عبدالله سلوم.. مرشح "الوحدويين" الذي تجرأ أمام الأسد
يختزل خلفيته السياسية في صورتين، إحداهما لنجليه بالزي العسكري، وأخرى للزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. إنه عبدالله سلوم المرشح لرئاسة سوريا.
فالمرشح الحلبي الذي تقدم الصفوف لمنافسة الرئيس الحالي بشار الأسد، ومرشح ثالث، في سباق الرئاسة، لديه قناعة بأن الصناديق هي من ستفرز المنتصر، نافيا أن يكون ترشحه بمثابة "مسرحية مفبركة".
صورتا جمال عبدالناصر ونجلي سلوم وهما بالزي العسكري أثناء تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية بسوريا، تنطقان بتشبث الرجل بالقومية العربية، وتناغمه مع الأسد في سياسته الداخلية.
وظهرت الصورتان خلف سلوم في أول ظهور يخاطب فيه الناخبين، معلنا انطلاق حملته الدعائية.
"قوتنا بوحدتنا".. شعار رفعه سلوم لدى اقتحامه حلبة السباق الرئاسي، معتمدا على وقوف الأحزاب الوطنية والتقدمية وراءه.
فمن هو عبدالله سلوم الذي تجرأ على منافسة الأسد؟
عام 1956 ولد السياسي المخضرم في مدينة أعزاز بمحافظة حلب، والتي تخضع اليوم لسيطرة الجيش التركي وجماعات مسلحة موالية لأنقرة.
على المستوى الأكاديمي، يحمل عبدالله سلوم إجازة في الحقوق من جامعة دمشق.
بدأ حياته السياسية كناشط طلابي في بدايات شبابه، منافحا عن أفكار حزب البعث، في الجامعات السورية.
من حزب البعث انخرط الأب لخمسة أطفال. (بنتان وثلاثة صبيان) في "الوحدويين الاشتراكيين"، الذي أسسته قيادات تاريخية منشقة عن حزب البعث في ستينيات القرن الماضي.
مناصب سياسية كثيرة تقلدها الرجل، أبرزها منصب وزير لشؤون الدولة السورية بين عامي 2016 و2020.
كما كان نائبا في مجلس الشعب السوري بين 2003 و2007، ثم 2012 و2016،. وغير بعيد عن دائرة الرئيس حافظ الأسد وبعده نجله بشار.
لا يخفي عبدالله سلوم أن السعي للرئاسة ليس طموحا شخصيا له، فهو يؤكد في لقاءاته الصحفية أنه مرشح حزب الوحدويين، فهو من رشحه، وكلفه بالمهمة وهو ينفذ.
وفي إحدى المقابلات التلفزيونية أوضح الأمر، بأنه يترشح "ضد مرشح حزب البعث أو ضد أي مرشح آخر. ولا يوجد أي قانون يمنع مرشحا ما لخوض الانتخابات. أنا استكملت جميع الشروط المطلوبة لذلك".
ولمن يقول إن ترشحه بمثابة "مسرحية مفبركة" من قبل الحكومة السورية، يرد عليه بقناعته بأن "الصناديق هي التي ستفرز المنتصر ونحن نقبل ما يقرره الشعب".
وقبل انطلاق صافرة السباق الرئاسي، توجه الرجل للناخبين بالقول: "أنا المرشح عبد الله سلوم عبد الله، عضو المكتب السياسي لحزب الوحدويين الاشتراكيين، على موعد معكم لتقولوا كلمتكم المدوية في وجه أعداء سوريا. كونوا على قدر المسؤولية وأنتم هكذا والنصر لنا".
تطلعاته
أما السياسة الخارجية لبلاده، فلم يكشف عن الخطوط العريضة لها، في حال ظفر بكرسي الرئاسة، مكتفيا فقط بالتأكيد على ضرورة دحر الإرهاب، وإخراج القوات الأجنبية من سوريا.
واليوم الأربعاء، يتوجه الناخبون في سوريا، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد من بين ثلاثة مرشحين.
والمرشحون الثلاثة هم: الرئيس الحالي بشار الأسد الذي يحكم البلاد منذ عام 2000، وعبدالله سلوم، ومحمد مرعي.