حرب السفن الحوثية تُحاصر اليمنيين.. مخاوف من ضرب إمدادات الغذاء
لم يُخف التاجر عبدالرحمن القرشي مخاوفه من تداعيات هجمات الحوثي على سفن الشحن بالبحر الأحمر، خاصة أن هذه التداعيات ستؤثر على تجارته.
القرشي يمتلك تجارة واسعة في مجال المفروشات في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، كما أن لديه محال كبيرة في مناطق مختلفة من البلاد، ويستورد معظم بضائعه عبر ميناء الحديدة المطلة على البحر الأحمر (غربا).
ويقول القرشي لـ”العين الإخبارية”: إنه كغيره من التجار في مختلف مدن اليمن، باتت هجمات الحوثيين تؤرقهم كونها تطول تجارتهم، معتبراً أن توقف الملاحة والنقل البحري التجاري عبر البحر الأحمر نتيجة هذه الهجمات سيُلقي بظلاله على الأنشطة التجارية في كافة أصقاع البلاد.
ما تطرق إليه التاجر القرشي شاركه فيه العديد من تجار ومستوردي مختلف أنواع البضائع عبر الموانئ اليمنية، بعد أن بدأت شركات النقل التجاري البحري بإيقاف خطوطها الملاحية في البحر الأحمر، أو في أحسن الأحوال مضاعفة تكاليف التأمين البحري على السفن المارة عبر المياه اليمنية.
تهديد سلاسل الإمداد
تأثيرات الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، تعدّت التداعيات السياسية التي تحاول المليشيات بثها هنا أو هناك لقوى دولية وإقليمية بعينها، وباتت تمس المواطن اليمني بشكل مباشر، من خلال تهديد سلاسل الإمداد الغذائي.
وهذا ما أكده خبراء الاقتصاد اليمنيين، لـ”العين الإخبارية”، بشأن مدى التأثير الكبير للهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر، وبالتالي انعكاسها المباشر على معيشة وحياة المواطن اليمني.
تراجع لافت
الخبير في شؤون الاقتصاد ورئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، يرى أن الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر قد أثرت بصورة مباشرة إلى سلسلة الإمداد الغذائي في اليمن.
ويؤكد نصر لـ"العين الإخبارية"، أن عدد السفن المارة عبر مضيق باب المندب تراجع بصورة لافتة، كما زادت أسعار الشحن بنسبة 100%.
وكشف نصر عن ارتفاع سعر الحاوية 40 قدما القادمة من موانئ جنوب الصين إلى عدن من 3500 دولار أمريكي إلى 7000 دولار، في حين تجاوز سعر شحن الحاوية إلى ميناء الحديدة 9000 دولار مقارنة بـ5000 دولار في السابق.
وأضاف الخبير الاقتصادي اليمني أن نشاط الناقلات عبر مضيق باب المندب شهد خلال الأسبوع الماضي تراجعا بصورة كبيرة، حيث عبرت البحر الأحمر 30 ناقلة فقط.
وقال: يمثل ذلك تراجعاً بأكثر من 40% إذا ما قورنت بالحركة في الأسابيع الماضية، وهذا يظهر حجم التأثير على سلاسل الإمداد عالمياً ومحلياً.
عزوف شركات الشحن
من جهته، يعتقد أستاذ الاقتصاد بجامعة عدن، الدكتور سامي محمد قاسم نعمان، أن أسعار التأمين البحري ارتفعت بالفعل من 100: 200 %، وهو ما سينعكس على أسعار السلع المستوردة والتي تمثل 90% من حجم احتياجات اليمنيين.
وأشار الدكتور سامي نعمان إلى أن التأثير يتركز خصوصا في ميناءي الحديدة والمخا، في حين سيكون التأثير أقل في ميناء عدن وأقل بكثير في ميناءي المكلا ونشطون البعيدين نسبيا عن البحر الأحمر.
وأضاف أن "الأسواق اليمنية ستشهد شحا في بعض السلع؛ نتيجة عزوف شركات الشحن عن العمل في هذه الموانئ بسبب المخاطر وصعوبة وصول الكثير من السلع المستوردة إلى هذه الموانئ، وبالتالي نقص في العرض وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع آخر في الأسعار التي لم يكتوي بنيرانها سوى المواطنين البسطاء".
ومنذ الشهر الماضي، هاجمت مليشيات الحوثي سفنا تجارية تبحر في البحر الأحمر ردا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، ما دفع كبرى شركات الشحن إلى تغيير مساراتها عن المرور في الخط الملاحي عبر باب المندب.