كيف تستثمر أموالك وقت الحرب؟.. احذر هذه الأخطاء
وسط ضجيج الحرب الروسية الأوكرانية لا صوت يعلو فوق صوت الأمان، خاصة الأمان الاقتصادي والاستثمار، فكيف تستثمر أموالك وقت الحرب؟
ومن ملفات الحروب السابقة التي مر بها العالم تصبح الإجابة الأهم من إجابة الانتصار، كيف نؤمن مواردنا وكيف نستثمر أموالنا بشكل آمن؟
في أغلب الأحيان تكون الإجابة هي الهرب، حيث الاستثمار الأمثل للمال وقت الحرب والهروب أنت وأموالك خارج البلاد.
هل بيع الأصول حل أوقات الحروب؟
فتبيع ما يمكنك أن تبيعه وتتخلص من العملة المحلية وتسحب أموالك ما استطعت من البنوك وتأخذ ما تبقى في يد وبيدك الأخرى أهلك وتخرج بلا رجعة محتملة.
مثل هذه الإجابة هي من الصواب اقتصاديا، ولكن السؤال: هل توجد هناك فرصة أو إمكانية لهؤلاء الذين قرروا البقاء في استثمار أموالهم بالداخل وقت الحرب؟
من هنا نستعرض تجارب ونصائح المستثمرين الكبار في زمن الحروب وطريق الاستثمار الآمن للأموال والتي جاءت كما يلي:
التخلص من السيولة النقدية في وقت الحرب
أسوأ ما يمكن أن تمتلكه في وقت الأزمة بعد الاستثمارات الخطرة هي النقود (كاش) والأسوأ منها النقود بالبنوك.
فسحب الأموال هو بالتأكيد سلوك أناني وضار من وجهة نظر الدولة، وسيتضاعف أثره السلبي بتزايد الممارسين له، كما يحدث الآن من الطرفين الروسي والأوكراني.
ونظريا أول رد فعل اقتصادي يحدث قبيل حدوث أزمة في بلد ما هو انسحاب رأس المال، لا نتحدث عن الآلاف التي تمتلكها في حسابك ولكن نتكلم عن المليارات التي يمتلكها المستثمرون الذين يتحركون أولًا ويتحركون بسرعة لإنقاذ أموالهم من البلاد بسحبها من أرصدتهم أو تحويلها إلى عملة أجنبية، مما يتولد عنه بدايات انهيار قيمة العملة الذي يحدث في حلقة متتابعة توقفها الدولة في لحظة ما بمنع أو وضع قيود على سحب وتحويل الأموال وكذلك شراء العملات الأجنبية.
فإذا كان حظك جيدا، ستتخلص من العملة المحلية قدر إمكانك، وإن لم تدرك ذلك فالدرس والقاعدة الأولى في خطتك للاستثمار وقت الحرب، أن لا تستبقي سيولة مالية في جيبك.
الحل التقليدي للاستثمار وقت الحرب.. شراء الذهب
عمليا وحسب نصائح وارن بافيت المتكررة، فإن أحد أصوب الحلول في أوقات الأزمات الاقتصادية والحروب، هي شراء الذهب، لكن لماذا يعتبر الذهب حلًا مثاليا؟ وهل له بدائل؟
الذهب، ورفاقه من جميع المعادن النفيسة التي يمكن شراؤها مثل الفضة والألماس والمجوهرات بشكل عام، يعتبر أداة اقتصادية مضادة للأزمات والتقلبات الاقتصادية، وتمثل قيمته العالمية حاجز أمان مادي لمن يمتلكه وقت الحرب، بل في كثير من الأحيان يعتبر أفضل استثمار لما بعد انقضاء الأزمة.
ويذهب غالبية الناس لهذا الحل التقليدي في بدايات الأزمات، ما يتسبب في ندرته للمتأخرين، لكن هناك بدائل غير تقليدية للذهب، كالتحف والقطع الفنية، ويمكن أن تضم إليها كذلك قطع الأثاث الغالية، أو الأدوات الكهربائية الحديثة، أو الملابس الثمينة، أو حتى قطع حديد التسليح، إذا ما توافرت فرصة للتخزين الجيد للاحتفاظ بجودة تلك المقتنيات.
وتعتبر المشكلة الرئيسية في حلول الذهب (وبدائله الأخرى) هي إمكانية تأمينها وإخفائها أو نقلها، فاعتبارات الأمان في بلد تشتعل بالحرب تصل لأقل درجاتها، وترتفع فرص السرقة والنهب والإتلاف للممتلكات.
