بأياد غير إنجليزية.. عودة فوضى «الهوليغانز» إلى الكرة الأوروبية
شهد الأسبوع الأخير على مدار مبارياته الأوروبية على مستوى الأندية العديد من أحداث العنف، التي كانت ضحيتها في الأغلب الجمهور الإنجليزي.
وتعرض جمهور فريق نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لاعتداءات عنيفة عشية مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي في ملعب حديقة الأمراء (الثلاثاء)، وهاجمت جماهير لانس في ملعب الإمارات نظيرتها في أرسنال من خلال إلقاء المقاعد والولاعات وإشعال الألعاب النارية.
في الماضي كان اللوم يوجه للجماهير الإنجليزية من الهوليغانز خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات، بسبب أحداث الشغب التي كانت مرتبطة آنذاك بالعنف، وتسببت في حادثة ملعب "هيسيل" الشهيرة في نهائي دوري أبطال أوروبا 1985 بين يوفنتوس الإيطالي وليفربول.
وراح بسبب تلك الواقعة المفجعة عشرات الضحايا وتعرض المئات للإصابات، وعوقبت أندية مهد كرة القدم بالحرمان من المشاركة الأوروبية بسببها حتى مطلع التسعينيات.
جماهير فريق برايتون الإنجليزي التي سافرت لدعم فريقها في أثينا ضد آيك اليوناني في الدوري الأوروبي ألقي ضدها غاز مسيل للدموع من قبل قوات الشرطة.
جمهور ليغيا وارسو البولندي تسبب في إصابة 4 ضباط شرطة إنجليز أمام ملعب فيلا بارك، قبل مواجهة فريقه مع أستون فيلا في دوري المؤتمرات الأوروبي.
مشكلة قارية وليست إنجليزية
أشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها إلى أن الفوضى التي تصاحب مباريات الفرق الإنجليزية في بطولات الأندية الأوروبية هي قارية وليست متعلقة بالإنجليز.
ويرجع التقرير الأزمة إلى ما سماه بـ"عصابات الألتراس" التي تسعى لجذب الاهتمام من خلال الأفعال المجنونة، وذلك بالتزامن مع تغلغلها داخل الفرق الأوروبية، وسعيهم لإصابة الجماهير الحقيقية لكرة القدم بالأذى.
وعلق جيوف بيرسون، خبير في أمور الهوليغانز، وهم المشجعون الإنجليز المعروفون بالعنف، قائلا: "الجماهير الإنجليزية تتعرض لهجوم كبير في أي مكان تذهب إليه في أوروبا".
وأكمل: "هناك مجموعات جماهيرية كبيرة في القارة، وهو ما يزيد من إمكانية حدوث مشاكل، وهناك انقسام حول الطريقة التي تتعامل بها الشرطة في كل بلد وشرعيتها".
المخدرات والكحول
يعتقد البعض أن تعاطي المخدرات له دور مهم في هذه الظاهرة، وهناك من يرجع الأمر لوسائل التواصل الاجتماعي.. لكن في بعض الأحيان تكون الأمور غير محتملة مثل أحداث العنف التي لم يسبق لها مثيل في ملعب فيلا بارك.
وقام جمهور ليغيا وارسو بإلقاء صواريخ وزجاجات كاتشب وخل على قوات الشرطة، وهو ما جعل أحد مشجعي الفيلانز يعلق: "لقد كان الأمر كما لو أننا عدنا للثمانينيات والسبعينيات".
وكشف مصدر من داخل أستون فيلا أن حضور الشرطة في فيلا بارك مثل أكبر عملية شرطية في الملعب منذ 20 عاماً، مضيفاً: "كانت الأحداث المضطربة التي واجهناها هي الأشد خطورة على الإطلاق".
ويملك جمهور ليغيا وارسو خططا ممنهجة في الخروج عن النص، بدليل ما فعله في 2021 أمام ليستر سيتي، حين تعرض 14 ضابطاً للهجوم مما أدى للحكم على 3 مشجعين بالسجن.
ويشير بيرسون إلى أن هناك حالة من ارتفاع الفوضى في ملاعب كرة القدم بعد فترة الإغلاق بسبب فيروس كورونا، وأن الأمر هناك متعلق بالانخراط في سلوط إجرامي، وفقدان كبار رجالات الشرطة، وأن الأمر لا يقتصر على كرة القدم فقط، بل يمتد للحفلات الموسقية والمهرجانات.
وأظهرت دراسة لجامعة "سترلينغ" مؤخراً ارتفاع نسب تعاطي الكوكايين بين مشجعي كرة القدم، حيث إن هناك عددا كبيرا ممن يحضرون المباريات يتناولون الكحول والمخدرات، وهو ما يحولهم لعناصر معادية للمجتمع.
لكن بالطبع هذا ليس السبب الوحيد، حيث يرتبط الأمر في أوقات أخرى بالرغبة في الهروب من ضغوط الحياة اليومية والانضمام إلى مجموعات اجتماعية جديدة، ومن ثم تكون مجموعات الألتراس فرصة للكشف عن مظاهر خشونة لا يمكن لأفرادها البوح عنها في مناحى الحياة الأخرى.