إرهاب متصاعد.. 15 هجوما حوثيا ضد السعودية بـ10 أيام
15 هجوما بمسيرات حوثية مفخخة ضد أعيان مدنية سعودية، من بينها 3 استهدفت مطار أبها الدولي، أحبطها تحالف دعم الشرعية باليمن في 10 أيام.
أرقام تكشف عن تصعيد خطير يعكس إصرار المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران على استهداف المنشآت المدنية والمدنيين في السعودية.
رسائل ودلائل
وتؤكد تلك الأرقام أن المليشيات الحوثية لا ترغب في حل سياسي شامل يجمع كافة المكونات اليمنية، بل ترغب في البقاء في المعادلة اليمينية لنهب ثروات البلاد وشن حروب بالوكالة عن إيران في المنطقة وتخريب اليمن.
كما تؤكد تلك الأرقام أيضا أن الحوثيين أساؤوا فهم وتفسير تصريحات الإداراة الأمريكية بشأن تعاملها مع الملف اليمني، وخاصة سعيها لرفع الميلشيا الحوثية من قوائم الإرهاب، واستغلوها ذريعة للتصعيد لتحقيق الأجندة الإيرانية في اليمن.
تصعيد يعد أيضا بمثابة رسالة إيرانية عبر ذراعها الحوثية في اليمن تستهدف خلط الأوراق، والضغط لتحقيق مكاسب لنظام ولاية الفقيه بخصوص الملف النووي الإيراني وغيره من الملفات في العلاقات الإيرانية الأمريكية، على حساب أمن واستقرار المنطقة، بحسب المراقبين.
المراقبون أكدوا أيضا أن تلك الهجمات كشفت الطبيعة الإرهابية للمليشيا الحوثية وعدم قدرتها على التعايش مع أي دعوات سلام.
في المقابل تكشف الأرقام ذاتها، كفاءة الدفاع الجوي السعودي وكفاءة قوات تحالف دعم الشرعية في إحباط تلك الهجمات المتتالية في وقت قصير.
وكما أكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد الركن تركي المالكي، إنه سيتم محاسبة المخططين والمنفذين للاعتداءات الإرهابية بحزم وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
كفاءة عسكرية يعززها قوة الدبلوماسية السعودية وموقفها الواضح بهذا الشأن، والذي عبرت عنه على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي الذي أكد في مقابلة مع "العربية"، الإثنين، أن مليشيا الحوثي منظمة إرهابية "ونتعامل معها على هذا الأساس.
أيضا تفضح تلك الهجمات حقيقة الدور الإيراني التخريبي في الملف اليمني، وكما أوضح التحالف العربي في بيانه اليوم الثلاثاء فإن التصعيد الحوثي باستهداف المدنيين والأعيان المدنية هو من تخطيط قادة مليشيا الحرس الثوري الإيراني في صنعاء.
تصريح يؤكد الدور الإجرامي الذي يقوم به مندوب إيران في صنعاء حسن إيرلو، المدرج في لوائح الإرهاب العالمية مؤخرا، في إدارة أعمال مليشيا الحوثي وعملياتها الإرهابية.
تدخل المجتمع الدولي
كل تلك الرسائل والدلائل تؤكد الحاجة الملحة لتحرك دولي عاجل من المجتمع الدولي لوضع حد لتلك الميلشيات الإرهابية وداعميها الإيرانيين، وتؤكد أنه ما لم تقلم أظافر تلك الميلشيا الإرهابية فإن أهدافها وأخطارها لن ينجو منها أحد في المنطقة والعالم.
وهو ما عبر عنه مندوب المملكة بالأمم المتحدة في جنيف السفير عبد العزيز الواصل، خلال إطلاعه المجتمع الدولي على انتهاكات المليشيات الحوثية الإيرانية.
وحذر "الواصل" خلال اجتماع عقده في مقر بعثة المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة بجنيف، مع سفراء وممثلي بعثات عدد من الدول من بينها أمريكا، الجمعة الماضي، من استمرار النظام الإيراني في دعم المليشيات الإرهابية في المنطقة، داعيًا المجتمع الدولي إلى وقفة جادة أمام تلك الممارسات الإرهابية الغادرة.
كما يتطلب هذا التصعيد- وفق خبراء- مراجعة فورية من أمريكا لخططها في رفع الميلشيات الحوثية من قوائم الإٍرهاب، وإزالة التناقض في سياستها تجاه الملف اليمني، فمن جانب تعلن التزامها بالدفاع عن أمن المملكة، فيما تمضي قدما نحو رفع الميلشيات الحوثية من قوائم الإٍرهاب.
سجل أسود
منذ إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، 5 فبراير/ شباط الجاري، البدء بإجراءات إلغاء قرار تصنيف ميلشيات الحوثي "جماعة إرهابية"، تصاعدت هجمات الميلشيا المدعومة من إيران ضد الأعيان المدنية في السعودية.
وخلال الأيام العشرة الماضية فقط، تم اعتراض وتدمير ما مجموعه 15 طائرة دون طيار مفخخة وصاروخ باليستي، أطلقتها مليشيا الحوثي الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمدة، لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين جنوبي المملكة، بينها 3 طائرات هاجموا مطار أبها الدول ( 10فبراير/ شباط الجاري، و13 من الشهر نفسه، واليوم الثلاثاء).
وكان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أعلن 10فبراير/ شباط الجاري أن المليشيا استهدفت مطار أبها الدولي في السعودية، مؤكدا السيطرة على حريق نشب في طائرة مدنية جراء الاعتداء.
وتبنى الحوثي المدعوم من إيران، هجوم مطار أبها السعودي، فيما اعتبرته الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، جريمة حرب مكتملة الأركان.
وبعدها بنحو 3 أيام أعلن التحالف العربي صباح السبت الماضي، تدمير طائرة مفخخة، أطلقتها مليشيا الحوثي الإرهابية تجاه مطار أبها السعودي.
واليوم الثلاثاء، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، اعتراض وتدمير طائرة مُسيرة مفخخة أطلقتها مليشيات الحوثي باتجاه مطار أبها الدولي، نتج عنه تناثر بعض الشظايا، دون إصابات أو خسائر بسبب عملية الاعتراض.
وقال التحالف العربي، في بيان، إن "التصعيد الحوثي باستهداف المدنيين والأعيان المدنية هو من تخطيط قادة مليشيا الحرس الثوري الإيراني في صنعاء".
كما أن لدى المليشيا إصرارا على استهداف المطارات في السعودية، التي يستخدمها آلاف المواطنين المدنيين والمقيمين يومياً دون أي مراعاة للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية والذي يعطي حماية خاصة للأعيان المدنية.
هذا الإصرار يؤكد عدم صحة الموقف الأمريكي في سعيه لرفع تلك الميلشيا من قوائم الإرهاب.
ويرى خبراء أن استمرار هذه الأعمال العدائية من قبل الانقلابيين تؤكد تورط إيران بدعم الإرهاب الحوثي بقدرات نوعية في تحدٍ واضح وصريح لخرق القرار الأممي (2216) بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، الأمر الذي يستدعي تدخلا دوليا حازما وصارما إزاء استمرار تلك الجرائم.