تجنيد الحوثي لطلاب الجامعات.. رفض قبلي وشعبي بصنعاء
في ظل تصاعد الرفض الشعبي لدعوات التجنيد الحوثية، بدأت مليشيات الحوثي بطرق أبواب الجامعات الأهلية، لتجنيد الطلاب بشكل إجباري.
وشرعت لجان ميدانية لمليشيات الحوثي الإرهابية بتقييد أسماء الطلاب للدفع بهم بشكل إجباري إلى جبهات مأرب بعد بروز رفض شعبي واسع لدعوات "التحشيد"، وهي دعوات حوثية طلبا لمجندين جدد على وقع الخسائر الكبيرة التي تلقتها من قوات العمالقة وبغارات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وبحسب إفادات ومصادر محلية، لـ"العين الإخبارية"، فإن مليشيات الحوثي وضعت الجامعات والكليات الأهلية، إضافة إلى جامعة صنعاء الحكومية ضمن خطتها الطارئة لتجنيد الطلاب بشكل إجباري والدفع بهم إلى جبهات القتال.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان شيوخ قبائل رفضهم دعوات مليشيات الحوثي بتحشيد مقاتلين جدد إلى الجبهات، ما يؤكد توسع دائرة الرفض الشعبي الواسع لوكلاء إيران في اليمن.
وتحدى شيوخ القبائل أوامر قادة ومشرفي مليشيات الحوثي في مناطق "بني مطر، والحيمة" الواقعتان غرب العاصمة المختطفة صنعاء.
وأوضحت مصادر محلية لـ "العين الإخبارية"، أن نقاشا حادا دار بين شيوخ القبائل، وقيادات حوثية في مناطق "الحيمة" حول ضرورة الدفع بعناصر إضافية إلى جبهات القتال، لكن تلك الدعوات قوبلت برفض قاطع، وسط توعد قاعدة المليشيات لشيوخ القبائل بالعقاب.
وتشهد مأرب معارك طاحنة تتصدرها ألوية العمالقة في مديرية حريب وألوية اليمن السعيد في مديرية الجوبة فيما تواصل مقاتلات التحالف حصد رؤوس الإجرام الحوثية بحصيلة يومية من الضربات القاصمة.
الخسائر الهائلة
يعود الرفض القبلي والطلابي لحملات التجنيد الحوثية إلى الخسائر البشرية الهائلة التي منيت بها المليشيات مؤخرا، ما دفع شيوخ القبائل للإحجام عن تلبية تلك الدعوات بعد أن خسرت مناطقهم مئات القتلى.
وبحسب محللين، فإن أبناء القبائل أدركوا الخداع التي تمارسها مليشيات الحوثي بحقهم، إذ تقوم بإقناعهم بدفعهم أبناءهم إلى جبهات القتال، في حين لا يكون من بينهم أبناء قادة ومشرفي المليشيات.
ويرى أحد المعلمين في تلك المناطق في حديثه مع "العين الإخبارية"، أن التحدي الذي يبديه رجال القبائل يعد تطورا لجهة الرفض الشعبي لمليشيات الحوثي، بعد أن كانوا يتحاشون إغضاب المليشيات، خشية تعرضهم للاغتيال، أو تحويل مناطقهم إلى ساحات صراع.
ووفقا للمعلم الذي يرفض كشف هويته، أن الانهيارات التي تعيشها مليشيات الحوثي، وتراخي القبضة الأمنية مع التصدع القائم في هرم مليشيات الحوثي شجع كثيرا شيوخ القبائل على رفض الدعوات الحوثية التي هي في الواقع دعوات للموت.
ثمن باهظ
دفعت القبائل شمال اليمن ثمنا باهظ جراء الانقلاب الحوثي على السلطة منذ 21 سبتمبر 2014، إذ ألزمت المليشيات رجال القبائل، بإسناد معاركها العبثية بالمقاتلين.
وتحت الإغراءات المالية فضلا عن الدعاية الإيرانية الكاذبة التي تروجها المليشيات وقع الآلاف من أبناء القبائل ذوي الثقافة المتدنية في مصيدة التجنيد وعادوا إلى أسرهم في توابيت الموت.
لكن الخسائر البشرية كانت ثقيلة، إذ دفعت بعض المناطق ثمنا كبيرا إلى حد أن منطقة صغيرة كـ "بني حشيش" قتل منها أكثر من 3 آلاف قتيل، فضلا عن ضعفي هذا الرقم من الجرحى، البعض منهم تحول إلى معاق.
وعلق القيادي السابق في مليشيات الحوثي، علي البخيتي، على حجم الخسائر البشرية لتلك المنطقة الواقعة شمال شرق صنعاء، قائلا إن "بني حشيش" ذهب أكثر شبابها للقتال في جبهات الحوثي، ولم يعد منهم أحد.
وأضاف في تدوينه على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رصدتها "العين الإخبارية" "باتت المنطقة بلا شباب، وأن من فيها اليوم هم قلة قليلة من كبار السن والنساء والأطفال والشباب الذين رفضوا الانخراط في مشروع "عبدالملك الحوثي" التدميري لهم ولليمن".
aXA6IDMuMTI5LjY3LjI0OCA=
جزيرة ام اند امز