«أقل من 15 ثانية».. هكذا يتعامل ضباط السفن في البحر الأحمر مع صواريخ الحوثي

"في جزء من الثانية" على ضابط السفن البحرية في البحر الأحمر أن يتعاملوا مع صواريخ الحوثي.

هكذا يواجه ضباط البحرية على متن السفينة "يو إس إس ماسون" في البحر الأحمر التهديد المستمر المتمثل في الصواريخ الباليستية التي يطلقها الحوثيون، والتي تقطع مسافات كبيرة بسرعات غير عادية.

أقل من 15 ثانية

ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في تقرير أعدته شبكة nbcnews" الأمريكية، فإنه أحيانا يكون لدى الضباط الموجودين على متن هذه السفينة الحربية التابعة للبحرية أقل من 15 ثانية لتقييم وإسقاط صاروخ أو طائرة بدون طيار قادمة.

ووصف بن كوزلوفسكي، ضابط نظام القتال على متن سفينة يو إس إس ماسون، للشبكة الأمريكية، هذه الثواني بأنها "ذاكرة عضلية".

يشرح قائد السفينة جاستن سميث: "لدي نحو 10 إلى 15 ثانية من وقت اتخاذ القرار للتأكد من أن لدي القدرة على الدفاع بنجاح عن ماسون، بالإضافة إلى 330 من أفراد الطاقم والبحارة الموجودين على متن السفينة".

مضيفا "أنها بيئة مكثفة للغاية هنا وعالية الوتيرة، لكن البحارة وطاقمي مجهزون تماما ليكونوا قادرين على التعامل مع هذا النشاط العالي والبيئة الديناميكية للغاية هنا".

والمدمرة البحرية هي من بين السفن الحربية المكلّفة بحماية السفن التجارية والعسكرية التي تعبر البحر الأحمر وسط هجمات الحوثيين.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنّ الحوثيون في اليمن أكثر من 40 هجوما بطائرات بدون طيار وصواريخ ضد السفن في الممر المائي الحيوي الذي يفصل بين أفريقيا وآسيا.

وأدت هذه الضربات إلى تعطيل التجارة العالمية وزيادة التوترات في المنطقة، وسط استمرار الحرب في غزة.

أكثر التهديدات "فتكا"

وقال الكابتن ديفيد كولز، الذي يقود عملية "حارس الازدهار"، تحالف من الدول التي تعمل على حماية السفن في البحر الأحمر: "لن أتجول في الأدغال، فهذه بيئة حركية". "لقد تسبب الحوثيون في الكثير من الفوضى هنا".

ولطالما دافعت السفن الحربية البحرية مثل ماسون ضد الطوربيدات والصواريخ السطحية، لكنها تواجه الآن تهديدا جديدا، الصواريخ الباليستية المضادة للسفن.

وهو ما تحدث عنه الأدميرال مارك ميجويز، قائد المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات 2، للشبكة الأمريكية، بقوله "ربما يكون هذا أحد أكثر التهديدات فتكا التي نواجهها يوميا هنا"، "إنها المرة الأولى في التاريخ الحديث، على ما أعتقد أن لدينا جهة غير حكومية تستخدم الصواريخ الباليستية لاستهداف الشحن".

وفي أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، أصاب أحد هذه الصواريخ ناقلة نفط، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها، لكن تم إخماد الحريق ولم تقع إصابات.

وقبل يومين، أطلق الحوثيون صواريخ على سفينتين في البحر الأحمر، ما تسبب في أضرار طفيفة.

وفي الوقت نفسه، يظل الضباط والطاقم على متن السفينة "ماسون" في حال تأهب قصوى، ويجرون التدريبات على مدار ساعات طويلة، من أجل التعامل مع تهديدات الحوثيين، وفق كوزلوفسكي.