إجلاء طاقم سفينة شحن وتدمير رادارات.. تصعيد حوثي ورد أمريكي
إجلاء طاقم سفينة شحن تسربت إليها المياه، إثر تعرضها لهجوم حوثي في البحر الأحمر، تصعيد من الانقلابيين قوبل برد أمريكي «حاسم».
وأفادت وكالة الأمن البحري البريطانية «يو كي ام تي أو» الجمعة بأنّ وحدة عسكرية أجلت طاقم سفينة شحن تسرّبت إليها المياه في البحر الأحمر بعد تعرّضها لهجوم شنّه الحوثيون.
وقالت الوكالة إنّ السفينة «توتور» التي أصيبت بزورق مسيّر الأربعاء «هُجرت وهي تنجرف» شرق الحديدة، المدينة الواقعة غربي اليمن والتي تضم مرفأ رئيسياً ويسيطر عليها الحوثيون.
ولم توضح الوكالة جنسية القوة العسكرية التي أجلت الطاقم، ولا ما إذا كانت هذه القوة جزءاً من التحالف الدولي الذي شكّلته الولايات المتحدة لضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر.
وفي وقت سابق، تعهّد رئيس الفلبين فرديناند ماركوس مساعدة مواطنيه من البحّارة الموجودين على متن السفينة ونقلهم إلى جيبوتي، بمساعدة وكالة "يو كي ام تي او" التابعة للبحرية البريطانية.
وقال ماركوس في بيان: "إلى البحارة الفلبينيين على متن السفينة توتور التي تعرضت للقصف والذين يجهلون ما ينبغي لهم فعله في هذا الوقت: نبذل ما في وسعنا".
وسفينة الشحن التي ترفع علم ليبيريا وتملكها شركة يونانية كانت أصيبت بزورق مسيّر ثم بـ"مقذوف جوي لم تحدّد ماهيته"، وفق ما أفادت القيادة المركزية للجيش الأمريكي الأربعاء.
رد أمريكي
في المقابل، أعلن الجيش الأمريكي مساء الجمعة أنه "دمر" سبعة رادارات في اليمن تسمح للحوثيين باستهداف سفن.
وقالت القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان إنها دمرت "سبعة رادارات" تسمح للحوثيين باستهداف "سفن وتعريض الملاحة التجارية للخطر".
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية أن الرادارات دمرت خلال الـ24 ساعة الماضية في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وأن زورقين وطائرة دون طيار للمتمردين قد دمرت أيضا خلال تلك الفترة.
وتتكرّر الهجمات التي يشنّها الحوثيون منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، تحت زعم التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تشنّ إسرائيل حرباً ضدّ حركة حماس.
وتبنّى الحوثيون هجوم الأربعاء، مؤكدين أنّهم استخدموا في تنفيذه "زورقاً مسيّراً ومسيّرات جوية وصواريخ باليستية".
ومن بين أبرز الهجمات التي شنّها الحوثيون على الملاحة البحرية، عملية إنزال نفّذوها على السفينة "غالاكسي ليدر" في نوفمبر/تشرين الثاني. ويومها سيطر الحوثيون على ناقلة المركبات واقتادوها مع طاقمها إلى الحديدة حيث حوّلوها إلى معلم سياحي لأغراض دعائية.
وفي مارس/آذار، غرقت في البحر الأحمر سفينة الشحن روبيمار التي كانت محملة بآلاف الأطنان من الأسمدة بعد أن تضرر هيكلها جرّاء هجوم صاروخي حوثي.
تحذيرات أممية
وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرغ حذّر، الخميس، من استئناف الأعمال القتالية في اليمن بعد فترة الهدوء التي شهدتها الأوضاع هناك.
وقال غروندبرغ خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إنّه "إذا واصل الطرفان السير على طريق التصعيد، فالسؤال المطروح ليس ما إذا كانا سيعودان إلى التصعيد في ساحة المعركة، بل متى سيفعلان ذلك".
وإضافة إلى الهجمات على السفن، اعتقل الحوثيون الأسبوع الماضي أكثر من عشرة عاملين في المجال الإنساني تابعين للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، بتهمة أنّهم جزء من "شبكة تجسّس أمريكية-إسرائيلية".
ورفض فولكر تورك، المفوّض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، "المزاعم الفاضحة" وطالب بالإفراج عنهم فوراً.
ودانت أستراليا وكندا والولايات المتحدة ونيوزيلندا والمملكة المتحدة هذه الاعتقالات "بأشد العبارات"، ودعت الجمعة في بيان مشترك إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن هؤلاء العاملين في المجال الإنساني.