الحوثي يلوذ بالقاعدة لخلط الأوراق.. تأمين "عدن" يبدأ من "أبين"
بثوب الإرهاب ينشط الحوثيون جنوب اليمن عبر فتح شرايين الحياة لتنظيم القاعدة الإرهابي لعرقلة خطوات مجلس القيادة الرئاسي لإنهاء الانقلاب.
وضربت الهجمات الإرهابية سواء تلك التي تبناها تنظيم القاعدة أو العمليات الغادرة التي استهدفت اغتيال صحفيين وقادة مناهضين للحوثي وتبنتها ضمنيا المليشيات، 6 محافظات لكن غالبيتها تركزت في عدن وأبين وشبوة
وأحدث هذه الهجمات هي تلك التي استهدفت حاجزا لقوات دفاع شبوة ودورية لمحور أبين العسكري ليسقط على أثرها 17 قتيلا وجريحا من الجنود ونفذها تنظيم القاعدة الإرهابي، فيما حملت عملية إرهابية استهدفت اغتيال صحفي في عدن الأسبوع الماضي بصمات الحوثيين.
محاولات جابهها مجلس القيادة الرئاسي، تمثلت في إجراءات قوات العمالقة الجنوبية في أبين كان أبرزها من جمع القادة العسكريين لترتيب الصفوف وتأمين العاصمة عدن انطلاقا من تطهير أبين من تنظيم القاعدة وخلايا الحوثيين.
وقالت قوات العمالقة إن الاجتماع الذي ضم كبار القادة الأمنيين في أبين، أمس الخميس، بحث "تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمختلف الوحدات الأمنية والعسكرية من محور وشرطة أبين والحزام الأمني وقوات العمالقة".
وامتد ذلك إلى دعوة قائد قوات الحزام الأمني في أبين العميد عبداللطيف السيد لشرطة المحافظة للعودة إلى مقارها في أجزاء المحافظة الخاضعة لسيطرته، في المقابل تعهد مدير الأمن بالعمل الحثيث على تطهير مناطق أبين من خلايا الإرهاب والقضاء عليها.
ويغلق ترتيب الأوضاع في أبين التي ظلت على هامش ثقلها لسنوات الأبواب على مليشيات الحوثي التي حاولت مؤخرا زراعة خلايا إرهابية في المحافظة فيما يحاول تنظيم القاعدة البقاء كبؤرة لاستهداف جنوب اليمن.
فبعد نحو 7 أعوام من انحسار عمليات التنظيم الإرهابي جنوبي البلاد واعتماده الهجمات المتباعدة بفضل دور التحالف العربي، شكلت الهجمات المتتالية مؤخرا مبعث قلق على تنامي قدرات التنظيم.
وشهد اليمن هجومين مسلحين للقاعدة، الأربعاء الماضي للمرة الأولى منذ أعوام، استهدفا حاجزا أمنيا ودورية عسكرية بمحافظتي أبين وشبوة، ما أسفر عن مقتل 10 جنود وإصابة 7 آخرين، في مؤشر خطير على تطور إمكانات التنظيم ووفرة العناصر بصفوفه.
لكن ورغم تطور ووحشية هجمات القاعدة، إلا أن خبراء يمنيين اعتبروها تستهدف خلط الأوراق أمام مجلس القيادة الرئاسي الذي يتحرك من أجل تطوير وسائل الردع العسكرية والأمنية بما يضمن مكافحة الإرهاب وإنهاء الانقلاب على رأسها تشكيل لجنة عسكرية وأمنية عليا الشهر الماضي.
عدو واحد
وبحسب القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة سيلان حنش فإن نشاط التنظيمات الإرهابية في المناطق المحررة لا يعطي أي دلالة على وجود حاضنة شعبية وإنما تقف خلفه جهات داخلية وخارجية تحرك وترعى ذلك النشاط لخدمة مصالحها لتمرير مشاريعها التدميرية والمشبوهة.
