تقرير.. تدريب حسام حسن للسنغال بين الحقيقة والخيال
حقيقة تولي حسام حسن المدير الفني لفريق سموحة المصري، تدريب منتخب السنغال وموقف أسود التيرانجا.. تابع التفاصيل
أثار حسام حسن، المدير الفني لفريق سموحة المصري، حالة من الجدل، بعدما أكد أنه تلقى عرضا لتدريب منتخب السنغال في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019، التي تستضيفها مصر منتصف العام الحالي.
حسام حسن يكشف تلقيه عرضا لتدريب منتخب أفريقي
"العميد" السابق للاعبي كرة القدم في العالم أكد في تصريحات، مساء الأربعاء، أنه تلقى عرضا لتدريب المنتخب السنغالي خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه ينتظر موافقة رئيس نادي سموحة على الأمر.
وتستعرض العين الرياضية عبر التقرير التالي بعض الملامح التي قد تبرز حقيقة تلقي المدرب المصري عرضا لتدريب منتخب السنغال خلال الفترة المقبلة..
كيف بدأت الشائعات؟
الشائعات بدأت مع تناول أحد البرامج الرياضية التي لا تصنف ضمن برامج الصف الأول في الإعلام المصري لتواصل الاتحاد السنغالي مع التوأم لتدريب "أسود التيرانجا" في الفترة المقبلة، وهو ما لاقى استحسانه.
حسام حسن أكد الأمر بتصريحاته التي أطلقها مساء الأربعاء، متهما بعض العاملين في المنظومة الرياضية في مصر بمحاولة إفساد الأمر، مؤكدا أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا خلال فترة قريبة للكشف عن هويتهم.
وبعد تصريحات "العميد" تناول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات منسوبة لرئيس الاتحاد السنغالي، يقول فيها إنه تواصل مع مسؤولي الاتحاد المصري لكرة القدم للتعرف على رأيهم في تولي "التوأم" قيادة المنتخب.
التصريحات المزعومة والتي جاءت لشبكة تُدعى "SNL Sports" أكدت أن المسؤول بالاتحاد المصري أبلغه بأن حسام حسن يفتعل المشاكل بشكل دائم، مرشحا له مدرب مصري آخر لتولي تدريب "أسود التيرانجا" في الموسم المقبل.
وبينما سيكون من الطبيعي ألا يكشف رئيس الاتحاد السنغالي عن اتصال ودي دار بينه وبين مسؤول الاتحاد المصري للتعرف عن رأيه، إلا أن ذلك لم يكن وحده ما دحض تلك التصريحات.
بالبحث عن شبكة "SNL" تيبن أنه لا توجد شبكة تحمل هذا الاسم من الأساس، ولكنها شبكة "مفبركة"، اختار صانعها أبرز 3 حروف من اسم السنغال باللغة الإنجليزية "SENEGAL"، وهو ما يقطع بعدم صحة هذا التصريح.
عصر سيسيه الذهبي
يعيش المنتخب السنغالي حقبة ذهبية تحت قيادة مدربه الوطني الحالي آليو سيسيه، الذي تولى مسؤولية الفريق بشكل رسمي عام 2015، بعدما كان مدربا مساعدا للفرنسي آلان جيريس.
سيسيه قاد المنتخب السنغالي للتأهل إلى كأس أمم أفريقيا 2017 بالجابون، ونجح في قيادة المنتخب إلى التأهل للدور ربع النهائي متصدرا مجموعته القوية التي ضمت منتخبات تونس والجزائر وزيمبابوي بلا أي هزيمة.
وودع "أسود التيرانجا" البطولة من الدور ربع النهائي، عقب الهزيمة أمام المنتخب الكاميروني بركلات الترجيح، قبل أن يفوز الأخير باللقب بعد ذلك.
ولكن ذلك لم يوقف مسيرة المنتخب السنغالي الذي تأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا للمرة الثانية في تاريخه، والأولى بعد غياب استمر 16 عاما منذ التأهل إلى مونديال كوريا الجنوبية واليابان.
