69 انتهاكا حوثيا بتعز اليمنية.. قتل وحصار ودروع بشرية
تتفاقم المأساة الإنسانية يوم بعد آخر في تعز اليمنية الواقعة تحت حصار حوثي مشدد منذ 7 أعوام وسط جرائم يومية ترتكبها المليشيات الانقلابية.
ويعد أبرز ملامح الحصار الحوثي هو قطع كل شرايين الحياة عدا شريان وحيد يعرف بـ"هيجة العبد" ويصل إلى عدن، وهو ممر متهالك عبر منحدرات جبلية سحيقة، جعل "مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان باليمن" يدق ناقوس الخطر بشأن خطورته.
وأصدر المركز الحقوقي تقريرا بعنوان "هيجة العبد..من شريان للحياة إلى طريق للموت"، وحصلت "العين الإخبارية" نسخة منه، يوثق 69 انتهاكا حوثيا طال المدنيين في محافظة تعز خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقال التقرير إن "هيجة العبد" أصبح مؤخرا أحد نوافذ الموت المجاني بسبب انتهاء صلاحيته وكثرة الحوادث فيه، عارضا العديد من الحوادث التي تسببت بمصرع 4 أطفال وامرأة في الممر الذي عبر منه المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندبرغ، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بغية الاطلاع عن قرب عن تداعيات حصار الحوثي لتعز.
وسجل التقرير في ذات الفترة مقتل وإصابة 19 مدنيا بنيران الحوثيين، حيث قتل 7 مدنيين بينهم امرأة وأصيب 12 آخرون بينهم طفلان وامرأة أصيبت برصاص قناص تابع للمليشيات الانقلابية.
وأشار إلى ارتكاب مليشيا الحوثي مجزرة دموية بقصفها بقذيفة "هاون" بلدة "الأشعب" بمديرية جبل حبشي (غرب تعز) ما أدى لمقتل 3 مدنيين وأصيب 2 آخران بينهما طفل.
كما وثق التقرير 3 عمليات نزوح جماعية للعديد من الأسر حدثت إثر القصف المكثف والمباشر لمليشيات الحوثي على القرى والأحياء السكنية في تعز.
ورصد التقرير 44 حالة تضرر لممتلكات عامة وخاصة، 42 منها حالات انتهاك لأملاك خاصة، حيث تضررت 8 منازل بشكل كلي و18 منزلا بشكل جزئي إثر القصف من قبل مليشيات الحوثي.
كما فجرت مليشيات الحوثي 5 منازل منها منزلان وثقت "العين الإخبارية" في وقت سابق، عملية تفجيرهما في بلدة الشقب إلى الجهة الشرقية الجنوبية من تعز.
مقبنة مسرح للجرائم
في أحدث الجرائم الحوثية، حولت المليشيات من القرى السكنية في مديرية مقبنة غربي تعز إلى دروع بشرية، وتقوم بمساومة الأهالي على ترك منازلهم للتمترس فيها.
وبحسب منظمة "ميون" لحقوق الإنسان والتنمية، غير الحكومية، فإن مليشيا الحوثي نصبت الآليات بجوار منازل المواطنين وفي المدارس في قرى "البيرية" و"المضروبة" و"الكريف" و"حاضية العليا" وقامت بمساومة السكان على النزوح أو تحويل منازلهم ثكنات عسكرية.
كما اختطفت العديد من المدنيين من قرى "جورانة" و"الكريفات" و"نفناف" و"ضمين" وتستخدم مدرستي "النصر" و"نفناف" لأغراض عسكرية، بحسب بيان للمنظمة عن المديرية التي تشهد معارك طاحنة منذ نحو شهر.
وأشارت إلى تواجد عشرات النازحين في منطقة "برح الخبازة" بمقبنة بلا مأوى ولا غذاء فيما توزع آخرون على عدد من القرى في مختلف أنحاء المديرية بحثاً عن الأمان وهربا من بطش مليشيات الحوثي.
المنظمة دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بسرعة الضغط على مليشيات الحوثي لتحييد المدنيين وقراهم السكنية وعدم استغلال المدارس عسكريا وأن تعريض المدنيين للخطر يعد مخالفا لكافة القوانين والمواثيق الدولية.
سجل الإجرام
وكان مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان باليمن، منظمة غير حكومية، وثق ارتكاب مليشيات الحوثي خلال أكتوبر/تشرين الأول وسبتمبر/أيلول الماضيين أكثر من 143 انتهاكا بينها مجازر جماعية إثر القصف المباشر لتجمعات المدنيين.
وسقط خلال الشهرين أكثر من 29 مدنيا قتلى ونحو 39 آخرين بجروح متفاوتة، معظمهم من النساء والأطفال وذلك إثر الاستهداف المباشرة بقذائف المليشيات المدفعية والألغام والعبوات الناسفة، بحسب التقارير الشهرية المنظمة الحقوقية.
وشهدت محافظة تعز العام الماضي وقوع 1488 انتهاكا حوثيا أدت إلى مقتل 211 مدنيا بينهم 42 طفلا و29 امرأة.