بالصور.. جزيرة الرعب المهجورة في نيويورك.. لا أحد يعرفها
رحلة استكشافية في جزيرة مهجورة منذ 55 عاما شابها الغموض والخوف وتقع داخل مدينة نيويورك، لكن لا يُسمح لأحد بزيارتها.
عندما تظن أنك تعرف كل شيء عن موطنك؛ قد تكتشف أنه ما زال هناك الكثير من الأماكن والخبايا التي قد تكون أقرب إليك مما تتصور لكنك لا تراها. ومن هنا قام موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي برحلة استكشافية شابها الغموض والخوف إلى جزيرة صغيرة تقع داخل مدينة نيويورك المزدحمة دائما، لكن لا يسمح لأحد بزيارتها!
على بعد أقل من ميل واحد من شارع مانهاتن -واحدة من أكثر الأماكن وأكثرها كثافة سكانية في العالم- توجد جزيرة لا يعرفها كثيرون، هجرها سكانها منذ ٥٥ عاما.
وذكرت دراسة حديثة أجرتها جامعة بنسلفانيا حول الموقع أن الجزيرة التي تسمى "نورث براذر" (الأخ الشمالي) من بين أكثر المعالم التراثية الاستثنائية في مدينة نيويورك وأقلها شهرة".
تبلغ مساحة الجزيرة ٢٢ فدانا في نهر إيست ريفير، الذي يقع بين الساحل الجنوبي لمنطقة جنوب برونكس الصناعية ومركز سجن جزيرة ريكر، وهو السجن الأكثر شهرة في مدينة نيويورك.
وتقريبا لا يُسمح لأحد بزيارة جزيرة "الأخ الشمالي" ورفيقتها الصغرى، أو جزيرة "ساوث براذر"(الأخ الجنوبي)، باستثناء الطيور. لكن حتى هذه الكائنات لا يبدو أنها تريد أن تعيش بين هياكل الجزيرة المتدهورة والمهجورة.
والطريقة الوحيدة للوصول إلى الجزيرة هي القوارب. وبحسب المجلة، في الطريق إليها، كان نهر الشرق ممتلئا بالشرطة، خاصة أن سجن جزيرة ريكر على بُعد أقل من ميل واحد منها، وهم حذرون من أي شخص يزور الجزيرة.
ولا يُسمح لأي شخص بزيارة الجزيرة دون إذن مع مرافقة من إدارة الحدائق والترفيه في مدينة نيويورك، التي تدير الموقع كمحمية للطيور. وأول ما يقابلك عند الوصول إلى الجزيرة هو رصيف الميناء الذي يملؤه الصدأ وعلى استعداد للانهيار في أي لحظة.
وتم احتلال الجزيرة لأول مرة في عام ١٦١٤ وبدأ الزحف السكاني لها في عام ١٨٨٥، وتاريخها يملؤه الموت والمرض والخراب؛ ففي يونيو ١٩٠٤، على سبيل المثال، انفجرت باخرة تدعى الجنرال سلوكم وغرقت في النهر الشرقي. ونجا ٣٢١ شخصا فقط، وطفت جثث ١٠٢١ شخصا على الشاطئ لعدة أيام.
وكان مصدر الطاقة لمباني الجزيرة هو الفحم، والذي كان يحمله العمال إلى رصيف الميناء شبه الغارق والمغطى بعشب البحر، وتغمره تماما مياه المد العالي.
وقد ترتفع مستويات البحر بما يصل إلى ٢،٥ قدم في السنوات الـ٣٥ المقبلة حول مدينة نيويورك. وإذا حدث إعصار كبير وارتفعت المياه؛ فإن هذه العواصف ستبتلع الجزيرة وبيئتها وهياكلها وتاريخها.
ولا يمكنك التعرف على الشوارع والأرصفة تقريبا بسبب إهمالها وتعرضها لعوامل البيئة وزحف النباتات على أركان الجزيرة. وأكثر مبنى يمكنك التعرف عليه هناك هو مبنى المشرحة الذي تعلوه مدخنة مكسورة. ومسؤولو الحدائق لا يدعون أي شخص يدخل معظم المباني؛ لأنها في حالة خطرة. ويجب الحذر في مكان خشية الدخول في شبكات العنكبوت الكبيرة.
ومن ١٨٨٠ حتى ١٩٤٣، عزلت المدينة المرضى الذين يعانون من أمراض شديدة العدوى في الجزيرة بما في ذلك مرضى التيفود الذين توجد جثثهم في المشرحة. وقد ترك الكثير من المعدات عندما تركت الجزيرة في عام ١٩٦٣. وبعض المباني الأخرى تعود إلى عام ١٨٨٥ لكنها معرضة للانهيار ولا يسكنها سوى الأشجار التي ينمو من خلال سقفها عدد قليل من الحيوانات يبدو أنه يعيش هنا، وقد لا تلحظ حتى الفئران والسناجب.
وأكبر مبنى في الجزيرة هو مبنى عزل مرضى السل. وهو مبنى مؤلف من 4 طوابق، مساحته ٨٣ ألف قدم مربع، صمم لإيواء الأشخاص المصابين بالسل، لكن اندلعت الحرب العالمية الثانية بعد ذلك. وتم الانتهاء من المرفق بتكلفة ١،٢ مليون دولار في عام ١٩٤٣ ولم يعالج أبدا مرض السل؛ بدلا من ذلك، فإنه كان يضم قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية.
وحاولت الجزيرة إعادة بناء نفسها كمخيم لإعادة تأهيل المراهقين المضطربين، من عام ١٩٥٢ حتى عام ١٩٦٣. لكن المرضى لم يحصلوا على المساعدة التي كانوا يحتاجون إليها عند عودتهم إلى ديارهم بعد الإقامة لمدة تتراوح بين 3 و5 أشهر. واعتبر البرنامج فاشلا.
غادر الجميع في عام ١٩٦٣، وضمت نيويورك الجزيرة لها. وقد تعرضت لنهب المخربين بسبب عدم وجود إشراف حقيقي عليها، وما زالت أطلالها قائمة تخلو من بني البشر.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز