نهائي القرن.. كيف يرتب موسيماني أوراقه لمواجهة الزمالك؟
رغم ضجيج القاهرة ليلا ونهارا، وازدحام الشوارع بالمارة والسيارات، فلا صوت يعلو فوق صوت نهائي القرن، المباراة التي لا يتمنى البعض قدومها.
الأهلي بطل أفريقيا التاريخي وصاحب الألقاب الـ8، يصطدم بالزمالك، ثاني أكثر أندية القارة نجاحا بـ5 بطولات لدوري الأبطال، متساويا مع مازيمبي الكونغولي، نهائي مصري خالص يحدث لأول مرة في التاريخ، يوم الجمعة المقبل.
وعلى الرغم من تفوق الأهلي الكاسح في مباريات دوري الأبطال، حيث لم يخسر في أي لقاء أمام الزمالك، إلا أن فوز الأبيض الأخير ببطولة السوبر المصري بركلات الترجيح، وفي الدوري (3-1) يجعل كلا الفريقين في قلق مستمر.
ترتيب الأوراق
بيتسو موسيماني المدرب الذي جاء من جنوب أفريقيا من أجل مهمة واحدة فقط، وهي الفوز بدوري الأبطال، تخطى الوداد المغربي بكل سهولة ليفصله عن هدفه 90 دقيقة فقط، لكنها ستكون أمام منافس عملاق يحتاج عصفا ذهنيا ودراسة عميقة للتغلب عليه.
الزمالك مع مدربه البرتغالي جايمي باتشيكو له طريقة لعب واضحة، تعتمد على عدم المجازفة، وانتظار المنافس وترك الكُرة له في حالة إذا ما كانت المستويات متقاربة، أو إذا كان الخصم يتمتع بقوة أكبر، وهو ما يعرفه بيتسو جيدا.
طاولة موسيماني واجهت عواصف متتابعة بعثرت بعض الأوراق وما زالت الأجواء غير مستقرة في غرفة التحضير لنهائي القرن، لكن المدرب المتوج باللقب مع صندوانز عام 2016 على حساب الزمالك لديه أفكاره للتغلب على كل تلك الظروف الصعبة.
موسيماني واجه صعوبات وأجواء متوترة للغاية في الأيام الأخيرة، شهدت إصابة نحو نصف الفريق الأساسي في فترة التوقف الدولي وخلال التدريبات، وهو الأمر الذي لم يكن متوقعاً قبل أهم مباراة في الموسم، ليضطر بيتسو لإعادة ترتيب الأوراق.
غيابات وحلول
تعرض محمد هاني الظهير الأيمن الوحيد الباقي في الفريق للإصابة بعد رحيل أحمد فتحي إلى بيراميدز، لكنه عاد مؤخرا للتدريبات ليبدأ الاستعداد للمباراة النهائية بصورة طبيعية، لكن ماذا لو لم يكن جاهزا أو عاودته الإصابة قبل أو أثناء المباراة؟ خاصة أنها إصابة عضلية تأتي دون سابقة إنذار خاصة عندما يصاحبها الإجهاد.
موسيماني يُعد لاعبه العائد من الإصابة رامي ربيعة لشغل مركز الظهير الأيمن بدلا من هاني في بداية أو خلال المباراة تحسبا لأي ظروف، كما قد يلجأ لمتوسط الميدان حمدي فتحي من أجل زيادة العمق الدفاعي في الجبهة التي يضرب منها الزمالك بقوة دائما عن طريق نجمه المغربي أشرف بن شرقي.
وبعد إصابة كل من كهربا ووليد سليمان بفيروس كورونا، فقد الأهلي سلاحين هجوميين على الأقل حتى الآن، وإذا لم يكونا ضمن حسابات بيتسو في التشكيل الأساسي، فإنهما بلا شك ضمن خططه للتغييرات أثناء اللقاء.
موسيماني ما زال لديه الرباعي حسين الشحات وجونيور أجايي وأحمد الشيخ وجيرالدو ضمن قائمته في مراكز الأجنحة الهجومية، وفي غياب كهربا ووليد سليمان، يصبح منطقيا أن يكون الخيار الأول هما الثنائي الشحات وأجايي.
وفي الوقت الذي تعرض خلاله محمد مجدي "قفشة" لإصابة دامية في الوجه استدعت تدخلا جراحيا، تعرض بديله صالح جمعة للإصابة بفيروس كورونا، ليصبح مركز صانع الألعاب خاويا، خاصة وأن اللاعب الذي يمكنه تعويض الثنائي هو وليد سليمان الغائب أيضا.
كل تلك الظروف قد تدفع موسيماني لتغيير طريقة اللعب من رباعي هجومي إلى ثلاثي فقط مع الاعتماد على لاعب وسط ثالث، والدفع بحمدي فتحي وعمرو السولية وأليو ديانج، لكن تلك الخطة فشلت في أخر مواجهة أمام الزمالك مع المدرب السويسري رينيه فايلر.
فشل طريقة (4-3-3) مع فايلر لا يعني أنها أرض محترقة لن يجرؤ موسيماني على دخولها ثانية، فقد يُفكر بيتسو بنفس الطريقة في حال تزايد الغيابات، ونقص الصفوف، وتقلص الخيارات.
وقد يلجأ مدرب الأهلي إلى الاعتماد على أسماء جديدة في مركز صانع الألعاب أو الظهير الأيمن، في حالة نقص الصفوف، وقد يكون أحمد الشيخ خيارا متاحا في مركز اللاعب رقم 10، وسيكون أليو ديانج متاحا مع حمدي فتحي ورامي ربيعة لمركز المدافع الأيمن.
موسيماني يعرف أن خطورة الزمالك تأتي من سرعات وعرضيات الثنائي أشرف بن شرقي وأحمد سيد "زيزو"، ولذلك فهو يفكر في غلق الجبهتين دفاعيا أولا، قبل أن يفكر في ممارسة هوايته في الاستحواذ والهجوم من العمق وعلى الأطراف، وفي حالة فشل موسيماني في غلق جبهتي الزمالك، لن يتمكن من تطبيق أسلوبه الهجومي وسيضطر للدفاع بعشوائية وهو ما قد يكلفه الكثير.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjIzIA== جزيرة ام اند امز