الحوثي يناور لكبح نفوذ الرزامي.. نقل الجبهات فصل جديد من الانقسام
فصل جديد من صراع أجنحة الحوثي جعل صعدة، التي تُعد معقل المليشيات الانقلابية، على صفيح ساخن، معيدا التوترات التي طفت على السطح، قبل عام.
فبينما يسعى زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي لـ«تحجيم نفوذ أقوى ذراع عسكرية قبلية داخل الجماعة، عبر احتكار مصدر القرار، والاستفراد بمعقله الأم صعدة كساحة مغلقة ومحصنة»، إلا أن محاولاته تصطدم بزعيم الجناح القبلي في صعدة عبدالله الرزامي أو «الرزامي الأب».
مساع تمثلت في اتخاذ قرار يقضي بنقل المجاميع المؤطرة ضمن ما يسمى «محور همدان» من مسرح عملياتها من أقصى الشمال (صعدة) إلى جبهات أقصى الجنوب (تعز ولحج)، لتأتي بعد نحو عام من فشل عبدالملك الحوثي، في الإطاحة بـ«الرزامي الابن» يحيى عبدالله عيضة من سلم قيادة هذه المجاميع.
فما موقف الرزامي؟
رفض الزعيم القبلي عبدالله الرزامي تنفيذ قرار زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، بنقل المجاميع الكبيرة التابعة له، التي يقودها نجله يحيى الرزامي.
وعلمت «العين الإخبارية» من مصادر عسكرية وقبلية في صعدة أن «الزعيم القبلي داخل الجماعة عبدالله عيضة الرزامي دخل صراعا محتدما على مسرح عمليات المجاميع التابعة له في المناطق الحدودية الشمالية».
المصادر كشفت عن أن «زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي أصدر توجيهات مؤخرا بنقل مجاميع عسكرية من الجناح القبلي بزعامة الرزامي، الذي ينتشر فيما يسمى محور همدان على حدود اليمن الشمالية، إلى جبهات الجماعة في تعز ولحج جنوبا».
وأكدت المصادر أن «الرزامي الأب قرر الرفض التام لإعادة نشر مجاميعه القبلية خارج مسرح عملياتها في الجبهات الحدودية»، رغم نقله قياداتها لنجله يحيى، الذي منحه زعيم الجماعة رتبة لواء، ونصّبه رئيسا للجنة العسكرية العليا للتفاوض مع حكومة اليمن المعترف بها.
ناصر الأمس منافس اليوم
ويعد الرزامي الأب هو الساعد الأيمن لمؤسس المليشيات الأول حسين الحوثي (قتل 2004) وكان له دور محوري في مناصرة زعيم الجماعة الحالي عبدالملك، قبل أن يصبح منافسا شرسا له، إذ ينظر لرفضه تنفيذ نقل مجاميعه على أنه تشجيع للقبائل على التمرد.
ووفقا للمصادر فإن «قيادات المليشيات التي ترتبط بعلاقات أسرية مع زعيم الجماعة أجمعت على ضرورة إفراغ محور همدان وكل جبهات الحدود من مجاميع الرزامي وإعادة نشرها في محافظات أخرى.
وبحسب المصادر فإن القيادات الحوثية المنحدرة من محافظة صعدة أو (ما يسمى جناح صعدة) أيدت هذه الخطوة، وأبرمت اتفاقا لتدشين عملية نقل مجاميع الرزامي.
وأوضحت أن «الاتفاق قضى بنقل ما قوامه 2 ألوية واستبدالهما بمجاميع حوثية مما يسمى المنطقة العسكرية الرابعة والاستمرار في النقل تباعا حتى إنهاء وجود مجاميع الرزامي على الجبهات الحدودية وفي محافظة صعدة».
وأشارت إلى أن الرزامي بعد رفضه هذا التحرك من قبل قيادات المليشيات أبلغ عبدالخالق الحوثي أبويونس وهو شقيق زعيم المليشيات بأنه «سيقوم بإعادة مجاميعه القبلية التي سبق أن نقلها نجله يحيى إلى جبهات نهم وريف صنعاء قبل سقوط جبهات نهم من أيدي قوات الشرعية».
وأكدت أن «الرزامي الأب أبلغ شقيق زعيم المليشيات أبويونس أنه لن ينفذ قرارا لأحد غير حسين الحوثي مهما كانت المبررات والحجج المطروحة، وأن عناصره موجودون في مناطقهم، على أن تعد أي محاولة لنقلهم اعتداء عليهم وعلى أسرهم وقراهم وممتلكاتهم العقارية».
وتسعى قيادة جناح صعدة في المليشيات لتبرير خطوة نقل مجاميع الرزامي بدمجها في إطار هيكل عسكري تحت قيادة موحدة، وأن خيار إعادة التموضع يسعى لـ«توحيد القرار والتدريب والبناء والتسليح وعدم السماح بوجود كيانات مستقلة في أي محافظة كانت»، وفقا للجماعة.
أسباب الصراع وتناميه
يكمن أحد أسباب الصراع بين الرزامي الأب والحوثي الذي طفت للسطح، بعد ذهاب يحيى الرزامي لأداء فريضة العمرة العام الماضي، ليعود مستعرضا نفوذه بين قبائل صعدة، وأعقبها العام الجاري بأداء فريضة الحج وهي خطوة أخرجت توتر الجناحين القبلي والسلالي للعلن ووصل إلى حد تبادل اتهامات «الخيانة» بينهما.
وعلى الرغم من أن الرزامي كان ضمن وفد اختارته الجماعة، فإنها سرعان ما وجدت نفسها غير قادرة على السيطرة على أتباعها الذين تبادلوا الشتائم والاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقلت للصحف والفضائيات، إذ تبنى البعض الإشادة بأعمال الوفد، فيما شكك آخرون علنا، ووقف تيار ثالث يبث النصائح ويشترط «عدم مجاملة» الجوار.
سبب آخر يقف وراء تصاعد الخلافات، ممثلا في نظرة الرزامي الأب لزعيم المليشيات الحالي «أنه تنكر لرفاقه ورفاق حسين، متعمدا إقصاءهم وتصعيد قيادات مقربة منه منذ حروب صعدة»، وفقا لتقارير سابقة لـ«العين الإخبارية».
aXA6IDMuMTM3LjE4MS42OSA=
جزيرة ام اند امز