كيف تعيد اليابان مجدها الضائع؟.. حكاية الـ100 مليار دولار
قررت اليابان الإجابة عن السؤال الصعب وهو حسب كتاب "اليابان الجديدة" New Japan، هل تستطيع 100 مليار دولار استرجاع مجد الأمة؟
الإجابة تأتي في محاولة لإشعال شعلة اليابان، حيث كشفت الحكومة الشهر الماضي أنها ستؤسس في مارس/ آذار 2022 أكبر صندوق هبات جامعي في العالم.
وحسب وزارة المالية في اليابان للمبادرة علاقة كبيرة بكازوتو أتاكا، عالم الأعصاب الكبير، المبشر بالذكاء الاصطناعي وكبير الاستراتيجيين في ياهو في اليابان.
أما في الوقت الحالي لا تنجب اليابان ما يكفي من المبتكرين المستعدين لمواجهة التحدي، كما يقول أتاكا، وكما لا يدفع الباحثون باتجاه تحويل أعمالهم إلى شيء ملموس، مضيفا أن كل شيء يعتمد على ذلك.
- أسهم اليابان تخسر.. موجة جني أرباح تنهي قمة الأعوام الثلاثين
- الإمارات تؤمن 30% من واردات اليابان النفطية في يناير
في مثل هذا الوقت من العام الماضي، نشر أتاكا أكثر الكتب مبيعا في البلاد، "اليابان الجديدة" New Japan، تم بيعه بسرعة ونجح في إقناع أعداد كبيرة من القراء بأن اليابان لديها مشكلة أساسية ـ في الواقع، عديد من المشكلات المتشابكة ـ مع الابتكار، والتعطيل، وتحويل البحوث الأساسية إلى منتجات قابلة للاستخدام، والنافذة الزمنية لمعالجة القضية تنغلق بسرعة.
شركة وحيدة
على مر الأعوام، استحوذت الروايات الهشة عن التهديد الوجودي في بعض الأحيان على جماهير يابانية واسعة، ويبدو أن هذا كان له صدى أكبر ولاحظه صناع القرار الحكوميون.
اليابان لديها الآن شركة واحدة فقط، تويوتا، ضمن أفضل 50 شركة في العالم من حيث القيمة السوقية.
وكانت اليابان ذات يوم رائدة في مجال التكنولوجيا المبتكرة، وهي اليوم بعيدة كل البعد عن كونها متحدية لا تعرف الخوف ولا الحدود.
وقبل ثلاثة عقود كانت 32 من أفضل 50 شركة في العالم يابانية الجنسية، يتزامن هذا الانحدار مع انخفاض مطرد في مستوى الجامعات اليابانية في التصنيف الأكاديمي العالمي، والانخفاض العالمي في الاستشهاد بالأبحاث اليابانية من المركز الرابع إلى المركز الـ11 منذ 2000.
السحر المفقود
ويجادل أتاكا بأن السحر المفقود ليس أمرا تتعذر استعادته، لكن غيابه ملحوظ بشكل مؤلم في وقت يبدو فيه أن الصين وكوريا الجنوبية وتايوان ودول آسيوية أخرى تميل بقوة إلى "ثورة صناعية رابعة" يقودها الذكاء الاصطناعي والآلات الجزيئية والبيانات الكبيرة وتكنولوجيات أخرى بحسب الاقتصادية السعودية.
وعلى مدى العقدين الماضيين انخفضت حصة اليابان من جوائز براءات الاختراع العالمية من أكثر من 30% إلى 10%، وجد باحثون العام الماضي أن 160 مليار دولار تمثل إجمالي الإنفاق على البحث والتطوير لخمس شركات أمريكية (أمازون، وفيسبوك، وأبل، ومايكروسوفت، وألفابت) كان أكبر من إنفاق الشركات اليابانية مجتمعة.
في كتابه "اليابان الجديدة"، يستهل أتاكا أحد الفصول بجملة جاء فيها: "لا يمكن لليابان اليوم حتى ركوب موجات الابتكار التكنولوجي والصناعي، ناهيك عن إنشائها".
مسلحا بتحذيرات من أن مكانة اليابان كدولة مهددة بسبب فشلها في الاستثمار في الأبحاث، نقل أتاكا فكرة الهبة الممولة من القطاع العام إلى الحكومة. كان الوزراء حاسمين بشكل غير عادي. في أوائل فبراير/ شباط وافقت إدارة رئيس الوزراء يوشيهيدي سوجا على خطة لإنشاء صندوق هبات عملاق من شأنه أن يغذي الأبحاث بمكاسبه السنوية.
سيتم تمويل الصندوق بمبلغ 4.5 تريليون ين ياباني حوالي 42 مليار دولار من المالية العامة، وفي حال سارت الأمور كما هو مخطط لها سيتضخم لاحقا إلى 10 تريليونات ين من خلال عمليات جمع أموال من قبل الجامعات وديون حكومية إضافية.
الغرض من الصندوق
الغرض من الصندوق - إضافة إلى توسيع نطاق توافر التمويل البحثي - تعزيز نهج أقل تقييدا للمجازفة العلمية. كرمز لنية البقاء في المنافسة ورفض قبول التراجع الذي أشارت إليه التصنيفات العالمية، هذه الخطوة تعد قوية.
مع ذلك، قد تكون الاحتفالات سابقة لأوانها. تشير دلائل أولية من المسؤولين إلى أن الحكومة تخطط لإدارة الصندوق بمستوى المخاطر نفسها وتخصيصات المحفظة مثل صندوق استثمار المعاشات التقاعدية الحكومي البالغ 179 تريليون ين - وهو صندوق هائل يحقق عوائد سنوية تبلغ نحو 3.4%، عند هذه المستويات، من شأن الهبة الجامعية أن تدر نحو ثلاثة مليارات دولار من التمويل البحثي الجديد سنويا.
هذا بالتأكيد ليس بالأمر الهين، لكن ربما ليس كافيا، بالنظر إلى أن صندوق هارفارد البالغ 40 مليار دولار يولد وحده أكثر من هذا المبلغ. في الوقت ذاته تحتاج الحكومة إلى إقناع أمة من الباحثين الشباب بأنهم يعيشون الآن في عالم جديد تماما من التمويل.
يقول أتاكا لكي يستعيد الصندوق السحر الياباني، يجب أن يقترن بقبول أوسع. يحتاج المجتمع المبتكر إلى مجموعة دائمة من الأشخاص الذين لا يختلفون عن الآخرين فحسب، بل يعتزون أيضا برغبتهم في تعطيل كل شيء.
في نهاية الحرب العالمية الثانية كان المبتكرون في البلاد يمرون بوقت أسهل، لأن التسلسلات الهرمية المقيدة تم كسرها. يقول أتاكا: "اليابان اليوم لم تنكسر بتلك الطريقة، لكن الجميع يفهم أنه لا يمكن تركها كما هي".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjMyIA== جزيرة ام اند امز