد أنه يمكن استخدام "فالكون" في المناطق الريفية والجبلية، لأنها تحتوي على ما يساعدها في تجاوز الحفر أو المطبات بكل سهولة، كما يمكن توظيفها كسيارة أجرة في الشوارع الداخلية وبين الحارات.
تحديات وصعوبات
لم يشتكِ غازي الشرماني من أي صعوبات، وقال: لم تواجهني أي تحديات حقيقية، باستثناء البحث عن مكان لتصنيع السيارة، حيث كنت أعمل على تصنيعها في سطح بيتي وتحت أشعة الشمس، بما يتناسب وظروفي المادية، ولكن الحمدلله ظهر العمل بشكل ملفت وجذاب.
وتابع: ”ماديًا لم أواجه أي صعوبات، فابتكاراتي السابقة ساهمت في تمويل صناعة السيارة الجديدة، وإن شاء الله سأستمر حتى يوفقني الله وأنشئ معملا ومصنعا خاصا بي ووفق إمكانياتي”.
وسبق لغازي أن قام بابتكار ”جهاز شحن غاز الفريون للسيارات”، وجهاز تنظيف البخاخات، وحققت تلك الابتكارات إقبالًا في السوق، وساهمت في تحقيق دخل مادي مناسب ومريح، وفق وصفه.
التحول لمشروع تجاري
يتحدث غازي عن إمكانية تحويل ”فالكون" إلى مشروع تجاري، ويقول: ”أفكر في ذلك منذ فترة، فكل المقاييس وأدوات التصنيع مسجلة لديّ، ويمكنني إنتاج ثلاث سيارات خلال أسبوع واحد، إذا توفرت الأيادي العاملة وإمكانيات أخرى مثل روبوتات الذكاء الاصطناعي التي يتم التحكم بها”.
ولفت إلى أن تكلفة السيارة الواحدة بالعملة اليمنية قد تصل إلى مليونين ونصف المليون ريال يمني (أقل من 1800 دولار أمريكي)، وهو مبلغ مناسب لسيارة بهذه المواصفات.
وأشار إلى أن جهات خارجية ورجال أعمال تواصلوا معه عبر منصات التواصل الاجتماعي، بهدف بحث إمكانية تحويل السيارة إلى مشروع تجاري، إلا أن غازي أجّلّ الفكرة لدراسة المشروع وتقديم ملخص فني مدروس يحتوي على كيفية سير الصناعة والعمل، خاصةً أنه لم يمضِ على التجربة سوى أسبوعين، وما زالت السيارة في مرحلة التجريب، وتحتاج لتجهيز ملف متكامل من ناحية الجدوى الاقتصادية.
دعم حكومي
بالنسبة للدعم والاهتمام الحكومي، يقول غازي ”إنه كان يطمح بمقابلة وزير الشباب اليمني، نائف البكري الذي نزل إلى الورشة وجرب السيارة ورفع من معنوياتي”.
وأضاف: ”مدني الوزير بأفكاره وآرائه، وشعرت بالفخر والاعتزاز أنني ألتقي مسؤولا حكوميا، حيث وعدني باللقاء مرة أخرى، وتحمس للفكرة ووجه بتمويلي، على أنه يمكن تحويل المشروع إلى خط إنتاج مستقبلي”.
غازي الشرماني قدم -في ختام حديثه مع "العين الإخبارية"- نصيحة للشباب اليمني من أصحاب الطموحات، وطالبهم بألا يهملوا أنفسهم وقدراتهم، وأن يسعوا لإثبات وتحقيق طموحاتهم، وإذا فعلوا ذلك فسيجدون التشجيع والدعم من الشارع اليمني.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuOTMg
جزيرة ام اند امز