العسل لصعدة والجوع للبقية.. الحوثي يمارس العنصرية ضد مسلحيه
تمييز وإقصاء متعدد الدوائر، يحابي الدائرة الأقرب للمعقل، ويرفع يد المحاباة كلما توسعت الدائرة؛ فهي أبجديات مليشيات وليست عقيدة وطن.
هكذا تتصرف مليشيات الحوثي الإرهابية مع دوائر تحركها في اليمن، إذ يستأثر المعقل الأم في صعدة، بمعظم الامتيازات، ليس على مستوى المناصب التي يستحوذ عليها جناح هذه المحافظة، وإنما يشمل ذلك المسلحين كوقود للحرب.
آخر تقليعات زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي هي ممارسة التمييز المناطقي والعنصرية حتى مع من يقاتلون في صفوف جماعته، بل وصل الحال به إلى تفضيل قتلى صعدة (المعقل الرئيسي للانقلاب) على بقية المحافظات.
ويستخدم زعيم مليشيات الحوثي ما يسمى "هيئة الزكاة"، وهي عبارة عن كيان وليد أسسته الجماعة عام 2019، كذراع طولى لممارسة العنصرية على مستوى الفرز السلالي للمواطنين اليمنيين، والمسلحين بصفوفها.
أحدث مظاهر تلك العنصرية هي توزيع إكرامية رمضانية لأسر قتلى المليشيات في صعدة، إلى جانب تقديم العسل للجرحى من ذات المحافظة، فيما يُحرم الآخرون في باقي المحافظات حتى من الإمدادات الغذائية اليومية.
80 دولارا لكل أسرة صعداوية
معلومات حصرية حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادر خاصة، كشفت عن توجيهات أصدرها عبدالملك الحوثي، قضت بصرف ما سماها "إكرامية رمضان" لأسر قتلى المليشيات في محافظة صعدة، وذلك بواقع 50 ألف ريال يمني (نحو 80 دولارا).
وأشارت المعلومات إلى أن زعيم المليشيات الحوثية وجّه قيادة ما يسمى "هيئة الزكاة" بصرف إكرامية لأسر قتلى صعدة، وذلك من مصارف الهيئة دون أن يشمل توجيهه قتلى الحوثيين في المحافظات الأخرى.
وتضمن التوجيه تكليف ما يسمى "مؤسسة رعاية القتلى" فرع محافظة صعدة بصرف المبالغ بشكل مباشر دون المرور عبر شركات الصرافة لعدم تعقيد إجراءات الصرف وذلك من خلال لجان تشكل لكل مديرية.
وتقع صعدة في الجزء الشمالي من اليمن، على الحدود مع المملكة العربية السعودية وتبعد عن صنعاء حوالي 242 كيلومتراً، وتقسم المحافظة إلى 15 مديرية.
ويحصل الجرحى والمسلحون وعائلات قتلى المليشيات الذين ينتمون لمحافظة صعدة على امتيازات مادية دون بقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة الإرهابية.
كذلك تُصرف معونات غذائية بشكل مستمر للمقاتلين الحوثيين الذين ينتمون إلى محافظة صعدة دون غيرهم.
وكان الانقلابيون وزعوا في يناير/كانون الثاني الماضي كميات من العسل لجرحاهم في محافظة صعدة، إذ حصل كل جريح وعددهم 600 على 2 كيلو عسل من هيئة الزكاة تنفيذا لتوجيهات عبدالملك الحوثي.
وتقضي توجيهات الأخير بالاهتمام بجرحى صعدة وتوفير كل احتياجاتهم العلاجية، في حين لم يحصل بقية جرحى المحافظات الأخرى على جرعة دواء، كما تشير معلومات "العين الإخبارية".
مشروعات وهمية
وأمس الثلاثاء، أعلنت ما تسمى "هيئة الزكاة" الحوثية عن تقديم دعم لمقاتلي المليشيات، دون أن تفصح عن دعم أسر قتلى صعدة أو غيرها من المحافظات.
وسردت الهيئة قائمة بمشروعات وهمية تضمنت على حد زعمها توزيع معونات على مرضى الحالات النفسية، ومساعدات الزواج، في خطوة يرى مراقبون أن تبريرا لجبايات جديدة باسم الزكاة التي تنهب مليارات الريالات سنويا لا سيما خلال شهر رمضان.
وزعمت مليشيات الحوثي أنها خصصت من خلال هيئة الزكاة عددا من السلال الغذائية لـ50 ألف أسرة، ما فضح العدد الحقيقي لمسلحيها المنتشرين في الجبهات.
وتستخدم مليشيات الحوثي ما يسمى "هيئة الزكاة" لرعاية أسر مسلحيها لا سيما القتلى والجرحى في محافظة صعدة، فضلا عن تحويل أموال الفقراء والجوعى كوقود لحربها الطائفية.