الحوثي ينهار في صعدة ويستدعي قادته للدفاع عن مران
شكلت الانتصارات الأخيرة للجيش اليمني الذي بات على مشارف "كهوف مران" تحولا استراتيجيا مهما في المعركة مع المليشيات.
يضيق الخناق على مليشيا الحوثي الانقلابية يوما تلو آخر، كحبل مشنقة يلتف حول عنقها، بفعل التقدم السريع لوحدات الجيش اليمني في المعقل الرئيس للمليشيات بمحافظة صعدة شمالي اليمن.
وشكلت الانتصارات الأخيرة للجيش اليمني، الذي بات على مشارف "كهوف مران" تحولاً استراتيجيا مهماً في المعركة مع المليشيات، التي وجدت نفسها مضطرة لإعادة العشرات من قياداتها الميدانية البارزة إلى صعدة للدفاع عنها.
وخلال الساعات الماضية، دعا زعيم المليشيات الانقلابية عبدالملك الحوثي قيادات الصف الأول إلى التركيز على جبهة صعدة وكلفهم بوضع خطط دفاعية عن معقلهم الرئيس في مران، حسبما أفادت مصادر عسكرية وقبلية متطابقة.
وأشارت المصادر إلى أن زعيم المليشيات استدعى عشرات القادة في الجماعة الذين يرتبطون به سلالياً إلى اجتماع عبر دائرة تلفزيونية، محذراً إياهم من خطر السقوط الوشيك لمعقل الجماعة ومسقط رأسه في أيدي قوات الجيش اليمني.
وتمثل بلدة مران، الواقعة إلى الشمال الغربي من محافظة صعدة، رمزية دينية وروحية كبيرة بالنسبة لمليشيا الحوثي الانقلابية باعتبارها المعقل الرئيس لنشأة الجماعة الطائفية الموالية لإيران.
والأسبوع الماضي؛ باغتت قوات الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي؛ المليشيات بفتح جبهة جديدة في مديرية الظاهر، غربي صعدة، إلى جانب 3 جبهات قتالية أخرى في ذات المحافظة الواقعة أقصى شمال اليمن، بهدف تطويقها من جميع الجهات ضمن معركة قطع رأس الأفعى التي أعلنها الجيش سابقاً.
ويأتي فتح هذه الجبهة، بعد أسابيع قليلة من التقدم المحرز لقوات الشرعية في جبهة مديرية "رازح" في الناحية الشمالية الغربية من صعدة، والاستيلاء على معسكر الكمب الاستراتيجي في مديرية الملاحيظ الحدودية.
التقدم الميداني الأخير في جبهات محافظة صعدة، أصاب المليشيات الإيرانية بحالة شديدة من الذعر، كما يقول مراقبون، بعدما باتت كهوف مران في مرمى نيران ومدفعية الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي، ما دفعهم لإطلاق حملة تجنيد جديدة في بعض المدن الواقعة تحت سيطرتهم.
مصادر محلية أكدت لـ"العين الإخبارية" أن الحوثيين أطلقوا خلال اليومين الماضيين حملة تحشيد في صنعاء وعمران وحجة، لتجميع مسلحين جدد تمهيداً لدفعهم نحو جبهة مران، وتعويض المئات من القتلى الذين سقطوا خلال المعارك الأخيرة.
وبحسب تأكيدات الموقع الرسمي للجيش اليمني، فقد لقي ما لا يقل عن 200 من مسلحي المليشيات بينهم قيادات ميدانية مصرعهم في جبهة مران، في المعارك المشتعلة منذ أسبوع، ضمن العملية العسكرية "قطع رأس الأفعى".
ولا يعرف على وجه الدقة المكان الذي يختبئ فيه زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، إلا أن مصادر قبلية في محافظة صعدة، ترجح بأنه لا يزال موجوداً في المحافظة، متنقلاً بين عدد من الكهوف الجبلية التي جرى إنشاؤها خلال السنوات الماضية بإشراف من خبراء إيرانيين ولبنانيين.