الأطفال والنساء أبرز الضحايا.. صدمات نفسية تؤرق اليمنيين للعام العاشر
تأثيرات قاسية وصدمات نفسية خلفتها الحرب الحوثية ضد اليمنيين على مدى 10 سنوات، كان الأطفال والنساء أبرز ضحاياها في الاضطرابات النفسية.
ويأتي اليوم العالمي للصحة النفسية في اليمن 2024 والذي يصادف الـ10 من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، وملايين اليمنيين يعانون من آثار نفسية حادة بسبب حرب الحوثيين وما خلفته من ظروف اقتصادية صعبة.
الحرب تفاقم صعوبة المعيشة
وفاقمت حرب المليشيات طيلة السنوات الماضية، صعوبة الحياة المعيشية للمواطنين في مختلف مناطق اليمن، وجعلت أيامهم لا تخلو من اللحظات القاسية، حيث شردت المليشيات ملايين اليمنيين من منازلهم، وتسببت بسقوط آلاف الضحايا بين قتيل ومصاب ومختطف ومخفي قسرا.
كما أدت حرب الحوثيين، لارتفاع معدلات الفقر والبطالة، والتي أثرت على حياة المواطنين الاجتماعية، وفقدان وظائف الآلاف منهم، ونهب مرتبات الموظفين لأكثر من 6 سنوات، وفقدان مصادر الدخل.
التأثيرات النفسية للحرب
تقول الدكتورة أنجيلا المعمري، الأستاذ المساعد في الصحة النفسية بجامعة تعز اليمنية، إن هناك تأثيرات عديدة للحرب الجائرة في اليمن لأكثر من تسع سنوات، على المدنيين، خاصة الذين تعرضوا لأضرار وأحداث ومشاهد مؤلمة فيها.
وتضيف وهي باحثة متخصصة في الصحة النفسية لـ"العين الإخبارية"، أن تلك المشاهد والأحداث وما تبعتها من أضرار في مختلف جوانب الحياة، ينتج عنها ظهور بعض أعراض الاضطرابات النفسية.
وأشارت إلى أن من ضحايا الحرب الذين أصيبوا بالأمراض النفسية، والاكتئاب، منهم من أثرت بهم الحرب بشكل مباشر خاصة الذين عاشوا تحت القصف، ومن قاموا بتغطية القصص لضحايا الحرب وما رافقتها من تبعات نفسية.
وتابعت: "لا نستطيع أن نجزم أي فئة أكثر من الأخرى تأثرت بالحرب نفسيا، إذ يجب الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية، التي تلعب دورا في مستوى الصمود النفسي".
أبرز الضحايا
يؤكد أخصائيون نفسيون أن حرب المليشيات الحوثية في اليمن أثرت كثيراً بالواقع المعيشي والصحي لمختلف فئات المجتمع، خصوصاً النساء والأطفال، حيث أصيب الكثير منهم بأمراض عديدة نتج عنها مضاعفات صحية واضطرابات نفسية.
ويقول الإخصائيون، إن أهم تأثيرات اضطرابات النساء والأطفال النفسية، تتمثل بالفزع الليلي، والمعاناة من القلق النفسي، والاكتئاب، والإصابة بالفوبيا، وظهور بعض الاضطرابات السلوكية، ومشكلات أخرى كالتلعثم في الكلام لدى الأطفال.
وبحسب الإخصائيين، فإن الأشخاص المصابين بالأمراض النفسية والذين يعانون من الصدمات وانفصام الشخصية، هناك بعض المشكلات التي تزيد من معاناتهم، مثل الوصمة الاجتماعية، بالإضافة إلى انعدام المستشفيات المتخصصة في مجال الرعاية الصحية النفسية والعقلية العصبية، ومراكز الدعم والتأهيل النفسي.
ندرة حادة
القطاع الصحي في اليمن يشهد ندرة حادة في عدد الأطباء النفسيين، وحتى ما قبل عام 2020، كان يوجد في البلاد 58 طبيبًا نفسيًّا، ما يعني توافر طبيب نفسي واحد لكل نصف مليون شخص.
وفي تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، قالت إن العديد من المناطق في اليمن تعاني نقصاً حاداً في خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، وذلك بسبب قلة عدد الأخصائيين المدربين والمراكز العلاجية.
وأكدت المنظمة الأممية، أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الصدمات النفسية والإجهاد الناجم عن النزاع المستمر في اليمن نحو 7 ملايين شخص، أي ما يقرب ربع سكان اليمن.
ووفقا للمنظمة، يحتاج جميعهم إلى دعمٍ صحيّ نفسي، مشيرة إلى أنه لا يتمكن سوى 120 ألفاً فقط من الوصول المستمر للخدمات.
ويُقدّر متوسط عدد العاملين الصحيين المتخصّصين في الصحة النفسية (أطباء وممرضون ومعالجون)، بحوالي 300 أي بمعدل متخصّص واحد لكل مئة ألف نسمة.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMy4yNCA=
جزيرة ام اند امز