وفي المونديال نفسه حقق المنتخب السنغالي 4 نقاط في مجموعة نارية ضمت منتخبات كولومبيا وبولندا واليابان، وكان قريبا من التأهل ولكنه ودع البطولة لصالح اليابان التي تأهلت بفارق البطاقات.
وأخيرا تأهل المنتخب السنغالي إلى كأس أمم أفريقيا 2019 بعد احتلال صدارة مجموعته في التصفيات برصيد 16 نقطة، حيث حقق 5 انتصارات وتعادل في مباراة وحيدة، دون أن يتعرض لأي هزيمة.
استقرار سيسيه
بالنظر إلى النتائج المذكورة يكون من الصعب منطقيا أن يفرط المنتخب السنغالي في مدربه الذي حقق معه كل تلك الإنجازات قبل شهرين فقط من انطلاق البطولة الأهم في القارة الأفريقية، والتي يعتبر من أبرز المرشحين لها.
ولكن الشائعات قد تكون ارتكزت على بعض التوترات التي شهدها المنتخب السنغالي في الفترة الأخيرة بسبب تصريحات بعض اللاعبين الذين تم استبعادهم من المعسكر الأخير للمنتخب في مارس/آذار الماضي.
غير أن تلك التصريحات مرت كما يمر غيرها في كل المنتخبات، حتى أن العديد من الصحف السنغالية تتحدث عن استقرار سيسيه على القائمة التي سيخوض بها المنتخب نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019.
حالة الاستقرار تلك والتي تدخل عامها الرابع ترسخت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما أعلن الاتحاد السنغالي تجديد عقد مدربه حتى 2021، ليقود المنتخب في بطولتي كأس أمم أفريقيا 2019 و2021.
وبالتالي فمن الطبيعي أن يبتعد سيسيه عن أي شكوك تحوم حول إقالته من منصبه للتعاقد مع مدير فني جديد خلال الفترة المقبلة.
لماذا حسام حسن؟
وفي حالة التسليم بإمكانية استغناء متخب السنغال عن سيسيه، يتبادر إلى الأذهان سؤال جديد وهو: لماذا حسام حسن؟
ربما كان الأمر سيبدو منطقيا لو كان ذلك قبل عدة أشهر عندما كان "العميد" مديرا فنيا للمصري ونجح في قيادته للتأهل إلى الدور نصف النهائي من الكونفدرالية الأفريقية.
ولكن بعد رحيله عن المصري مر حسام حسن بمراحل هي الأسوأ في مسيرته التدريبية، حيث رحل عن تدريب بيراميدز بعد أقل من 3 أشهر على تولي منصبه، قبل أن يتولى تدريب سموحة الذي خسر معه مبارياته الـ4 الأولى.
المدرب المصري الذي دار بين العديد من الفرق المصرية وتولى تدريب منتخب الأردن أيضا فشل في تحقيق أي لقب حتى الآن رغم بدء مسيرته التدريبية قبل 11 عاما.
لا شك أن ذلك كله لن يكون محفزا للاتحاد السنغالي للتفاوض مع حسام حسن حول تدريب المنتخب، خاصة بالنظر إلى تاريخ "أسود التيرانجا" مع المدربين السابقين.
المنتخب السنغالي اعتمد بشكل دائم على مدربين وطنيين، ولكن في حالة التعاقد مع مدربين أجانب فهو يلجأ فقط إلى المدارس الأوروبية.
في السنوات الـ30 الأخيرة اعتمد المنتخب السنغالي على 10 مدربين، 4 منهم محليون، و6 أجانب جميعهم أوروبيون، منهم 4 فرنسيون، وهو ما يجعل فكرة التعاقد مع مدرب أجنبي وأفريقي في الوقت ذاته لأول مرة غير مستساغة.
aXA6IDMuMTM1LjIwOC4xODkg جزيرة ام اند امز