فداخليا، كما يقول حنش لـ"العين الإخبارية"، هناك من يريد خلط الأوراق لإظهار جنوب اليمن كمنطقة غير آمنة وعرقلة جهود إحلال السلام وضرب محاولات التسويات السلمية، وهو نهج حوثي يشاركهم فيه تنظيم الإخوان بعد أن فقدوا مواقعهم في هرم السلطة الشرعية.
وعن توقيت هذه الهجمات، يوضح المحلل السياسي أنها تتزامن مع بدء مجلس القيادة الرئاسي تشكيل لجان لتصحيح مسار كثير من الأمور المتعلقة بخدمات الناس وتوحيد الجهود لإحلال السلام، وهو ما أزعج تنظيمات الإرهاب ومموليه خارجيا وأجبرها على اللجوء إلى الهجمات الإرهابية الانتقامية.
وأشار حنيش إلى أن المسؤولية التاريخية أمام التحالف العربي والمجلس الرئاسي تتمثل الآن في ضرورة القضاء على العناصر الإرهابية وتطوير القوات، بما فيها القوات الجنوبية الذي سجلت حضورا باكرا في مكافحة الإرهاب تحت قيادة المجلس الانتقالي وقدمت التضحيات في سبيل الأمن.
من جانبه، قال الناشط السياسي في شبوة أحمد الحر إن ثالوث الإرهاب من القاعدة والحوثي والإخوان يشكل جسدا واحدا ويتحرك بتنسيق عال وتحت مسميات عدة.
وأوضح الحر لـ"العين الإخبارية": "إننا في نهاية المطاف أمام عدو واحد ومتلون، متفوق التنسيق، لكن قواتنا عازمة مجددا على هزيمته ودحره وتشتيت قواه".
خلط الأوراق وهجمات شبوة
تنامي قدرات تنظيم القاعدة وتمادي هجماتها وعودة نشاطها لا يعني أنها صارت تتسم بالقوة وإنما ردات فعل مرتبكة يحاول تنظيم القاعدة من خلالها إثبات أنه قادر على تنفيذ عمليات إرهابية، لا سيما في شبوة التي تصاعدت فيها العمليات مؤخرا، وفقا لمتحدث القوات الجنوبية.
وأكد المتحدث العسكري المقدم محمد النقيب لـ"العين الإخبارية"، أن العمليات الإرهابية في المحافظات الجنوبية تستهدف خلط الأوراق وتقف وراءها أطراف بات معروف توظيفها للإرهاب كأداة كالإخوان والحوثيين.
وأشار إلى أن تنظيم الإخوان الإرهابي ومليشيات الحوثي كانا أكثر من تضرر من عملية الانتقال السياسي إلى جانب الخسارة المدوية التي مني بها الانقلابيون في عملية "إعصار الجنوب" في يناير/كانون الثاني الماضي في شبوة تلاه استئناف الحرب على القاعدة بعد تسلم قوة دفاع شبوة تأمين المحافظة.
وتأتي هجمات القاعدة في محافظة شبوة في هذا السياق، كما يفسره النقيب، وهي عمليات تعد بمثابة إقرار من التنظيم الإرهابي بخسارته فترة الأمان التي توفرت له إبان حكم الإخوان للمحافظة.
ودلل المسؤول العسكري على توفير الإخوان بيئات حاضنة للإرهاب خلال فترة سيطرتهم على شبوة منذ 2019 وحتى منتصف 2021، فيما تواصل حاليا الحملات الإعلامية ضد المحافظ عوض الوزير وقوات دفاع شبوة وحتى ألوية العمالقة الجنوبية صاحبة سجل الانتصارات.
وشدد النقيب على ضرورة الإسراع في إخراج القوات العسكرية إلى جبهات القتال ضد مليشيات الحوثي لتحرير المحافظات الشمالية بموجب اتفاق الرياض كون الوقائع أثبتت أنه أينما وجد الإخوان لا سيما تحت غطاء الجيش والأمن وجد الملاذ الآمن والمحفز لنشاط تنظيم القاعدة.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg جزيرة ام اند امز