اغتيل في الملعب.. من هو ناصر الريمي ضحية الإرهاب الحوثي باليمن؟

لم يكن اللاعب اليمني ناصر الريمي، يعلم أن إصابات الملاعب تأتي من مكان آخر غير أقدام الخصوم،حيث إنه راح ضحية غدر الإرهاب الحوثي.

ناصر قايك الريمي، لاعب سابق في نادي الطليعة، أحد أعرق أندية كرة القدم في مدينة تعز اليمنية، اعتزل كرة القدم قبل نحو عقدين، لكن شغفه بالمستديرة والمربعات الخضراء رفض المغادرة.

ومنذ سنوات، بدأ الريمي بنقل خبرته الكروية للبراعم الصغار، ابتداء من أولاده ورفاقهم في الجحملية، الحي الذي يقطنه منذ الصغر، وتهاجمه مليشيا الحوثي الإرهابية بمئات القذائف والهجمات الدامية خلال العام الجاري 2020.

• الإرهاب الحوثي يستهدف ملعبا في تعز.. ومقتل لاعب كرة ونجله

وقال مقربون من الراحل لـ"العين الإخبارية"، إن الريمي الذي يطلقون عليه بـ"أبو الكباتن"، يحرص على اصطحاب الأشبال معه إلى ملعب أهلي تعز التدريبي، بعد إجبار المليشيا الحوثية السلطات على إغلاق ملعب الشهداء، كونه أقرب للهجمات الحوثية.

ولأن القاموس الإرهابي لمليشيا الحوثي يقوم على الأفكار الطائفية والقتل والزج بالأطفال إلى جبهات الموت، فإن المليشيا وجهت قذائفها إلى ملعب أهلي تعز، حيث ينظر الصغار للحياة من زاوية مختلفة لا يشاهدها زعماء الانقلاب الحوثي، ويعملون على استعراض مهاراتهم الكروية.

تحوّل جسد الريمي إلى أشلاء، فيما تعرض نجله عمران (12 عاما) العاشق لقميص ريال مدريد الإسباني، لإصابات بالغة في الرأس، فارق إثرها الحياة على الفور، وفقا لمصادر حقوقية.

لم تقتصر حصيلة الحصة التدريبية عند هذه الخسارة الفادحة، فالطفلان الشقيقان كرم شوقى (10 سنوات) ورمزي شوقي (7 سنوات) اللذان حرصا على ممارسة كرة القدم في يوم إجازة دراسية، في حالة حرجة جراء شظايا قذائف الإرهاب الحوثي.

ملعب النادي الأهلى لم يكن هو الوحيد الذي تعرض للقصف الحوثي، حيث سقطت عدة قذائف في فناء مدرسة الثلايا وملعب الشهداء، غير أن غياب أي مدنيين هناك بالتزامن مع الإجازة الدراسية، قلل من حصيلة خسائر الإرهاب الحوثي المستمر على مدينة تعز.

ونفذت مليشيا الحوثي، منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، 6 هجمات دامية على مناطق مأهولة بالسكان في مدينة تعز، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 50 مدنيا وفقا لتقارير حقوقية.

وقالت إشراق المقطري، عضوة اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، إن الإرهاب الحوثي جعل كل مكان في مدينة تعز غير آمن للناس، وليس هناك وقت محدد للموت.

وذكرت الحقوقية اليمنية في تغريدة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن النساء والأطفال في مدينة تعز ليسوا في مأمن طالما ظلت الدبابات الحوثية تعتلي جبالها الطاهرة في سوفتيل والحوبان والسلال بكل إصرار وتعمد لتحصد أرواح كانت تصنع الحياة في أرجائها.

وقوبلت الجريمة الإرهابية الحوثية بتنديد واسع من قبل السلطات الرسمية والمدنية، حيث أشارت وزارة حقوق الإنسان بالحكومة الشرعية إلى أن الاستهداف الهمجي يأتي ضمن قائمة طويلة من الاستهداف الممنهج لمليشيا الحوثية ضد المدنيين بمحافظة تعز مخلفاً سقوط العشرات من الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته وكالة "سبأ" الرسمية، إن استهداف مليشيا الحوثي للمدنيين والمؤسسات المدنية، تصعيد خطير، ويمثل انتهاكاً سافراً لقواعد القانون الدولي الإنساني.

وفيما أكدت أن العمل الإرهابي الحوثي يقوض جهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، طالبت الوزارة المجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى اليمن ومجلس الأمن والمنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان، بتوثيق هذه الجرائم والتدخل العاجل لوقف جرائم مليشيا الحوثي.

وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، استهجن هو الآخر الجريمة الإرهابية الحوثية بقصف ملعب أكاديمية النادي الأهلي بتعز، ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة، للعمل على تصنيف مليشيا الحوثي "جماعة إرهابية" وفرض العقوبات على قياداتها وضمان عدم إفلاتها من العقاب.

مكتب الشباب والرياضة في مدينة تعز، اعتبر القصف الهمجي لمنشأة رياضية لا يتواجد فيها سوى عشاق الكرة من جميع الفئات العمرية بأنها "جريمة شنعاء" وانتهاك صارخ لكافة القوانين.

وأشار المكتب في بيان، وصل "العين الإخبارية"، إلى أن العمل الإجرامي الجبان، هو استمرار لنهج المليشيا الحوثية في استهداف المنشآت الرياضية الذي ابتدأ مطلع الحرب قبل 6 سنوات.

وأكد البيان، أن ما ارتكبته مليشيا الحوثي يرقى إلى جرائم الحرب، كون المواثيق الدولية أكدت حماية المدنيين والأطفال والمنشآت المدنية، وطالب بفتح تحقيق عاجل في التصعيد الإجرامي الخطير الذي يستهدف الحياة العامة.

وندد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (غير حكومي)، بالجريمة الحوثية، وشدد على ضرورة ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب وقيام المجتمع الدولي بدوره تجاه استمرار مسلسل القتل والحصار لمدينة تعز.

وذكر المركز الحقوقي، أن مليشيا الحوثي تتعمد قصف المنشآت المدنية المختلفة وأحدثها ما تم صباح السبت من قصف مدفعي عمدي لملعب الشهداء والنادي الأهلي بتعز.