قصة من "صناع الأمل"...أحمد المالكي يستغل معاناته لمساعدة المعوقين
معاناة أحمد تفتح له باباً واسعاً للأمل مع رفاق دربه من ذوي الإعاقة.
لم يكن أحمد ليدركَ أن معاناته ولحظة اليأس "العابرة" التي مرت في حياته يمكن أن تفتح باباً واسعاً للأمل أمام عدد كبير من رفاق دربه في المعاناة.
بدأ كل شيء حين تخرج أحمد زايد، من الطائف بالمملكة العربية السعودية، من الجامعة. خلال دراسته الجامعية، أظهر أحمد تفوقاً وتميزاً، ونال شهادات عدّة في الكمبيوتر، يحدوه الأمل بأن سوق العمل ستكون في انتظاره. لكنه تفاجأ برفض أصحاب العمل تعيينه لكونه معاقاً. فتدخل أحد أقاربه لمساعدته في الالتحاق بوظيفة تناسب مؤهلاته وتلبّي طموحاته المهنية. لكن أحمد لم يقتنع بأن مشكلته فردية. صحيح أنه حصل في النهاية على وظيفة لائقة مكّنته من استغلال قدراته، لكن هناك العشرات، بل المئات، من أمثاله ممن قد لا يكونون محظوظين مثله أو قد لا تتوفر لهم فرصٌ وظيفية على غرار الفرصة التي توفرت له.
من هنا جاءت فكرة تأسيس شبكة أو موقع إلكتروني يحمل اسم "شبكة وساطة لتوظيف ذوي الإعاقة" وهي مبادرة غير ربحية تسهم في الحد من بطالة ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق إيجاد وظائف تناسب مؤهلاتهم العلمية ونوع الإعاقات التي يعانون منها.
"الموقع عبارة عن حلقة وصل بين الباحثين عن عمل من ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب العمل الباحثين عن موظفين من تلك الفئة "، كما يقول أحمد، حيث يشكل الموقع طاقة أمل لفئة مجتمعية جعلتها الإعاقة، أياً كان طبيعتها، عضواً ناقصاً أو معطلاً في المجتمع... فئة تريد أن تعمل وتنتج وتعطي لكن أبواب العطاء مغلقة في وجهها.
يعترف أحمد أنه واجه صعوبات في البداية لجهة التعريف بالموقع. وكان التحدي الأكبر بالنسبة له هو كيفية اجتذاب الباحثين عن عمل من ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب العمل للتسجيل في الموقع. لكن خلال أربع سنوات من العمل الحثيث، نجح الموقع في أن يشكل مبادرة مجتمعية رائدة من نوعها.
وتخدم هذه المبادرة جميع المستهدفين من ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء كانت إعاقاتهم ذهنية أو حركية أو بصرية أو فكرية أو نفسية وغيرها من الإعاقات الأخرى. يوفر موقع "وساطة" لهذه الفئة الغطاء القانوني، لحمايتهم من الاستغلال ولصون حقوقهم، بحيث يكون الموقع وسيطاً بين الطرفين، أصحاب العمل والباحثين عن العمل، بما يكفل سير عملية التوظيف وفق الأطر القانونية المتبعة.
قام أحمد بالاتفاق مع متخصصين قانونيين (متطوعين) لمراجعة عقود التوظيف والنظر في الشؤون القانونية في حال حدوث أي استغلال في توظيف هذه الفئة أو حدوث فصل تعسفي لهم. هذا ويحرص أحمد شخصياً على التدقيق على جميع إعلانات الوظائف الشاغرة المنشورة في الموقع، للتأكد من ملائمتها للباحثين عن العمل، لجهة الراتب الشهري، وتوفير مرافق مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وبيئة العمل الآمنة والمناسبة، وغيرها، علماً بأنه يتم نشر جميع الإعلانات على الموقع مجاناً.
نجح موقع "شبكة وساطة لتوظيف ذوي الإعاقة" في نشر رسالته، وأسهم ترشحه لجائزة الملك خالد، كمبادرة متميزة تسهم في تنمية المجتمع، ونيله المركز الثاني في التصفيات النهائية، في تسليط الضوء على الموقع، وفي تطويره وتوسيع نطاق خدماته.
يعرف أحمد أن الأمل صناعة تستلزم إيماناً وجهداً وثباتاً وعملاً دؤوباً ومتواصلاً... ويعرف أكثر أن قيمة هذا الأمل تكون أكبر وأعظم إذا شاع وانتشر، وهو يأمل أن تسهم شبكة وساطة في فتح أبواب الرزق والتيسير لأكبر عدد من المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعه٬ بحسب وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الإماراتية.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xNTMg جزيرة ام اند امز