إرهاب الحوثي يتصاعد.. قتل وإحراق للممتلكات وتهجير قسري
صعدت مليشيا الحوثي اعتداءاتها بحق المدنيين بالتزامن مع جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن البلد، وذلك خلال سلسلة هجمات طالت 4 مدن محررة.
وأسفرت قذائف وصواريخ أطلقتها المليشيات الانقلابية، واستهدفت مدن الحديدة وتعز ومأرب والضالع، عن مقتل وإصابة نحو 20 مدنيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب حصيلة تتبعتها "العين الإخبارية" لجرائم الحوثيين خلال 24 ساعة.
ولم تمض ساعات عن الإدانات الدولية خلال جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن، للعنف الحوثي، لترتكب آلة إجرام المليشيات واحدة من أبشع جرائمها بحق أسرة كاملة في أعقاب قصف المنازل بالمدفعية الثقيلة في محافظة الحديدة، غربي البلاد.
وقالت القوات المشتركة بالساحل الغربي لليمن في بيان، وصلت "العين الإخبارية" نسخة منه، إن هجوما مدفعيا للمليشيات الحوثية استهدف حيا سكنيا في مدينة "حيس" بريف الحديدة الجنوبي خلّف مجزرة دموية بحق أسرة غالبيتهم من الأطفال.
ووفقا للبيان، فقد ضربت قذائف مدفعية أطلقها الحوثيون منازل المواطنين في مدينة حيس، كان أحدها مسكنا لأسرة "وهيب عبده رضوان (35 عاماً)".
وبحسب البيان، فقد سقط 6 جرحى من الأسرة، وهم الأب وزوجته و2 من أطفاله وطفلان من أقاربه، وتتراوح أعمار الـ4 أطفال بين 5 أعوام إلى 12 عاما.
ونشر مسؤول حكومي صورة مؤلمة لقدم طفلة تدعى "نجاة" لم تنج من هجوم الحوثيين، وهي إحدى الضحايا، وتسببت شظايا المقذوفات ببتر قدمها.
وعلق رئيس الوفد الحكومي في لجنة الحديدة بالأمم المتحدة، اللواء ركن محمد عيضة، بتدوينة على موقع "تويتر"، "قبل أن ينتهي المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث من إحاطته، الثلاثاء، أمام مجلس الأمن كانت قذائف الحوثيين تفتك بالأطفال الأبرياء".
وأضاف مرفقا صورة "نجاة" أنها "كانت ضحية قذائف المدفعية التي أطلقتها المليشيا الحوثية على الأبرياء في "حيس" لتصيب أسرة كاملة، لتضاف جريمة جديدة إلى سلسلة جرائم المليشيات البشعة بحق المدنيين".
في ذات السياق، قالت مصادر محلية لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيات الحوثية لجأت لقصف القرى السكنية في عزلة "بلاد الوافي" شمالي مديرية جبل حبشي وسط محافظة تعز، جنوبي والبلاد، لتعويض انهياراتها العسكرية وخسائرها في الجبهات.
وخلفت القذائف التي استهدفت عدة قرى في البلدة نحو 4 مدنيين قتلى وجرحى، مبينا أن شابا عشرينيا قتل وأصيب طفلان وامرأة آخران، غالبيتهم من قرية "دبدب" في ذات البلدة، وفقا لذات المصادر.
إلى ذلك، ارتفع ضحايا الهجوم الصاروخي على مدينة مأرب إلى 10 مدنيين بينهم مهاجر أفريقي، عقب سقوط الصاروخ في حي سكني لحظة تقديم المبعوث الأممي إحاطته لمجلس الأمن الدولي.
وأوضح مصدر حقوقي لـ"العين الإخبارية"، أن مدنيين قتلا وأصيب 8 آخرون، بينهم مهاجر أفريقي، في شظايا هجوم صاروخي باليستي أطلقته مليشيات الحوثي على الأحياء السكنية الشرقية في مدينة مأرب، شرقي البلاد.
وتقول تقارير حقوقية إن القصف الصاروخي والمدفعي الحوثي على أحياء وقرى وتجمعات النازحين في مأرب قتل وأصاب أكثر من 918 مدنياً بينهم نساء وأطفال، عقب أكثر من عام من بدء التصعيد، لكنه دخل الشهر الماضي أعلى ذروة عنفه في خطر محدق دفع عدة دول والأمم المتحدة لتحميل المليشيا مسؤولية استمرار الأزمة الإنسانية.
إرهاب متعمد
في الصدد ذاته، بث محور الضالع العسكري فيدو يوثق قيام مليشيا الحوثي بإحراق مزارع المواطنين وتهجير قسري للنساء والأطفال من المنازل.
ويفضح الفيديو الذي صوره جنود الاستطلاع في الخطوط المتقدمة للمحور العسكري في القوات الجنوبية جرائم مليشيات الحوثي في الأرياف الشمالية من مدينة "الفاخر" وأخرى في بلدات "بيت الشرجي" و"صبيرة" و"الحمام" شمالي المحافظة، جنوبي البلاد.
ويقدم التسجيل المصور، الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أدلة دامغة على انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب، وتظهر قيام مليشيات الحوثي بإحراق عدة مزارع للمواطنين في القرى المتاخمة لخطوط النار.
وأحرقت المليشيات أيضا أكثر من 14 أنبوبا لضخ المياه من الآبار الجوفية في جرائم لحرمان جماعي للسكان المياه وحملهم على مغادرة منازلهم.
وقال بيان صحفي، وصلت "العين الإخبارية" نسخة منه، إن مليشيا الحوثي لم تكتف بتلك الجرائم بل عمدت لنهب منازل سكنية، بينهم منزل أحد قادة المقاومة الجنوبية الشيخ "شائف ناجي سِنان".
وأضاف، أن وحدات الاستطلاع في محور الضالع لجأت لتوثيق أعمال المليشيات الحوثية في مسعى لإطلاع الرأي العام على مدى توحش الإرهاب الحوثي، مؤكدا أن التسجيلات المرئية تظهر عناصر مليشيات الحوثي وهم يقومون بتهجير النساء والأطفال والأسر من المنازل والتمركز فيها وتحويلها إلى ثكنة عسكرية.
وتقطن هذه الأسر في مناطق بعيدة عن مرمى النيران وعن دائرة المواجهات وتقع تحت سيطرة المليشيات الحوثية جنوبي مرتفعات "العود"، وهي سلسلة جبلية تقع على حدود محافظتي الضالع وإب وتقع هذه الأخيرة وسط اليمن، طبقا للبيان.
aXA6IDE4LjIxNi43MC4yMDUg جزيرة ام اند امز