الحوثي يقتحم سفارة واشنطن.. تكتيك "جس النبض" لبايدن
مهدت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران لعملية اقتحام السفارة الأمريكية بصنعاء، والتي تمت اليوم الأربعاء، بطريقة تدريجية ومتسلسلة.
الاقتحام جاء بعد حملة اعتقالات واسعة لعشرات اليمنيين من موظفي وحراس السفارة بصنعاء، فيما اعتبره مراقبون بأنه عملية "جس نبض" من المليشيات لردة الفعل الأمريكية.
ففي الوقت الذي لم يصدر فيه أي رد فعل من الدوائر الأمريكية على عملية الاعتقالات، سارعت المليشيات لتنفيذ المرحلة الثانية والتي كانت اليوم الأربعاء.
حيث اقتحمت عناصر من مليشيات الحوثي الموالية لإيران، مقر السفارة الأمريكية في صنعاء، الكائن بشارع "شيراتون"، وقاموا بنهب معدات السفارة ومحتوياتها، وفقًا لمصادر محلية.
والجمعة الماضي، اعتقلت مليشيات الحوثي ثلاثة من موظفي السفارة الأمريكية بصنعاء، بعد قيامها قبل حوالي ثلاثة أسابيع باختطاف 22 آخرين معظمهم يعملون ضمن طاقم الحراسة، الذي ظل يحرس مبنى السفارة.
وتم إغلاق السفارة الأمريكية في اليمن مطلع العام 2014، بعد أن استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية، لكن بعض الموظفين اليمنيين استمروا في العمل من المنزل أو كحراس أمن للمباني، قبل أن تعتقلهم المليشيات.
ولم يصدر أي رد فعل أمريكي واضح حتى اللحظة على اعتقال موظفي السفارة، أو على عملية اقتحام مبنى السفارة، كما ما زال مصير الموظفين المعتقلين مجهولا.
الإعلامية والحقوقية اليمنية تهاني علي سيف، علقت على اقتحام الحوثيين لمبنى السفارة الأمريكية بصنعاء، وقالت إنه تم عبر عدة مراحل، بهدف "جس النبض"، تماما كما يفعل الحوثيون حين يريدون السيطرة على منطقة ما.
واعتبرت سيف في حديثها مع "العين الإخبارية" أن عمليات النهب التي قامت بها المليشيات للسفارة يعكس ثقافتها وأساليب السرقة والنهب التي تمارسها، ليس فقط بحق اليمن واليمنيين.
وأشارت الإعلامية اليمنية إلى أن مشهد اقتحام السفارة الأمريكية يذكر الجميع باقتحام السفارة الأمريكية في طهران، قبل عقود، ما يؤكد مدى الترابط بين الحوثيين وأساليب إيران.
وخلت مدينة صنعاء بداية عام 2015 من سفارات معظم دول العالم، بعد أن سحبت تلك الدول ممثليها الدبلوماسيين في العاصمة اليمنية، ولا تتواجد اليوم في صنعاء سوى السفير الإيراني لدى الحوثيين.