الحوثي والقاعدة باليمن..شبكات التهريب في مرمى «درونز» أمريكا

دقائق معدودة، حلّقت فيها 4 طائرات مسيرة أمريكية فوق شخص يمشي مترجلا قبل أن تطلق إحداهن صاروخا موجها، وتمزقه إلى أشلاء.
ووقعت الغارة، مساء الأحد، قرب سوق العبر في المديرية التي تحمل نفس الاسم، وتقع غربي حضرموت (شرقي اليمن)، حيث استطاعت الضربة فصل الرأس فيما مُزق الجسد إلى أشلاء.
وتضاربت الأنباء حول هوية الشخص، إذ اعتقد كثيرون أنه قيادي بالقاعدة ويدعى "أبو البراء الحضرمي"، لكن التنظيم والحسابات المناصرة له لم تعلن عن مقتل أحد أعضائه.
كما أن ملامح وجه المستهدف أظهرت أنه كان يمضغ "القات" عند مصرعه وهو ما يجرمه التنظيم الإرهابي على أعضائه.
فمن يكون الهدف؟
مصدر يمني مسؤول، فضّل عدم الكشف عن هويته، كشف لـ"العين الإخبارية"، أن المستهدف "عضو في شبكة تهريب السلاح السرية التي تغذي مليشيات الحوثي، وتنظيم القاعدة انطلاقا من الشرق".
وهناك مساران بريان لتهريب السلاح في الشرق اليمني، يبدأ الأول من المهرة (بوابة اليمن الشرقية)، ثم وادي حضرموت، وشبوة، إلى البيضاء، فيما المسار الآخر يبدأ من سواحل شبوة إلى البيضاء مباشرة.
وعلى هذه المسارين، تنشط شبكة تهريب بالغة التعقيد والخطورة وتمد بالسلاح على حد سواء مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة، وفيما يبدو- بحسب مصادر أمنية- فإن الضربات الأمريكية الأخيرة في حضرموت، وشبوة، والمناطق المحررة بدأت تطارد خلايا تهريب السلاح.
ضربات مستمرة
بالتزامن، قالت مصادر محلية، إن غارتين استهدفت الأولى بصاروخين سيارتين كانتا على طريق العبر في حضرموت، ما أسفر عن احتراق إحدى السيارتين ومقتل سائقها وتفحم جثته.
بينما تمكنت السيارة الثانية، التي كانت تقل ثلاثة أشخاص، من الفرار باتجاه مفرق محافظة شبوة.
ومساء السبت 12 أبريل/نيسان الجاري، استهدفت طائرة مسيرة أمريكية سيارة قرب معسكر النصر المعروف سابقاً بـ"21"، في محافظة شبوة ما أدى إلى مقتل سائقها على الفور.
وأكد مصدر أمني لـ"العين الإخبارية"، أن المستهدف الذي لقي مصرعه يدعى “أبو ناصر الكربي” ويعد أحد المسؤولين عن عمليات تهريب الأسلحة لصالح تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي.
وبحسب المصدر، فإن الكربي كان ينشط في تهريب السلاح عبر صحراء حضرموت ومأرب وشبوة وحتى البيضاء، حيث المواقع المتداخلة بين تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
ويقول مراقبون إن الضربات الأخيرة والمطاردة المكثفة لخلايا تهريب سلاح الحوثي، تظهر استراتيجية أوسع للولايات المتحدة في ضرب المليشيات في عمق نفوذها إلى جانب خنق خطوط تهريب السلاح.
وتشن الولايات المتحدة منذ 15 مارس/ آذار الماضي عملية جوية واسعة النطاق ضد أهداف ومواقع مليشيات الحوثي في شمال وغربي اليمن.
كما تشارك طائرات مسيرة في مهام أخرى في شرق وجنوب اليمن في اصطياد قادة تنظيم القاعدة ومطاردة خلايا تهريب السلاح.
aXA6IDMuMTYuMS44NyA= جزيرة ام اند امز