تفخيخ «رداع التاريخية».. الحوثي يرعب اليمنيين باستراتيجية «التفجير»
على وقع صرخات عدائية لأمريكا وإسرائيل، فجّرت مليشيات الحوثي منازل معارضين لها في مدينة رداع التاريخية اليمنية فوق ساكنيها ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
ووثقت مشاهد مصورة بثها ناشطون يمنيون تفخيخ مليشيات الحوثي وتفجيرها منزلين في مدينة "رداع"، في محافظة البيضاء، ما أدى إلى انهيارهما وتهدم منازل أخرى شعبية مجاورة فوق ساكنيها وسقوط نحو 18 قتيلا وجريحا.
وأظهر أحد المقاطع المصورة تفجير مليشيات الحوثي المنازل بينما اعتلت كتلة من الدخان للسماء، فيما وثق مقطع آخر إجلاء المصابين وفي مشهد ثالث هو الأقسى كان أحدهم يبحث عن "عائشة" تحت الأنقاض وهو يصرخ "عائشة عادك بخير".
وأكدت مصادر إعلامية أن مليشيات الحوثي استدعت ما يسمى "القوات الخاصة" من صنعاء وحاصرت منازل المواطنين من آل "ناقوس" و"الزيلعي" في حارة "الحفرة" وسط مدينة رداع قبل أن تفخخها وتقوم بتفجيرها.
وبحسب المصادر فإن 18 شخصا من النساء والأطفال والرجال سقطوا بين قتلى وجرحى عقب تفجير مليشيات الحوثي للمنازل.
وأشارت المصادر إلى أن سياسة العقاب الجماعي التي اتبعتها مليشيات الحوثي جاءت على خلفية مقتل شقيق القيادي الأمني الحوثي المدعو "أبو حسين الهرمان" على يد شاب من آل الزيلعي وذلك على خلفية مقتل شقيقه قبل حوالي عام برصاص مرافقي القيادي الحوثي الهرمان في سوق عريب للقات برداع.
تنديد حقوقي
ونددت منظمتان حقوقيتان بتفجير الحوثيين منازل المواطنين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، مؤكدتين أن الجماعة ارتكبت جريمة مروعة تستوجب تحركا رادعا.
وقالت منظمة سام للحقوق والحريات والمركز الأمريكي للعدالة في بيانين إن "العناصر الحوثية اتبعت منهجاً في تفجير المنازل، منها منزل "آل ناقوس"، يهدف إلى العقاب الجماعي، وإرهاب الخصوم، ودون مراعاة أي نصوص للقانون اليمني.
كما تعتمد المليشيات سياسة التفجير دون مراعاة لأي آثار جانبية مما يتسبب غالبا بأضرار جسيمة للمنازل المجاورة، خاصة المنازل الشعبية المتلاصقة كما هو الحال في منزل "آل ناقوس"، مما تسبب بهدم منازل مجاورة على رؤوس ساكنيها، الأمر الذي يظهر بشكل قاطع تورط الجماعة وبشكل متعمد في تلك الجريمة.
وحملت منظمة "سام" و"المركز الأمريكي للعدالة" مليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن الجريمة الخطيرة، داعية إلى ضرورة فتح تحقيق عاجل وتقديم كافة العناصر المتورطين بذلك الانتهاك الخطير للعدالة الجنائية.
وقال رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي إن "غياب المسألة الجنائية تسبب في استمرار مليشيات الحوثي في سياسة هدم المنازل، كعقاب جماعي للسكان والذي يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
جريمة حرب.. اعتراف حوثي
وأكد أن "هذا العمل يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي وينتهك حقوق الأفراد في الحصول على المأمن والمأوى وحقوقهم في المسكن".
واعترفت مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا بوقوف مسلحيها خلف التفجير الذي استهدف منازل بمدينة رداع في محافظة البيضاء، وسط البلاد.
وزعم ناطق وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها عبد الخالق العجري أن الحادث "خطأ" دون التطرق إلى أن التفجير انتقامي جاء عقب مقتل أحد أقارب القادة المحسوبين على المليشيات الإرهابية.
وكانت تقارير حقوقية حديثة أحصت تفجير مليشيات الحوثي 713 منزلا في جميع المحافظات اليمنية، تصدرت محافظة البيضاء مقدمة المحافظات بعدد 118 منزلا تلتها تعز بعدد 110 منازل، ثم الجوف بعدد 76 منزلا، وصعدة 73 منزلا، وإب 62 منزلا، وصنعاء 57 منزلا، ومأرب 53 منزلا، وذمار 37 منزلا، وحجة 31 منزلا، والضالع 23 منزلا، ولحج 22 منزلا، وعمران 21 منزلا، والحديدة 14 منزلا، وشبوة 10 منازل، وأبين 5 منازل، وعدن منزل واحد.
ويعد القانون الدولي هدم المنازل فوق ساكنيها "جريمة حرب" جسيمة تخالف القانون الدولي الإنساني، كما يعد تعمد هدم المنازل لتدمير الممتلكات، جريمة حرب وفقا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
كما تعتبر جريمة ضد الإنسانية إذا تم تنفيذه بشكل واسع النطاق أو كجزء من هجوم ممنهج ضد المدنيين، ما يجعل قيادة هذه المليشيات عرضة للمحاسبة الجنائية أمام العدالة.