تملك الأصول أوقات الحرب بشروط
تملك الأصول هي إحدى أوجه الاستثمار التي يجب أن تمارسها بحذر، وتتميز الأصول باحتفاظها بقيمتها الأصلية مع الوقت، لذا تعتبر في الأصل استثمارا آمنا لا يتأثر بتدهور الحالة الاقتصادية بالبلاد.
من أفضل الاختيارات في هذه الحالة بالتأكيد هو شراء الأراضي الفضاء المرخصة للبناء، ثم الأراضي الزراعية، وأخيرا الأبنية.
وحول مخاطر مثل هذا الاستثمار أولًا على الأبنية، التي تكون عرضة للهدم تحت ضرب النيران والقصف، ثانيًا احتمالية سرقة المزروعات أو تعرض الأرض للتخريب والحرق كذلك إذا وقعت داخل دائرة الاشتباكات، وآخر المخاطر يكون في فرصة ضياع حقوق الملكية تمامًا واستحواذ الدولة أو تأميمها للملكيات الخاصة.
لذا يجب أن يكون اتجاهك لمثل هذا الاستثمار طويل الأمد، مبنيا على اختيار مناسب يستغل التدني المهول في أسعار الأراضي ويتجنب مخاطر تلف وضياع الملكية.
يمكن أن تضم كذلك إلى تصنيف الأصول بعض البدائل غير التقليدية، مثل شراء الماشية، السيارات، الترخيص التجارية، وحقوق الملكية.
تجارة المواد الأولية أوقات الحرب
أما اذا وجدت نفسك مضطرا لإحدى الحلول التجارية التي يمكنها أن توفر لعائلتك الدخل الشهري الأساسي، فالزم تجارة المواد الأساسية والأولية.
بطبيعة الحال، فإن أول ردة فعل لحالة الحرب هي تنازل الأفراد عن احتياجاتهم الثانوية، وتوقف أنشطة الخدمات وانهيار تجارة الكماليات والرفاهيات تحت ضغط نقص السيولة النقدية وانخفاض معدلات الاستهلاك؛ فتنحصر التجارة الأكثر أمنا في المواد الغذائية، الوقود، والمستلزمات اليومية.
ونستخدم هنا القاعدة الأصلية "عدم الاحتفاظ بسيولة نقدية" كاستراتيجية رئيسية في ممارس البيع والشراء، فلا تبع بالآجل وحاول تقليص مدد التخزين.
فمخاطر التضخم المالي وانهيار العملة ستظل تلاحقك طوال الوقت طالما احتفظت بأموال التجارة بين يديك، يجب أن تكون دورات الشراء والبيع قصيرة قدر الإمكان حيث استهلاك الناس أقل من المعتاد وارتفاع أسعار السلع يسبقك دائما بخطوة، افتح ثلاثة متاجر صغيرة أفضل من واحد كبير، واشترِ في اليوم الذي تبيع فيه ولا تنتظر الغد.
الاستثمار في البورصة أوقات الحرب
هناك مجال في الاستثمار الآمن في أسهم وسندات البورصة اوقات الحروب، لكن لا تلجأ لأسهم الشركات الخاصة المحلية التي تعتبر بالتأكيد بمثابة انتحار للمال، ولكن اختيار أسهم لبنوك حكومية مساهمة أو شركات موردة لمواد أولية يمكن أن يكون استثمارا أفضل.
ويعتبر شراء السندات الحكومية هو الاختيار الأكثر أمانا على الإطلاق في البورصة ولكن هو كذلك الأقل ربحا، إذ إن الحكومات تعتبر الجهة الأكثر ثقة في السوق المالي، والتي يضمن المستثمر استرداد قيمة السند لديها حتى مع تدهور الاقتصاد، بالتأكيد هذا مبدأ عام، إذا كنا نتحدث عن بورصة نشطة بالأصل ودولة لديها رصيد من الثقة.
استثمر في البشر أوقات الحروب.. تربح بلا شك
الاستثمار في البشر هو المنفذ الأخير، الذي لا يصح تجاهله كحل اقتصادي متاح للاستثمار أوقات الحروب.
خاصة أن تستثمر في تعليم أبنائك بشراء وسيلة أو درس تعليمي للغة أو مهارة أو حرفة جديدة لهم، أو تأمين فرصة سفر للخارج، أو الإنفاق الصحي عليهم، أو حتى إقراض الأفراد من أهل الثقة الذين تضمن أن يردوا إليك القرض بقيمته الأصلية وقت احتياجك له.