انكفاءات حوثية على الجبهات.. وغبار المعارك يغيب السلام
انكفاءات حوثية شهدتها جبهات مختلفة في اليمن، لكن غبار المعارك بدد الأمل في قرب تحريك مسار الحل السياسي.
ودارت معارك في عدة جبهات خلال الفترة الماضية، أبرزها محافظات أبين وشبوة والضالع ولحج وتعز ومأرب.
ولم تحرز المليشيات الحوثية أي تقدم ميداني، بعد أن حاولت القيام بعدة هجمات واستهداف بالطيران المسير لمواقع قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وتأتي هذه التحركات في ظل جمود عملية السلام وتعثرها ووصولها إلى طريق مسدود، ما يستهدف إعادة الوضع إلى المربع الأول وإعادة أجواء الحرب للبلاد.
تكتيك مرحلي
ورأى خبراء يمنيون -في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"- أن تصعيد مليشيات الحوثي خطوة تستهدف نقض التهدئة وتبديد أجواء السلام، وحثوا المجلس الرئاسي على التعامل بجدية وحزم مع التصعيد العسكري الحوثي.
وقال رئيس مركز نشوان للدراسات في اليمن عادل الأحمدي، إن مليشيات الحوثي منذ اليوم الأول للهدنة وفي كل جولات السلام، تتعامل مع السلام كتكتيك مرحلي تستعد لنقضه في أقرب فرصة تتاح لها.
وأضاف الأحمدي -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"-، أنه وبعد ما يقرب من عام ونصف العام من الهدنة، أصبحت المليشيات تنظر إلى استمرار التهدئة نسبيا بأنها فرصة لتحسين الوضع الميداني.
وأكد أن المليشيات الحوثية تحركت على الجبهات خلال الأيام الماضية عبر مناورات في جبهات محافظة مأرب، والتحشيد لعناصرها في محافظة إب، إضافة إلى التصعيد المستمر على الجبهات مع المحافظات الجنوبية أبرزها شبوة ولحج والضالع.
ويعتقد الأحمدي أن التحرك الحوثي إلى جانب كونه استفزازا مقصودا للتشويش على فرص السلام، يستهدف أيضا استثمار أي تباينات محتملة قد تظهر في صفوف المكونات الوطنية.
ألوية الشرعية
واستبعد المحلل اليمني إمكانية أن تحقق مليشيات الحوثي أهدافها من التحركات الأخيرة في ضوء جهوزية التشكيلات العسكرية الحكومية في مختلف الجبهات.
وكما رأى أن المهمة الأساسية للمجلس الرئاسي هي استكمال تحرير البلاد، ومتى ما تم غض الطرف عن هذا الهدف، سيغرق بالقضايا الثانوية، ومن مصلحته في الوقت الراهن أن ينصب الاهتمام على مواجهة العمليات الحوثية.
من جهته، قال الخبير في الشؤون العسكرية اليمنية العميد محمد الكميم -خلال تصريحاته لـ"العين الإخبارية"-: إن مليشيات الحوثي الإرهابية لا تمتلك أي مشروع سياسي ويعتمد وجودها على الحرب، لذلك لا مصلحة لها في أن يتحقق السلام، لأنه سيمثل خطرا وجودي عليها.
وأضاف الخبير الكميم، أن العمل العسكري الحوثي لم يتوقف لحظة واحدة، منذ إعلان الهدنة في أبريل/نيسان من العام الماضي، فهي في تحرك مستمر حتى يومنا هذا، خاصة في جبهات مأرب والضالع وتعز وصعدة ولحج.
أطماع حوثية
وركزت المليشيات في تحركها الأخير على جبهات المحافظات الجنوبية، أبرزها شبوة والضالع وجبهات محافظة لحج، الذي جاء بعد تصعيد الخطاب الحوثي وحملات التحريض على الجنوب.
وهو مؤشر -اعتبره الخبير العسكري- على تمهيد مخطط حوثي لغزو المحافظات الجنوبية مرة أخرى، نظرا لمطامع المليشيات بمناطق وموانئ تصدير النفط الخام.
وأشار الكميم إلى أن الجبايات التي تختلسها مليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها في صنعاء والحديدة وبقية المحافظات، يبلغ أضعاف إيرادات النفط، إذ تشن حربا اقتصادية على المواطنين والقطاع الخاص في تلك المناطق.
كما يعتقد أن المليشيات تسعى لاستغلال ملف النفط للضغط على الجهات الدولية والإقليمية، للحصول على أكبر قدر من المزايا، حيث قام باستهداف موانئ النفط في الجنوب، حتى يحصل على مكتسبات سياسية ويعمّق أزمات الحكومة اليمنية الاقتصادية.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA=
جزيرة ام اند امز