خبراء يكشفون ما وراء هجوم الحوثي على البارجة الأمريكية؟
"تبييض للمواقف وذر الرماد في العيون".. هكذا عقّب محللون على استمرار مليشيات الحوثي في هجماتها العابرة للبحار ضد المصالح الأمريكية ضمن استثمارها الطويل في القضية الفلسطينية.
يأتي ذلك بعد قيام المليشيات الحوثية بإطلاق سرب من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز تجاه بارجة أمريكية في البحر الأحمر، إثر تهديد زعيم المليشيات بالتدخل في الأحداث الدائرة في غزة.
وقال خبراء، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيات الحوثية أقدمت على الهجوم على البارجة الأمريكية، بإطلاق المسيرات والمقذوفات تجاهها في خطوة تستهدف خلق حيلة "ذر الرماد" على العيون.
وأضافوا أن ما حدث عبارة عن هجوم لتسجيل موقف وتبييض وجوههم أمام الناس في الشارع اليمني، والتخلص من إحراج شعار المليشيات والهتافات التي قتلت بها اليمنيين منذ ظهورها، تحت مبرر العداء لأمريكا وإسرائيل.
دور مرسوم
بالنسبة لرئيس مركز جهود للدراسات في اليمن عبدالستار الشميري فإن هجوم المليشيات الحوثية على البارجة الأمريكية، انطلق بعد أوامر من قبل دولة إقليمية نافذة تعد المحرك الرئيسي للمليشيات.
وأضاف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هذه الدولة الإقليمية لن تدخل في هذه المعركة التي شهدتها المنطقة مؤخرا، وأن ما تريده هو استخدام أذرعها لا سيما في المنطقة العربية، والاستثمار بالدم اليمني واللبناني لتحدث منهما وجودا.
وأشار إلى "الانكفاء الذي حصل عليه الإسلام السياسي، ودخول إيران لتستثمر ما يحصل الآن في غزة".
كما تحاول، وفقا للشميري، "استغلال الانتهاكات وجرائم الحرب بحق الفلسطينيين من قبل إسرائيل في غزة، لكن بالشق الآخر من المعادلة والتي لا يجب أن تغيب عن الشارع العربي المشحون بالعواطف أن إيران فاعلة بهذا الفعل، وأنها تريد أن تستثمر بالشعور العربي العاطفي ضد إسرائيل، لإسقاط عاصمة عربية خامسة وإدخالها في الصراع".
ويرى الشميري أن "الحوثي سوف يستمر بإطلاق بعض الصواريخ والطائرات في إطار الدور المرسوم، وستدخل بعض التنظيمات في الخط مثل القاعدة، وهذه التنظيمات كلها تحمل الفعل والرؤية الواحدة، وبالسلاح والمال الإيراني، كما أحدث حزب الله في جنوب لبنان بعض الشوشرة مع إسرائيل".
تبييض المواقف
من جهته، يؤكد السياسي اليمني خالد سلمان أن رشقة صورايخ ومسيرات الحوثي التي أسقطتها السفينة الأمريكية في البحر الأحمر تعيد رسم ملامح المشهد القادم، وتقدم مادة إعلامية للاستهلاك المحلي، وتبييض مواقف المليشيات الحوثية ومحور الممانعة، وما دون هذا السقف لن يذهب الحوثي بعيداً.
وأضاف أن "الحوثي لن يذهب بعيداً في رشقاته الإعلانية، وأنه سيستثمر سياسياً في حرب غزة، وسيفرض معادلة تفاوضية جديدة في الملفات الداخلية، وسيبتز الإقليم، وستعمل واشنطن على إبقائه ضمن خانة الخطر المؤجل".
وأوضح أن "قواعد اللعبة في اليمن ما زالت تحت السيطرة، ممسوكة جيداً بالقبضة الأمريكية، حيث ممنوع توسيع نطاقات الحرب وتوحيد الساحات، وإن كل تنفيس عن احتقان الشارع بكم صاروخ غير مؤذٍ، تتفهمه واشنطن وتسعى لاحتوائه".
وأشار إلى أن "موقع اليمن قد لا يكون وازناً فيما يخص الحرب في غزة، ولكن خطورته تكمن في موقع اليمن الجيوسياسي، ومحاذاته لمناطق المصالح الدولية من النفط في الجوار والداخل، وحتى الممرات المائية الدولية".
وكانت مليشيات الحوثي ركبت موجة الأحداث الساخنة في المنطقة باكرا خصوصا الحرب الدائرة بين غزة وإسرائيل لخدمة أجندتها ومصالحها المشبوهة، مستغلة عواطف اليمنيين ومشاعرهم تجاه القضية الفلسطينية.
وأطلقت مليشيات الحوثي حملة تعبئة واسعة بما ذلك جبايات أموال بالقوة من التجار بزعم دعم "المقاومة الفلسطينية" قبل أن يطل زعيم المتمردين متوعدا بتوسيع رقعة الحرب على مستوى المنطقة حال تدخلت أمريكا إلى جانب إسرائيل.
aXA6IDE4LjExOS4yNDguMjE0IA==
جزيرة ام اند امز