كيف تعامل العالم مع فوز الأسد؟.. معسكران شرقي وغربي
بعد إعلان فوز بشار الأسد برئاسة سوريا للمرة الرابعة، انقسم العالم بين مهنئ بفوز اعتبره "انتصارا للسلام"، وآخر وصفه بأنه "تمثيلية".
وما بين هذا وتلك، يقف الشعب السوري مراقبا الأحداث ينتظر ماذا سيحدث في قابل الأيام، وكله آمل في أن يتمكن الرئيس الأسد من إخراج سوريا من محنتها، خاصة أن الرجل رفع مؤخرا شعارات لامست أوتار قلوب الشعب المشرد في مشارق الأرض ومغاربها.
الرئيس بشار الأسد الذي حكم البلاد منذ عام 2000، خلفا لوالده حافظ الأسد، قاد البلاد في أحلك ظروفها، وعلى مدى عشر سنوات، واجه حربا داخلية مدمرة.
الأسد دخل السباق الرئاسي أمام مرشحين اثنين بشعار حملته الانتخابية: "الأمل بالعمل"، شملت عناوين عريضة لإقناع السوريين بانتخابه، منها إعادة الإعمار، بعدما تمكن بدعم من حلفائه من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد كانت قواته خسرتها خلال سنوات الحرب الأولى، فهل يستطيع الطبيب الرئيس أن يعالج سوريا من آلام الحرب والدمار بعد فوزه بولاية رئاسية رابعة؟
الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا في سوريا، أعادت العالم لأجواء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرق والغربي، ففريق كان يدعمها بشدة، والآخر ينتقدها، وبعد إجرائها وإعلان فوز الرئيس بشار الأسد رسميا بنسبة 95.1%، استمر الانقسام وأصبح سيد المشهد.
معسكر المهنئين
هنأ عدد من الدول الرئيس السوري بشار الأسد بفوزه في الانتخابات التي أظهرت نتائجها أنه حاز على نسبة 95.1% من أصوات الناخبين فيها.
أحدث التهاني صدرت عن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي جدد دعم بلاده لسوريا، وقال إن الانتخابات "شكلت انتصارا للسلام والسيادة الوطنية السورية على الحرب الشرسة المفروضة على الشعب السوري الذي قاوم بقيادة الرئيس بشار الأسد بكرامة ووطنية مثيرين للإعجاب أهوال وأطماع القوى الإمبريالية والجماعات الإرهابية التي حاولت إخضاعه دون جدوى".
وأضاف أن "الإقبال الجماهيري على التصويت رسالة صريحة بالرفض الشعبي للأجندات المزعومة للقوى الإمبراطورية".
وقبله، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري، ونقل الكرملين عن بوتين قوله في برقية بعث بها إلى الأسد اليوم الجمعة: "أكدت نتائج التصويت بشكل كامل سمعتكم السياسية العالية وثقة مواطني بلدكم بالنهج الذي يمارس بقيادتكم لاستقرار الوضع في سوريا وتعزيز مؤسسات الدولة فيها بأسرع وقت ممكن".
وأشار الكرملين إلى أن بوتين شدد في البرقية على عزم روسيا على مواصلة تقديم مختلف أنواع الدعم إلى الشركاء السوريين في محاربة قوى الإرهاب والتطرف وتقديم عملية تسوية سياسية وإعادة إعمار البلاد.
كما هنأ الرئيس الإيراني حسن روحاني الأسد بفوزه بفترة رئاسية رابعة.
وقال روحاني في بيان: "أهنأكم من قلبي على إجراء الانتخابات بنجاح وإعادة انتخابكم رئيسا لسوريا".
وأضاف الرئيس الإيراني "خطا الشعب السوري خطوة مهمة في تقرير مصيره وازدهار سوريا بهذا الإقبال الكبير والاختيار الحاسم".
وأصدرت الخارجية الإيرانية بدورها بيانا قالت فيه إن "إجراء الانتخابات بنجاح والمشاركة الواسعة للشعب السوري هي خطوة مهمة في إرساء السلام والاستقرار والهدوء وإعادة الإعمار والازدهار إلى سوريا"، وهنأت طهران الأسد "على فوزه الحاسم في تلك الانتخابات".
وفي سياق متصل، هنأ حزب الله الرئيس السوري بشار الأسد على فوزه بفترة ولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية.
وقال في بيان: "نأمل أن تشكل السنوات القادمة فرصة كبيرة لعودة سوريا إلى لعب دورها الطبيعي والطليعي في العالم العربي وعلى المستوى الدولي".
وهنأ الرئيس الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الأسد أيضا، وأعرب عن اهتمام بلده بالمشاركة في عملية إعادة إعمار سوريا.
وفي بيان نشر اليوم الجمعة على موقع الرئاسة البيلاروسية، شدد لوكاشينكو على أن فوز الأسد في الانتخابات يمثل "دليلا على الاعتراف بسمعته المطلقة كزعيم وطني يحمي بحزم بلده من التدخلات الخارجية ويكافح من أجل إحلال السلام والاستقرار في سوريا".
وأشار إلى أن بيلاروس كانت وستظل صديقة للشعب السوري، وستستمر في دعم سوريا، وأكد أنه يولي اهتماما كبيرا إلى تكثيف التعاون بين مينسك ودمشق في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية والثقافية.
الخارجية الصينية هنأت الأسد، وأبدت استعدادها لمساعدة دمشق في الدفاع عن سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان، في تصريح، اليوم الجمعة، إن الصين تدعم بقوة جهود سوريا لحماية سيادتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها.
معسكر الانتقادات
وعلى الجانب الآخر، توالت الانتقادات الغربية والأمريكية للانتخابات، حيث رفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بها، ووصفها بــ"التمثيلية"، ورفضها أيضا الأكراد في شمال شرق البلاد، ووجهت قوى غربية، من بينها ألمانيا، انتقادات أيضا للانتخابات ووصفتها بأنها "لا حرة ولا نزيهة".
وأصدرت ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا بيانا مشتركا، الأربعاء، انتقدت فيه الانتخابات وأعلنت دعمها للمعارضة.
ورفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بنتائج الانتخابات، وقال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل بعد مشاورات الخميس في لشبونة مع وزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء بالتكتل، إن الانتخابات "لن تؤدي إلى إنهاء للنزاع" في سوريا.
وأضاف أن عملية الانتخاب لن تؤدي بأي حال من الأحوال إلى مبادرات من أجل عودة العلاقات الدولية مع النظام السوري إلى طبيعتها.
ومدد الاتحاد الأوروبي، الخميس، أيضا عقوباته ضد حكومة الأسد وداعميها لمدة عام آخر حتى أول يونيو/حزيران 2022، ومن بين ما تشمله العقوبات تجميد أصول 70 منظمة وشركة، وكذلك منع 238 سوريا من دخول الاتحاد وتجميد ممتلكاتهم إضافة إلى تحجيم للاستثمارات وتجميد أرصدة تخص البنك المركزي السوري.
والانتخابات التي فاز فيها بشار الأسد بولاية رابعة بحصوله على 95.1% من الأصوات، ليست الأولى خلال الحرب المدمرة، فقد فاز بانتخابات الرئاسة الأخيرة في يونيو/حزيران 2014 بنسبة تجاوزت 88%.
ومنذ أكثر من خمسة عقود، تحكم عائلة الأسد سوريا بقبضة من حديد، من عهد الرئيس السابق حافظ وصولاً إلى نجله بشار.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuMTQwIA== جزيرة ام اند امز