مستشفى 57357.. "العين الإخبارية" تقدم "روشتة إعلامية" لتجنب الإغلاق
في عام 2018 قاد الكاتب والسيناريست المصري وحيد حامد حملة شرسة ضد مستشفى 57357 لعلاج أطفال السرطان بالمجان، واتهم مسؤوليها بالفساد.
انتهت الأزمة لكن صداها ظل مستمرًا كالنار تحت الرماد، حتى عادت مستشفى 57357 إلى بؤرة الحديث مرة أخرى، ولكن هذه المرة مع تحذيرات من أن نقص التبرعات يهدد بإغلاق المستشفى خلال أشهر قليلة.
فهل أثرت حملة وحيد حامد على صورة المستشفى أمام الجماهير؟ وهل يمكن إصلاح الغلط الذي لحق بسمعة المستشفى وأثر على تدفقت التبرعات التي تعد مصدر تمويلها الوحيد؟
4 أسباب للتراجع
تقول الدكتورة شاهندة عاطف، مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة بني سويف المصرية، إن هناك 4 أسباب رئيسية لتراجع حصيلة تبرعات مستشفى 57357.
وتوضح عاطف، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن أول هذه الأسباب هو الحملات الإعلانية التي تقوم بها المستشفى في رمضان والتي كانت تعكس نمطا من البذخ والإنفاق الضخم، من خلال الاستعانة بالعديد من الفنانين، ورغم أن المستشفى كانت تقول إنهم يشاركون متطوعين إلا أن تكاليف تصوير الإعلانات وأجرة المجاميع والإضاءة وغيرها من المصاريف كانت كبيرة.
وتشير عاطف إلى أن هذه الحملات الإعلانية كانت تعطي صورة للجمهور بأن المستشفى عندها فائض مادي لدرجة قيامها بالإعلان، وأن هناك من ينفق عليها.
أما السبب الثاني، بحسب عاطف، فهو انتشار الحالات التي حاولت العلاج في المستشفى وتم رفضها لأن نسبة شفائها كانت متوسطة أو ضعيفة، حيث لا تقبل المستشفى إلا الحالات التي تزيد نسبة شفائها عن 95%، وهذا أتاح للمستشفيات المنافسة أن تعلن وتقول "نقبل جميع الحالات من كل نسب الشفاء"، وبالتالي توجه جزء من التبرعات لمستشفيات مثل شفاء الأورام وغيرها.
السبب الثالث، تضيف شاهندة عاطف، هو تزايد منافذ التبرع في المجال الصحي، فهناك مستشفيات كثيرة تعلن عن طلب تبرعات بعضها لعلاج الأورام، وأخرى لعلاج الكلى والقلب والأطفال وغيرها، وهذه انتقصت من حصة 57357.
أما السبب الرابع والأخير فهو ظهور حملة توعوية كبيرة بتوجيه التبرعات لمستشفيات غير قادرة على إطلاق حملات إعلانية ضخمة، مثل مستشفى الدمرداش وأبو الريش التي تحتاج إلى تبرعات لكنها غير قادرة على تكاليف الإعلانات.
وتعقب عاطف: "أنا من الناس اللى نقلت تبرعاتها من 57357 للدمرداش وأبو الريش لأني رأيتهم أولى بالتبرع".
تأثير الحملات المضادة
من جانبه قال الدكتور محمد وليد بركات، المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" إن الحملة الصحفية التي تناولت مستشفى سرطان الأطفال منذ عدة سنوات، ربما أثرت في حجم التبرعات التي تصل إليها.
ويضيف بركات أنه "قد لا يكون تقلص التبرعات لهذا السبب فقط، خصوصًا في ظل تعدد الجهات الخيرية الطبية والاجتماعية التي ظهرت مؤخرا وتقدم خدماتها اعتمادا على التبرعات".
حجم الإنفاق
تقول الدكتورة سارة فوزي، المدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن حجم الإنفاق الإعلاني الذي كانت تقوم به مستشفى 57357 أثر كثيرًا على صورتها أمام الرأي العام.
وعن تأثير الحملة الإعلانية التي قام بها الكاتب وحيد حامد، تقول فوزي في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" إنه من حق العاملين بالمستشفى تلقي رواتب، لكن المشكلة كانت في حجم الرواتب التي تم الإعلان عنها، لذلك فالأفضل تقليل الإنفاق الإعلاني والعمل على دعوة رجال الأعمال والشخصيات العامة للتبرع لها.
ترميم سمعة
تطالب فوزي كبار الأطباء في المستشفى بالمساهمة في التبرعات وإعلان ذلك للجمهور، كما تطالب المستشفى بإعلان تفاصيل التبرعات وأوجه إنفاقها بشكل دوري على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، والقيام بأفلام وثائقية لإظهار أوجه الإنفاق، مؤكدة أن "الشفافية دومًا هي الحل".
وفي المقابل، يؤكد بركات أنه يجب على إدارة المستشفى تبني برنامج "ترميم سمعة"، ويعني ذلك إجراء استطلاع رأي علمي لمعرفة سبب تراجع التبرعات، ثم العمل على معالجة الأسباب، ويجب أن تتسم إجراءات المستشفى في هذا الصدد بالشفافية والمصداقية.
كما يقترح بركات أن تستعين المستشفى بشخصيات عامة موثوق بها للمساعدة في حملة تبرعات جديدة، كما يمكنها الاستعانة بقدرات وزارة "الهجرة" في جمع تبرعات من المصريين بالخارج، واللعب على الوتر الديني لدى المصريين من خلال توظيف الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي للحث على التبرع لها.
aXA6IDMuMTQ3LjgyLjI1MiA= جزيرة ام اند امز