"الحوثي" تغتال أحلام الشباب.. طالب إعلام ينتحر شنقا بجامعة صنعاء
مشنوقاً على شجرة في جامعة صنعاء، كتب طالب الإعلام اليمني "فيصل المخلافي" الفصل الأخير من معاناته.
أثار خبر انتحار الشاب فيصل فهد دبوان المخلافي، في عامه الدراسي الأول في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، صدمة وحزناً كبيرين لدى المجتمع اليمني عبّر عنهما مئات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد طلاب في كلية الإعلام بجامعة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية العثور على زميلهم "فيصل"، الإثنين، مشنوقاً على إحدى الأشجار خلف كلية الهندسة بالجامعة ذاتها.
وسارعت مليشيا الحوثي إلى إنكار انتساب فيصل لجامعة صنعاء، إلا أن مصدراً مقرباً من أسرة الطالب أكد لـ"العين الإخبارية" انتسابه للجامعة مثبتاً ذلك ببطاقته الأكاديمية.
وأوضح المصدر أن الطالب فيصل الذي ينتمي لأسرة كادحة من محافظة تعز (جنوب) غادر قريته للدراسة في صنعاء وهو يحمل طموحاً جامحاً لكنه صُدِم بالواقع الإعلامي المرير الذي فرضته مليشيا الحوثي.
وأشار إلى أن الطالب فيصل عانى من ظروف معيشية قاسية، وواقع انقلابي أوصد الأبواب أمام أحلامه وأدى به إلى الانتحار، لافتاً إلى أن موته في الجامعة كان رسالة قوية للعالم.
المصدر المقرب من عائلة الطالب ذكر لـ"العين الإخبارية" أن فيصل كان كاتباً ومناهضاً لجرائم مليشيات الحوثي الإرهابية ولم يتحمل المزيد من جرائمها.
ووفقاً للمصدر فإنه حتى اللحظة لم تكلف مليشيات الحوثي طبيباً شرعياً للكشف عن حالته، وتحاول طمس جريمتها بتسريع إجراءات الدفن في خطوات تحمل الكثير من الغموض بشأن حادثة غير مسبوقة في حرم جامعي يمني على الإطلاق.
وترك فيصل رسائل خطية صادمة وعلى صفحة حسابه في فيسبوك، تناقلها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، حيث دون في إحداها: "أتمنى لو أموت الآن.. أريد البقاء مع الله والملائكة هذا العالم لا يناسبني".
القحط والحوثي
وتحدث الإعلامي والناشط السياسي عبدالسلام القيسي المنحدر من بلدة الضحية، عن فيصل وعن "ألف فيصل" تسببت مليشيا الحوثي بموته، وموت آلاف الشباب.
ومثل مئات النشطاء، نعى القيسي في منشور على "فيسبوك" طالعته "العين الإخبارية" رفيق بلدته وصديقه، متهماً مليشيا الحوثي بقتله بعد أن حوّلت صنعاء إلى سجن كبير وزنزانة بلا نهاية.
وقال إن "الوضع المعيشي والسياق القلِق، وتحويل صنعاء إلى مدينة للجوع، وقتل للإبداع، وإنهاء الفضاء الأدبي ومحاصرة الشباب والمبدعين من الكتابة وإغلاق المكتبات ودور الثقافة وإخماد جذوة الفكر تسبب بقتل فيصل، وكل أمثال فيصل".
وكتب القيسي بكلمات مؤثرة قصة مغادرة فيصل لقريته إلى صنعاء متحدياً الأوضاع الصعبة لتحقيق أمنياته "لكنه ينصدم بصنعاء السوداء والمظلمة والمكلحة بالخضرة المزيفة، في زمن القحط والجوع".
ومن وسط الجامعة -يتحدث القيسي- أشهر فيصل موته ضد العالم، كانت الجامعة حلمه الأكبر، وحاول أن يصبح مهندساً فلم تقبله الجامعة، وقرر أن يدرس بكلية الإعلام وانصدم بواقع الإعلام أكثر، ثم غادر كليته وذهب ناحية كلية الهندسة، ومات.