خبراء: تجنيد الأطفال.. استراتيجية حوثية على النهج الإيراني
خبيران في الشأن اليمني أكدا أن الانقلابيين الحوثيين يستغلون الأطفال في غرس قيمهم وعقائدهم بما يضمن مصالحهم واستمرار أيديولوجيتهم
منذ انقلاب ميليشيات الحوثيين والمخلوع علي عبد صالح على الشرعية اليمنية في 2014، والتحالف الانقلابي يمارس انتهاكات تخالف القانون الدولي؛ مثل قتل المدنيين، واختطاف الأطفال وتجنيدهم، إما من خلال الرشاوي المالية أو قسرا.
وتزايدت التقارير الحقوقية الدولية المنددة بانتهاكات الميليشيات الانقلابية ضد الأطفال من قتل واختطاف واحتجاز، فضلا عن التجنيد القسري، مستغلين براءة الأطفال في تحقيق مكاسب سياسية.
وعن المبرر من وراء تجنيد الانقلابيين للأطفال خاصة، قال خبيران في الشأن اليمني، لبوابة "العين" الإخبارية إن الانقلابيين يستغلون براءة الطفولة وسطحية معلومات الأطفال في غرس قيمهم وعقائدهم بما يضمن مصالحهم واستمرار أيديولوجيتهم مع ذلك الجيل الصاعد.
على النهج الإيراني
محمود غريب، الباحث في الشأن اليمني، قال إن الانقلابيين يركزون على عامل العاطفة؛ فهم يجندون الأطفال منذ الصغر على مفاهيم خاطئة سياسيا ودينيا واجتماعيا.
وأوضح غريب أن الميليشيات الحوثية، في تركيز تجنيدها على الأطفال، تسير على النهج الإيراني والجماعات الموالية لطهران بتجنيد الأطفال على نهج عقائدي ديني لكسب ولائهم الدائم بإغرائهم من خلال مفاهيم "الجهاد الديني وما ينتج عنه من الفوز بالجنة".
ورجح أن يكون الدافع من وراء تجنيد الحوثيين للنساء وأيضا الأطفال، هو الدعاية بأن المجتمع اليمني مرحب بالحكم الانقلابي.
وبدأ الحوثيون تنفيذ حملة تجنيد إجبارية للأطفال في محافظة المحويت، شمال اليمن. وتداولت وسائل إعلام قول مصادر محلية، إن قيادة الميليشيا الانقلابية في المحافظة طلبت من مديرية جبل المحويت والعديد من المديريات دعم جبهاتها بـ170 مقاتلاً كتجنيد إجباري، وأن الميليشيا فرضت على قيادات السلطة المحلية بالمديريات جمع مثل هذا العدد من المقاتلين بالقوة.
وتفيد تقارير ميدانية أن هناك عجزا كبيرا في أعداد مقاتلي الانقلابيين، بعد مقتل الآلاف منهم في الجبهات، وفرار الغالبية منهم، ما دفعها للجوء للتجنيد الإجباري.
جيل جديد للإسلام السياسي
من جانبه، قال محمود الطاهر، الباحث السياسي اليمني، إن الميليشيات الانقلابية تُجند الأطفال لعدة أسباب: أولها قلة معرفة الأطفال وعدم قدرتهم على التمييز بين الصواب والخطأ خاصة ما إذا تعلق الأمر بالسياسة.
والسبب الثاني، بحسب الطاهر، هو الرغبة الحوثية في تأسيس جيل للإسلام السياسي يستطيعون من خلالهم تثبيت أركان حكمهم في المستقبل.
واعتبر الطاهر أن السبب الثالث لتجنيد الأطفال من قبل الحوثيين هو محاولة الاستفادة من الطبيعة اليمنية، التي تعتمد على التدريب على حمل السلاح منذ الصغر، وتعبئة الأطفال دينيا بصورة خاطئة لإغرائهم بشرعية ما يقومون به من خلال "غسيل مخ للأطفال".
وحتى نهاية العام الماضي، سجلت المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية انتهاكات الانقلابيين ضد أطفال اليمن بنزوح أكثر من مليون طفل، وتعرض 1.3 مليون آخرين لسوء التغذية، فضلا عن مقتل 914 واختطاف 297 وتجنيد حوالي 10 آلاف.
وألقت المنظمات الدولية الضوء على اعتماد الميليشيات على الأطفال كمكون رئيسي لقوتهم العسكرية، حيث قدرت منظمة الأمم المتحدة نسبة الأطفال الجنود بثلث المقاتلين في اليمن ممن هم دون الثامنة عشرة، وأوضحت أن 72% من أصل 762 حالة تجنيد أطفال ثابتة قام بها الانقلابيون الحوثيون.
وفي السياق ذاته، رصدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حالات عديدة لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات الذين كانوا مسلحين وملتزمين بالزي العسكري للميليشيات، ويقومون بمراقبة نقاط التفتيش التابعة لتحالف "الحوثي- صالح".
aXA6IDE4LjIyMS44LjEyNiA= جزيرة ام اند امز