الحوثي يتعمد "تجويع المواطنين" في صنعاء
الوضع في صنعاء مختلف تماماً عن بقية المحافظات والمدن في اليمن بسبب سيطرة الحوثيين.
على الرغم من إعلان رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، انتهاء أزمة السيولة واستعداد الحكومة لصرف رواتب جميع موظفي الدولة، إلا أن الوضع في صنعاء مختلف تماماً عن بقية المحافظات والمدن في اليمن بسبب سيطرة الحوثيين أو كما يطلق عليهم أهالي العاصمة اليمنية "سلطة الأمر الواقع" على زمام الأمور.
كما فشلت جميع الوعود المتكررة لجماعة "الحوثي" بصرف مرتبات موظفي القطاع العام في المناطق التي استولوا عليها عقب الانقلاب على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهو ما ولّد حالة من الغضب الشعبي الواسع.
"نحن لا نشعر بننا على قيد الحياة، لكننا فقط متواجدون بعدما فقدنا مصدر دخلنا وقوت أطفالنا وعملنا منذ أربعة اشهر"، بهذه الكلمات وصف "ع.أ" موظف في دائرة الأشغال العسكرية بصنعاء، الحالة التي يمر بها هو وأسرته بعدما توقف صرف راتبه ليعيش مع زوجته وأطفاله الخمسة في تقشف لدرجة تصل إلى تناول وجبة واحدة في اليوم، وتمر بعض الأيام بدون وجود كسرة خبز داخل المنزل بعدما تم صرف جميع ما يدخره من أموال، مشيراً إلى أنه فضل العمل في مؤسسة تابعة للدولة على مؤسسة خاصة، ليجد نفسه محروماً من مستحقاته المالية.
ويوضح الموظف اليمني لبوابة "العين" الإخبارية، أنه حينما يطالب براتبه ينهره المسؤوليين الحوثيين الذين سيطروا على المؤسسة بأبشع الألفاظ ويصفوه بـ"العميل والخائن والمرتزق"، مؤكداً أنه ينعمون بمعيشة رغدة في منازلهم، من أموال الموظفين الحكوميين.
وعن توافر السلع الأساسية في الأسواق يقول، "غالباً تكون متوفرة مع زيادة في الأسعار وأحياناً تختفي فجأة تمهيداً لارتفاع سعرها، فالتجار والخوثيون شركاء بالتلاعب بمعاناة المواطنين في صنعاء، لكن حتى إن وجدت السلع سواء كانت غالية الثمن أو رخيصة فنحن لا نمتلك قيمتها".
ويسطرد الموظف اليمني، أنه ذهب للعمل لمدة ثلاثة أشهر منذ دخول الحوثيين صنعاء وفرض سلطتهم عليها، لكن منذ اندلاع الحرب توقف عمل الدائرة تماماً، إلا لمجموعة قليلة من الموظفين الذين يداومون بانتظام لكنهم بلا فائدة، مشيراً إلى أنه حال تواجد العمل فهو مستعد تحت أي ظروف وفي أي وقت لكن يسلموا له رواتبه ومستحقاته.
وفيما يتعلق بمطالب الموظفين الحكوميين الذين لم يتحصلوا على مستحقاتهم يقول "في البداية صرف رواتبنا هو المطلب الأساسي والعودة للعمل في القطاع أو تشغيلنا في جهات أخرى من خلال توزيعنا على بقية القطاعات الحكومية، حيث إننا منذ عام كامل على هذا الوضع الذي يزداد سوءاً يوماً تلو الآخر".
ويؤكد أن الحوثيين يتعمدون عدم صرف الرواتب لأنهم فاشلون وعاجزون، وحينما استولوا على صنعاء فشلوا في إدارتها وعاثوا بالمؤسسات فساداً ونصب وكذب وتركوا المواطنين يواجهون الحرب والجوع والفقر، وسرقوا الأموال وهربوها خارج البلاد، واشتروا قصوراً وشركات وتحججوا بنقل البنك المركزي والحكومة إلى عدن.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg
جزيرة ام اند امز