ممارسات الحوثيين تفاقم الأزمة المالية باليمن
الحوثيون يفرضون سقفا على الاستيراد ويعلقون شراء الدولار في اليمن لوقف هبوط العملة المحلية الريال.
قالت وثيقة، إن جماعة الحوثي، التي تسيطر على معظم أنحاء اليمن، قررت فرض سقف على الواردات في البلاد، ومنع التجار مؤقتا من شراء الدولارات، في محاولة لوقف هبوط العملة المحلية الريال.
وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تفاقم الأزمة الغذائية في اليمن، الذي دمرته الحرب والجوع والمرض.
وصدرت الوثيقة بعد اجتماع، عقد أمس الاثنين في العاصمة صنعاء، بين نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في حكومة الحوثيين حسين مقبولي، وممثلين للبنوك ومكاتب الصرافة ومستوردين للقمح والطحين (الدقيق) والوقود.
وقالت الوثيقة، إنه طُلب من وزارة التجارة فرض سقف على الواردات وإعداد قائمة باحتياجات السلع الأساسية لعام 2017 بأكمله، وهو ما يشير إلى خطوة لترشيد الواردات من أجل التأقلم مع الأزمة المالية.
وذكرت الوثيقة أن الاجتماع اتفق على أن مستوردي القمح والدقيق ومنتجات الوقود ومعدات الاتصالات والتبغ سيتوقفون عن شراء الدولارات لمدة 30 يوما وإلزام تجار العملة بعدم البيع أو المضاربة.
وبات 80% من السكان يحتاجون لمساعدات جراء الحرب المستمرة منذ نحو عامين، بين تحالف تقوده السعودية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران الخصم اللدود للرياض.
وجاء اجتماع صنعاء عقب هبوط حاد في قيمة الريال، الذي جرى تداوله عند 385 ريالا للدولار في عدن وما يصل إلى 330 ريالا للدولار في صنعاء. وكان الريال يجري تداوله قرب 310 ريالات للدولار في معظم الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وعلقت مكاتب الصرافة في عدن - التي تشعر بقلق من انعدام الاستقرار والمضاربة في السوق - تداول العملة الأجنبية أيضا اليوم الثلاثاء بسبب الهبوط الحاد في قيمة الريال، الذي قال البعض إنه زاد منذ أن ضخت حكومة هادي نحو 200 مليار ريال في السوق في يناير/كانون الثاني جرى طباعتها في روسيا.
وفي الأسبوع الماضي قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إن إمدادات اليمن المقدرة من القمح ستنفد في نهاية مارس/آذار.
وبات الوضع المالي أكثر فوضوية منذ أن قررت حكومة هادي نقل مقر البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وتعيين محافظ جديد له. ورفض الحوثيون هذه الخطوة مما أدى إلى وجود بنكين مركزيين متنافسين يعملان في البلاد.
وقال مسؤولون، إن البنك المركزي الخاضع لسيطرة حكومة الرئيس هادي سيجتمع مع مكاتب الصرافة في عدن لمناقشة سبل تحقيق الاستقرار للريال.